التكاثر هو كل شيء في البيولوجيا، حيث القاعدة "أنت تتكاثر، إذاً أنت تفوز"، لكن عملية التكاثر ليس دائماً بالعملية اللطيفة والموجهة بدقة لغاية البقاء والحفاظ على النوع من الانقراض، فلبعض الحيوانات طرقها المميزة فعلاً لممارسة الجنس.

نبدأ معكم هذه السلسلة بقردة البونوبو، والتي تُسمى عِلميّاً "Pan paniscus"، وهي إحدى القردة القريبة جداً من البشر والشمبانزيات، حيث تُشارك الشمبانزي بـ 99.6% والبشر بـ98.7% من المجموع المورثي (الجينوم)، كما أنها حيوانات مهددة بالانقراض تعيش غالبيتها العظمى في جمهورية الكونغو الديموقراطية في وسط إفريقيا، وغالباً ما يتم النظر إليهم على أنهم مُمارسوا الجنس أبناء عم مُفتعلي الحروب (قردة الشمبانزي).

قردة البونوبو هي الرئيسيات الوحيدة (عدا البشر) التي تمارس الجنس لمجرد المتعة، حيث لا مشكلة لدى قرد البونبو في أن يمارس الجنس مع أي شريكٍ متوفر بغض النظر عن الجنس والعمر (باستثناء حالة الأم والابن)، فإناث البونوبو يقُمن بدلك أعضائهن التناسلية سويّةً باستمرار، أما الذكور فيقف ذكران وجهاً لوجه ويحركان وِركيهما (خصريهما) من جهةٍ لأُخرى في عمليةٍ تُدعى "مبارزة بالقضبان"، وحتى أنَّ ممارسة الجنس بوضعية "وجهاً لوجه" والتقبيل باللسان والممارسات الجنسية الفموية والاستمناء المُتبادل هي ممارسات معهودة لدى البونوبو، وإضافةً لهدفي التكاثر والمتعة فإن قردة البونوبو تمارس الجنس لأغراض أُخرى مثل حَلّ النزاعات والانجذاب العاطفي والألعاب الجنسية والمصالحة والإثارة وتخفيف التوتر، كما تقوم قردة البونوبو أيضاً بممارسة الجنس للارتقاء بالمستوى الاجتماعي، حيث جرت العادة على أنّ إناث البونوبو يَتْركن المجموعة التي نشأن فيها ويخترن مجموعةً أُخرى ليعِشن ضمنها ويجدن شركاءهن ويرتقين بمستواهن الاجتماعي، و بما أنّ الأُنثى الجديدة الدخيلة على المجموعة لا تعرف أحداً، فهي تلجأ للارتباط بأُنثى (أو ذكر) ذاتِ مستوىً رفيع كمدخلٍ لها، وتأتي هذه الرابطة بعدة أشكال تمتد من كقضاء الوقت واللعب معاً وصولاً لممارسة الجنس بدلك أعضائهن التناسلية ببعضها، وقد وجد الباحثون أن الأُنثى ذات المستوى الاجتماعي المتدنِّ (المنخفض) إذا مارست الجنس مع الأُنثى الأُولى –القائدة- (Alpha female) فإنَّ الأُنثى ذات المستوى الأدنى تصرخ بأصوات مختلفة خلال ممارسة الجنس، ويُفَسَّرُ هذا السلوك أساساً بأنها تتفاخر بممارسة الجنس مع الأنثى الأولى (أو الذكر)، خاصةً في حال وجود إناثٍ من مستوياتٍ اجتماعية عُليا حولهن ليرينَ ويسمعنَ ذلك.

المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا