برتراند راسل أبو الفلسفة التحليلة... في كتاب
كتاب >>>> الكتب الأدبية والفكرية
وُلد الفيلسوف الإنكليزي الشهير برتراند آرثر ويليام راسل في أيار (سبتمبر) عام 1872، وتوفي في شباط (فبراير) 1970، وقد هيمن في قرن من الزمن على مباحث المنطق والفلسفة الحديثة.
درسَ في بداية حياته الرياضيات في جامعة كامبريدج وتخرج فيها عام 1893، ثم انكبَّ على دراسة الفلسفة فأبدع فيها وأسس ما يُعرف بالمدرسة التحليلية في الفلسفة، فعُرفَ راسل بأنه فيلسوف تحليلي. تزوج مرات عدة وعشق الكثيرات وناضل ضدَّ الحروب وانتشار الأسلحة، وخاصةً النووية منها، ونال جائزة نوبل للآداب عام 1950، ويمكننا معرفته أكثر في الفصل الأول من الكتاب الذي يُعنى بحياة الفيلسوف وعلمه.
يتحدَّث الفصل الثاني عن إسهامات راسل في المنطق والفلسفة، ويشرح فيه المؤلف رفضَ راسل للمثالية في الفلسفة، واتَّبع المذهبَ الواقعي ثم هجره بعد ذلك، وتطرَّق إلى أبحاثه في أصول الرياضيات ونظرية الأوصاف والتي تناولت موضوع قصور اللغة عن التعبير عن الأغراض الفلسفية.
ويُستطرد الحديث إلى موضوع الإدراك والمعرفة فيسأل راسل: ما المعرفة؟ وكيف نحصل عليها؟ وهل نحصل على هذه المعرفة بواسطة حواسنا؟ وما دور هذه الحواس في عملية الإدراك؟ وإلى أي مدى تُعدُّ هذه الحواس صادقة في تشكيل الإدراك لدينا؟
ويَخلصُ راسل إلى أن المعرفة التي تأتينا عن طريق الحواس تعدُّ نقطة ضعيفة جداً لتحديد إدراكنا بالعالم الخارجي، فجاء كل ذلك في إطار أبحاثه في نظرية المعرفة.
في الفصل الثالث؛ يتكلم المؤلف عن آراء راسل في الفلسفة والعقل والعلم ويشرح فلسفة راسل في مذهب الذرية المطلقة والقائم على أن المنطق هو جوهر الفلسفة؛ ولكن هذا المنطق هو المنطق الرياضي وليس ما تُعبِّر اللغة عنه؛ لأن القواعد النحوية السطحية مُضلِّلة ولا يمكن أن تعطينا أوصافاً دقيقة لأبنية قضايا الفلسفة.
والجدير بالذكر أن راسل وضع مذهب الذرية المطلقة في ملاحظاته وانتقاداته للمذهب التجريبي؛ ولكن المؤلف ينتقد راسل بأن الفروقات بين المذهبين محدودةٌ للغاية ولا تحتاج إلى أن يُشتقّ عن المذهب التجريبي مذهبٌ جديدٌ يدعى بالذرية المطلقة.
أمّا السياسة والمجتمع فهو عنوان الفصل الرابع من الكتاب، وفيه نجد أن راسل كان معلماً أخلاقياً معنياً برفع مستوى الأخلاق عند الناس أكثر مما كان فيلسوفاً أخلاقياً، وكان يرى أنه يجب التوفيق بين الأخلاق والسياسة، فحيث تكون الحرب شرّ يجب أن يكون المطلب السياسي هو تحقيق السلام.
ويرى المؤلف أن إسهامات راسل في المجال الأخلاقي كانت سطحية وأنها ذات طابع نصحي أكثر منه فلسفي.
ويبحث الفصل الخامس من الكتاب في تأثير راسل في كل العلوم الفلسفية التي تناولها بالبحث، إضافة إلى الرياضيات ومشكلات المجتمع والسياسة، ودعوته لتأسيس الحكومة العالمية، فضلاً عن نظرته المتفائلة بالتغلب على كل المشكلات التي تواجه الجنس البشري على الأرض في وقت مبكر جداً، فقد كتب عام 1917 كلاماً مفاده أنه إذا استغلينا التكنولوجيا الحديثة، لاستطعنا في غضون عشرين عاماً القضاء على كل أشكال الفقر المدقع وعلى نصف الأمراض في العالم والرقِّ الاقتصادي بأكمله، والذي يُكبِّل تسعة أعشار السكان، ولاستطعنا أن نملأ العالم بالجمال والسعادة ونضمن أن يسود السلام العالمي.
لقد جاء الكتاب مُرَكزاً جداً؛ إذ كان فيه كمّاً هائلاً من المعلومات الفلسفية التي انتقدها أو أضافها راسل، لذلك جاءت لغته صعبة قليلاً وخاصةً للقارئ غير الملمِّ بموضوع الفلسفة.
ومع ذلك فقد قدَّم هذا الكتاب معلومات مهمة جداً عن حياة الفيلسوف التحليلي الأول برتراند راسل وعن إسهاماته العصيّة عن الحدّ.
يختم المؤلف كتابه بالقول:
"إذا كنت ترغب في رؤية أثر برتراند راسل؛ فتلفت حولك وتأمل الفلسفة الموجَّهة إلى عامة الناس الصادرة باللغة الإنكليزية منذ السنوات التي تفصل الحربين العالميتين، وتأمل المنطق وفلسفة الرياضيات والمناخ الأخلاقي المختلف في العالم الغربي في القرن العشرين أيضاً، والمحاولات الرامية إلى إعاقة انتشار الأسلحة النووية، ويجب أن يُشير التاريخ الكامل إلى أية من هذه الموضوعات إلى راسل".
وإذا كنتم ترغبون بمعرفة هذا الأثر وهذه الإسهامات وبكتاب بسيط جداً وفي درجة من التعقيد أقلّ؛ فما عليكم إلا تناول هذا الكتاب والَبدء بقراءته لتدخلوا عالم الفلسفة الجميل.
معلومات الكتاب:
الكتاب: برتراند راسل، مقدمة قصيرة جداً.
تأليف: أيه سي جرايلنج.
الترجمة: إيمان الفرماوي.
دار النشر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة.
نوعية الكتاب: ورقي 139 قطع متوسط.
الترقيم الدولي: 978-977-719-848-6