الأفلاتوكسينات.. سمومٌ فطريةٌ قد تهدد الحياة
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
تعد الأفلاتوكسينات من أشهر السموم الفطرية التي بُحثت بشكلٍ مكثفٍ في العالم، حيث ارتبطت عبارة الأفلاتوكسينات بأمراضٍ مختلفةٍ كالتسمم الأفلاتوكسيني Aflatoxicosis في الماشية والحيوانات الأليفة والبشر في جميع أنحاء العالم. يتأثر تواجد الأفلاتوكسينات بعوامل بيئيةٍ معينة، كالموقع الجغرافي الذي يحدد مدى حدوث التلوث والممارسات الزراعية المختلفة، وتعرض المنتجات الزراعية للإصابة الفطرية خلال فترة قبل الحصاد والتخزين وعمليات التصنيع.
نالت الأفلاتوكسينات الاهتمام الأكبر مقارنةُ بباقي السموم الفطرية الأخرى بسبب التأثير المسرطن على حيوانات المختبر والآثار السمية الحادة التي ظهرت لدى البشر.
جميع ممارسات تحقيق السلامة الغذائية فيما يخص التعرض للأفلاتوكسينات لم تكن مجديةً، وقد حاولت العديد من البلدان الحد من التعرض للسموم الفطرية من خلال فرض قيودٍ منظمةٍ وفق التشريعات الغذائية على السلع المعدة للاستخدام كغذاء وعلف.
للأفلاتوكسينات أنواعٌ عديدةٌ منها Aflatoxins B1, B2, G1, G2, M1, M2 تنتجها فطور flavus Aspergillus
Aspergillus nomius , Aspergillus parasiticus .
يظهرالشكل التالي صورة مكبرة لفطر flavus Aspergillus:
Image: http://poisonousplants.ansci.cornell.edu/toxicagents/aflatoxin/aflatoxin.html
تتواجد الأفلاتوكسينات عادةً في حبوب القمح والذرة المصابة بالفطور نتيجة سوء الحفظ والتخزين، ويتعرض البشر للأفلاتوكسينات عن طريق تناول الأطعمة الملوثة بمنتجات نمو هذه الفطريات، كما تم في بعض الأحيان الكشف عن السموم الفطرية في الحليب والجبن والذرة والفول السوداني والقطن والجوز واللوز والتين والتوابل، ومجموعةٍ متنوعةٍ من الأطعمة الأخرى. ويعود تلوث الحليب والبيض ومنتجات اللحوم في بعض الأحيان إلى استهلاك الحيوانات لأعلافٍ ملوثةٍ بالأفلاتوكسين. ومع ذلك، فإن المنتجات الأكثر عرضة لخطر التلوث الأفلاتوكسيني هي الذرة، والفول السوداني، والقطن.
من الصعب التحكم بمقدار هذا التعرض للفطريات ونواتج نموها في الأطعمة لعدم القدرة على منع هذا التعرض. وبالرغم من الاجراءات الصارمة على المنتجات الغذائية الملوثة والمطبقة في السوق في معظم الدول المتقدمة، إلا أن القلق لا يزال مستمراً.
من الممكن تطبيق العديد من الممارسات المختلفة للحد من مستويات الأفلاتوكسين أثناء عملية الحصاد و التخزين للحبوب أحد أهم هذه الممارسات هي عدم تأخير الحصاد، حيث ينصح بالحصاد الفوري لمحاصيل الحبوب. من هذه الممارسات أيضاً تجنب المناطق التي تنتشر فيها الفطور والسموم الفطرية واختيار مناطق مناسبة لزراعة هذه المحاصيل, كذلك تنظيف الحبوب ومعاملتها بموادٍ لمنع انتشار الإصابة الفطرية وإنتاج السموم الفطرية وتعقيم المعدات المستخدمة في الحصاد والتخزين لمنع انتقال العدوى الفطرية وحدوث إصابات جديدة.
يوضح الشكل التالي حبوب الذرة المصابة بالفطور التي تنتج الافلاتوكسينات:
Image: http://m.trojmiasto.pl/news/Gdy-lodowka-chce-cie-zabic-n45729.html
أظهرت التقارير وجود أدلةٍ على التسمم الأفلاتوكسيني Aflatoxicosis الحاد عند البشر في بلدان العالم الثالث، مثل تايوان، أوغاندا والهند. حيث تتميز هذه المتلازمة بحدوث بعض الأعراض كالتقيؤ، آلام في البطن، وذمة رئوية، الاختلاجات والغيبوبة ومن ثم الموت مع حدوث وذمةٍ دماغيةٍ في بعض الأحيان.
من العوامل التي تزيد احتمال حدوث التسمم الأفلاتوكسيني الحاد في البشر عدم توافر حدود الرقابة الغذائية والظروف البيئية مما يساهم في استمرار إنتاج السموم الفطرية في المحاصيل والمنتجات، وعدم وجود أسسٍ تنظيميةٍ لرصد الأفلاتوكسينات والكشف عنها والسيطرة عليها.
من أكثر الأفلاتوكسينات سمية Aflatoxin B1، حيث تعد مواداً مسرطنةً قويةً عند بعض الحيوانات. ففي عام 1988 وضعت IARC الأفلاتوكسين B1 ضمن قائمة المواد المسببة للسرطان في الإنسان. ويؤيد ذلك عددٌ من الدراسات الوبائية التي أجريت في آسيا وأفريقيا والتي أظهرت وجود علاقةٍ وثيقةٍ بين الأفلاتوكسينات وسرطان الخلية الكبدية Liver Cell Cancer(LCC).
تتأثر الأمراض المرتبطة بالأفلاتوكسين في البشر بعوامل مختلفة مثل العمر والجنس والحالة التغذوية أو التعرض لبعض العوامل المسببة الأخرى مثل التهاب الكبد الفيروسي (HBV) أو الإصابة بالطفيليات.
في نهاية هذا المقال نستنتج مدى خطورة السموم الفطرية وبشكلٍ خاصٍ الأفلاتوكسينات حيث تعتبر هذه السموم مسرطنة على المدى البعيد كما تسبب سمية كبدية وتعد من السموم التي تسبب تشوه للأجنة وخفض المناعة.
المصادر:
1. هنا
2. هنا