هل أصبحت التوعية الجنسية مادةً ضرورية في مدارسنا؟
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
أين وصلت عملية التثقيف الجنسي المعتمد على المدرسة في العالم؟
بريطانيا: منذ أربع سنوات احتفل منتدى الثقافة الجنسية (Sex Education Forum (SEF بضيافة المكتب الوطني للأطفال في بريطانيا بمرور 25 عاماً على تأسيس المنتدى، فالتعليم الجنسي والتثقيف عن العلاقات الاجتماعية يدخل في المنهاج الوطني للملكة المتحدة بوصفه جزءاً من مادة التعليم الشخصي والاجتماعي والصحي Personal، Social and Health Education.
وهذا التعليم يهدف إلى:
- التعرف إلى أهمية الزواج والعلاقات المستقرة في الحياة الأسرية وتربية الأطفال.
- توفير المعلومات المناسبة لكل مجموعة عمرية.
- إشراك الأهل في عملية التوعية الجنسية لأطفالهم.
- إنقاص حالات الحمل في مراحل المراهقة وانتقال الأمراض المنتقلة بالجنس STDs.
وابتداءً من عام 2011 أصبحت دروس التوعية الجنسية إلزامية في عمر الـ 15-16 سنة.
الولايات المتحدة الأمريكية: أظهر استطلاع للرأي أن معظم الأمريكيين يدعمون وجود الثقافة الجنسية، فالأهل والطلاب يريدون وجود مادة التوعية الجنسية في المدارس، وفي استطلاع أُجري عام 2004 أظهرت نتائجه أن 90% من الأهل يدعمون وجود مادة الثقافة الجنسية في المدارس، وأن 93% منهم وجدوا أن برامج الثقافة الجنسية الموجودة في مدارس أولادهم كانت مفيدة لهم.
ما هو حال الوعي الجنسي في بيئتنا ومجتمعنا؟
في إحصائية جمعتها الأمم المتحدة عام 2010 لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (سوف نستعرض النسب في كل من سورية ومصر):
1- نسبة النساء المتزوجات ضمن فئتَين عمريتَين (15-19عاماً-أ-) و(20-24عاماً-ب-):
مصر عام 2008:
أ: 13%
ب: 54%
سورية عام 2001:
أ: 11%
ب: 42%
2- نسبة النساء المتزوجات حالياً اللواتي يستخدمنَ موانع الحمل ضمن فئتَين عمريتَين (15-19عاماً-أ-) و(20-24عاماً-ب-):
مصر عام 2008:
أ: 23% (أي وسيلة منع حمل)
20% (أي وسيلة منع حمل حديثة)
ب: 45% (أي وسيلة منع حمل)
41% (أي وسيلة منع حمل حديثة)
سورية عام 2001:
أ: 22% (أي وسيلة منع حمل)
11% (أي وسيلة منع حمل حديثة)
ب: 40% (أي وسيلة منع حمل)
26% (أي وسيلة منع حمل حديثة)
وتُعَدُّ هذه الإحصائيات مهمة جداً؛ لأنها تشير إلى أن خُمس السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هم بين العمرين 15-24 ويُعَدُّ الأفراد في هذه المرحلة جاهزين لأداء علاقات جنسية، في حين تنقصهم المعلومات الكافية عنها، فالحياة في هذه الدول تختلف عن غيرها، ثم إنها اختلفت على نحوٍ ملحوظ عن الماضي؛ بسبب التطور التعليمي لكلا الجنسَين وتأخر سنِّ الزواج وما يتطور عن ذلك من تغيرات في السلوك الجنسي سيكون محورَ دراستنا اليوم.
ما هي مهمة التثقيف الجنسي المدرسي؟
التعليم الجنسي الشامل هو عملية تعليم منهجية تدعم الشباب وأسرهم وتساعدهم على الحصول على المعلومات ذات الصلة الجنسية، والمهارات، والدوافع اللازمة للتصرف بطرق تنسجم مع قيمهم. في حين أن الآباء وأولياء الأمور هم المصدر الأول للتعليم الجنسي لأطفالهم، ولكن الغالبية العظمى منهم يشعرون أنهم بحاجة إلى الدعم والخبرة المهنية لقيادة الطريق، وكذلك المدارس والجماعات الدينية والمنظمات المجتمعية، كلها لها دور تؤديه.
من الناحية المثالية، فإن التربية الجنسية من شأنها أن تُدرس كل عام في مدارسنا من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر مثلَ جميع المواد الدراسية، والمعلومات والمهارات التي تُدرَّس هي التي تتناسب مع أعمار الأطفال، وبناءً على المعلومات التي اكتسبوها في العام السابق.
البرامج المدرسية الفعالة سوف تتضمن العناصر التالية:
- التركيز على تخفيض السلوكيات الخطرة المحددة.
- الأسس في النظريات التي تشرح ما يؤثر في سلوك الناس وخياراتهم الجنسية.
- رسالة واضحة ومعززة باستمرار عن الحد من المخاطر والسلوك الجنسيَين.
- توفير معلومات دقيقة عن المخاطر المرتبطة بالنشاط الجنسي، وعن منع الحمل وتحديد النسل، وعن طرق تجنب أو تأجيل الجماع.
- التعامل مع الأقران والضغوط الاجتماعية الأخرى التي تواجه الشباب كتوفير الفرص للتدرب على مهارات التواصل، والتفاوض، وعقد العزم.
- استخدام مناهج التعليم والتعلم التي تلائم سن الشباب، وخبراتهم الثقافية وخلفياتهم.
- أن تُقدَّم من قبل أشخاص مؤمنين بما يقولون ولديهم إمكانية الحصول على الدعم بالتدريب أو بالتشاور مع مثقفي الجنس الآخرين.
- التركيز على علاقات متبايني الجنس والمثليين على حد سواء.
نتائج عملية التثقيف الجنسي المدرسي:
أظهرت البرامج الرسميَّة -التي تضمن كل هذه العناصر- زيادةً في مستويات المعرفة عن الجنس والحياة الجنسية عند الشباب، وأعادت متوسط العمر لأول تواصل جنسي (لطبيعته) وخفَّضت الخطر عند ممارستهم الجنس.
بالإضافة إلى ذلك، يُدعَم التثقيف الجنسي الفعال بربطه مع خدمات الصحة الجنسية ويُؤخذ بالحسبان رسائل عن القيم والسلوك الجنسي التي يحصل عليها الشباب من مصادر أخرى (كالأصدقاء ووسائل الإعلام). ثمَّ إنه يُعَدُّ استجابةً لاحتياجات الشباب أنفسهم سواء كانوا فتيات أو فتيان، لوحدهم أو ضمن مجموعات أحادية الجنس أو مختلطة، وما يعرفونه بالفعل.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا