الفوضوية
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة السياسية
دائماً منسمع كلمات ومصطلحات سياسية ممكن تكون غريبة عالبعض ومعروفة جزئيا عند البعض... اشتراكية وليبرالية ومحافظة وفوضوية...إلخ مصدر الصورة: هنا
خلونا نتعرف عهي المصطلحات... شو هيي وشو هدفا...
رح نحكي اليوم عن الفوضوية (الأناركية)....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأناركية أو الفوضوية: هي مجموعة من المواقف والأفكار التي تتركز حول مبدأ "الحكومة مؤذية و غير ضرورية"
تطورت فكرة "الفوضوية" في الغرب و انتشرت عالمياً بداية القرن العشرين.
اشتُقت كلمة Anarchism من الجذر اليوناني Anarchos الذي يعني "بلا سُلطة"، كان معناها الإهانة حين قام "جاك بيير بريسّو" "Jacques-Pierre Brissot" رئيس أحد الكتل البرلمانية أثناء الثورة الفرنسية بمهاجمة أحد خصومه متهماً إياه بالدفاع عن الفوضويّة، و استُخدم وصف "بريسّو" كتعريف عام و الذي كان:
"قوانين بلا تطبيق, سُلطات مكروهة و بلا حول ولا قوة, جرائم بلا عقاب, هجوم على المُمتلكات, الاعتداء على أمن الفرد, فساد أخلاق الشعب, لا دُستور, لا حكومة, لا عدالة؛ هذه هي الفوضوية"
هذه الكلمات مثّلت الاتهامات و الإدانات التي استعملها كلّ خصوم الفوضوية, الذين بدورهم أكّدوا العديد من النقاط التي اتهمهم بريسّو بها, فهم لا يعترفون بالقوانين التي وضعها الإنسان, يعتبرون الملكية من أشكال الطغيان و يعتقدون ان الجريمة ناتجة عن الملكية و السلطة.
و في نفس الوقت يعتبرون ان إنكارهم للدساتير والحكومات لا يؤدي الى حالة "اللا عدالة" و لكن إلى حالة العدالة الحقيقية المرتبطة بالتطور الحر للحركة الاجتماعية الانسانية.. وبالتحديد ميل الانسان الطبيعي – بدون عرقلة القوانين - الى مساعدة الغير.
كان الكاتب و المفكر الاجتماعي الفرنسي بيير جوزيف برودون "Pierre-Joseph Proudhon" أول شخص يدعو نفسه بالفوضوي و في دراسته الاقتصادية عام 1840 " ما هي الملكية ؟" , قال برودون ان قوانين المجتمع الحقيقية ليس لها علاقة بالسلطة بل تبدأ من طبيعة المجتمع ذاته و تنبّأ بانحلال السلطة و ظهور النّظام الاجتماعي الطبيعي.
أسس فلسفة برودون طُوّرت من قبل مفكرين سابقين.. فرفض السلطة السياسية له أصول كثيرة.. فهو يمتد للعصور القديمة أيام الرِّواقيين و الكَلبيّين –Stoics & Cynics- و يستمر في العصور الوسطى و عصر النهضة كما عند الفِرق المسيحيّة المُعارضة كقسم من مذهب "تجديدية العماد" و الكاثاريّين - Catharists and Anabaptists -، عند هذه الفِرق - التي اعتُبرت خطأً سلف "الأناركيّة" عند الكُتّاب الفوضويّين الحاليين - كان رفض السلطة جزءاً من مبدأ الانسحاب من العالم المادي الى عالم تأمّلي روحاني.. هذه الفكرة في البحث عن الخلاص الشخصي كانت متوافقة بصعوبة مع المبادئ الاجتماعية و السياسية للفوضويّة التّي تتكون – بجميع أشكالها – من:
1- تحليل علاقات السُلطات مع تحديد السلطة السياسية.
2- تصور لمجتمع متحرر بديل قائم على التعاون - و ليس التنافس و الإجبار- و قادر على التصرف بدون الحاجة لسلطة الحكومة.
المصدر:هنا