ماهو الحديد و لماذا نحتاجه؟
الحديد هو المعدن الذي يدخل في تركيب الهيموغلوبين الموجود في الكريات الحمر والذي بدوره يحمل الأوكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم. يساعد الحديد العضلات على تخزين و استعمال الأوكسجين. كما يعد الحديد جزء من عدة أنزيمات ويستخدم في العديد من وظائف الخلية.
ما هو نقص الحديد ولماذا هو مُقلق ؟
نقص الحديد هو الحالة الناجمة عن الكمية القليلة جداً من الحديد في الجسم، و هو مرض غذائي شائع. وإنّ مصطلح فقر الدم، نقص الحديد، وأنيميا فقر الحديد غالباً ما تستخدم بشكل متبادل ولكن متكافئ.
يعتبر نقص الحديد مصدر قلق لأنه يؤثر على الوظائف الحركية للرضع أو على الوظائف العقلية، كما أنّ نقص الحديد خلال فترة الحمل يمكن أن يُزيد من مخاطر ولادة رضع صغار أو ولادتهم في وقت مبكر وهؤلاء يكونون أكثر عرضة للمشاكل الصحية أو الموت في السنة الأولى من الحياة بالمقارنة مع الرضع الذين يكملون فترة الحمل. ومن جهة أخرى يسبب نقص الحديد التعب الذي يضعف القدرة على القيام بالأعمال الجسدية عند البالغين، كما يؤثر على الذاكرة في فترة المراهقة.
ما الذي يسبب نقص الحديد ؟
نقص الحديد له أسباب عديدة. هذه الأسباب تنقسم إلى فئتين رئيسيتين :
1. زيادة الإحتياجات من الحديد:
تزداد الحاجة من الحديد في حالات النمو السريع (الرضع و الأطفال الصغار بحاجة إلى المزيد من الحديد بالمقارنة مع الأطفال الأكبر سناً)، الحمل، حالات فقدان الدم (الطمث النزفي، التبرع المتكرر للدم)، وكذلك مع بعض اضطرابات المعدة و الأمعاء.
2. انخفاض كمية الحديد المتناول أو خلل في امتصاصه:
بمعنى آخر لا توجد كمية كافية من الحديد للجسم، حيث تعتمد كمية الحديد الممتصة من الغذاء على عوامل عديدة، فالحديد ذي المصدر الحيواني (اللحوم، الدواجن والأسماك) أكثر كفاءة من الحديد النباتي (الفاصولياء والسبانخ ...). ونجد أنّ الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C تعزز امتصاص الحديد غير الهيمي عندما يتم تناوله في نفس الوجبة.
من جهة أخرى فإنّ بعض المواد مثل البوليفينول أو الكالسيوم و التي تتواجد في الشاي، القهوة، الحبوب الكاملة، البقوليات، الحليب أو منتجات الألبان تقلل من كمية الحديد النباتي الممتص في الوجبة الغذائية. و يمكن للكالسيوم أيضاً أن يقلل من كمية الحديد الهيمي (ذي المصدر الحيواني) الممتص في وجبة الطعام.
إنّ تناول وجبة متوازنة لا يثير القلق حول تأثير هذه المواد على امتصاص الحديد.
يعتبر الرضع والأطفال الصغار (الرضع الذين ولدوا في وقت مبكر، الأطفال الذين يقدم لهم حليب البقر قبل عمر الـ 12 شهر، والأطفال الذين يتناولون الحليب بشكل مفرط الذي يقلل من رغبة الأطفال بتناول المواد الغذائية الأخرى مرتفعة المحتوى من الحديد مثل اللحوم أو الحبوب المدعمة بالحديد) والنساء الحوامل، المراهقات والنساء في سن الإنجاب الأكثر عرضة لنقص الحديد.

علامات وأعراض نقص الحديد
يسبب نقص الحديد خللاً في وظائف الجسم، ولكن معظم العلامات و الأعراض الجسدية لا تظهر حتى يحدث فقر الدم بسبب نقص الحديد. الأشخاص في المراحل المبكرة من نقص الحديد قد لا يظهر لديهم أي علامات أو أعراض، لذلك من المهم الكشف عن نقص الحديد بين الفئات المعرضة للمخاطر.
أعراض فقر الدم بسبب نقص الحديد تتضمن:
• الشعور بالتعب والضعف
• انخفاض الأداء في العمل و المدرسة
• التطور المعرفي و الاجتماعي البطيء خلال مرحلة الطفولة
• صعوبة الحفاظ على درجة حرارة الجسم
• انخفاض وظيفة المناعة، مما يزيد من قابلية العدوى
كيف يتم علاج نقص الحديد ؟
يختلف العلاج حسب العمر والوضع الصحي وكذلك السبب الكامن وراء نقص الحديد. فقد يتم وصف المكملات الضرورية أو وصف حمية غذائية غنية بالأطعمة الغنية بالحديد (السبانخ، اللحوم الحمراء، العدس، فول الصويا، السردين) في حال كان السبب سوء تغذية.
ماهو الغذاء الذي يُساعد في منع حدوث نقص الحديد؟
بشكل عام ، يمكنك اتباع نظام غذائي صحي يتضمن مصادر جيدة من الحديد. النظام الغذائي الصحي يتضمن الفواكه والخضروات و الحبوب الكاملة والحليب و منتجات الألبان الخالية من الدهون، و اللحوم الخالية من الدهون والسمك و الفاصوليا الجافة، البيض، المكسرات، والأغذية المنخفضة في الدهون المشبعة، والكوليسترول والملح و السكريات المضافة.
بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي يتضمن مصادر جيدة من الحديد، يمكنك أيضاً تناول الأطعمة التي تساعد الجسم على امتصاص الحديد بشكل أفضل. على سبيل المثال، يمكنك أن تأكل الفاكهة أو الخضراوات كالليمون التي هي مصدر جيد لفيتامين C مع الطعام أو الوجبة التي تحتوي على الحديد غير الهيمي. فيتامين C يساعد الجسم على امتصاص الحديد غير الهيمي من الأطعمة التي تتناولها، وخصوصاً عندما تؤكل المواد الغذائية التي تحتوي على الحديد غير الهيمي مع أغذية غنية بفيتامين C في نفس الوجبة .

المصدر: هنا