الاشتراكية العلمية (الماركسية)
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة السياسية
الاشتراكية بمعناها الواسع هي الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، مما يؤدي إلى تحقيق التوزيع العادل للثروة. وأما العلمية، فنسبة إلى العلم، وتعني مجموع النتائج التي يتم التوصل إليها عن طريق توظيف قوانين علمية في المجالات الاجتماعية والرياضية والفيزيائية وغيرها، لإنتاج المزيد من المعرفة العلمية لخدمة المصالح الإنسانية. ومن العلامات الفارقة في تاريخ الفكر الاشتراكي العلمي "مجاعة الأربعينات"، حينما مات جوعًا جزء كبير من الفلاحين الأيرلنديين والعمال الانكليز، الأمر الذي جعل العديد يعيد التفكير في قناعتهم الاجتماعية والسياسية. وفي عام 1844 وبعد فقدان كارل ماركس عمله كمحرر، ذهب إلى باريس لدراسة الاقتصاد والاشتراكية ومن خلال دراسته للسياسة الفرنسية والاشتراكية، توصل ماركس إلى أن النظام البرجوازي محتوم بالفشل وقد قام انجلز بالبرهنة على ذلك.
نشأت الاشتراكية العلمية على يد كارل ماركس (1818- 1883)، وفريدريك انجلز (1820-1895)، وشددوا على المبدأ المادي للنظرية، حيث حاولوا شرح التاريخ من خلال التركيز على الظروف المادية للوجود الإنساني، وقامت هذه النظرية بنقض الأفكار الدينية والمثالية. فاعتقد ماركس وانجلز بأن العالم المادي يحدد أفكارنا وليست الأفكار التي تحدد عالمنا المادي. وركز كل من ماركس وانجلز على أن النظام الاجتماعي يجعل الفرد يشعر بالغربة عن ذاته، واعتقدوا بأن الأفراد لا يعيشون ذاتهم بسبب النظام الاجتماعي الفاسد الذي يقوم باستغلالهم كالرأسمالية. في هذه المجتمعات يصبح الأفراد غرباءً عما تنتجه أيديهم لأنهم يصبحون عبيدًا للأجور. وظهر الاغتراب مع ظهور الطبقات الاقتصادية والاجتماعية وذلك عندما أصبحت المجتمعات تنتج أكثر مما تحتاج، وبالتالي فإن الفائض أصبح يستخدم لمدلولات اجتماعية واقتصادية ودينية، وأما المجموعات التي تشرف على إنتاج هذا الفائض أصبحت تعرف باسم الطبقة الحاكمة.
يقسم البيان الشيوعي The Communist Manifestoالذي أصدره كل من ماركس وانجلز المجتمع الرأسمالي إلى طبقتين رئيستين:
• طبقة العمال (البوليتاريا)، والتي لا تملك شيئًا سوى طاقتها العاملة.
• أصحاب المال (البرجوازية) الذين يملكون كافة وسائل الإنتاج.
يرى كل من ماركس وانجلز بأن طبقة العمال تستطيع التحرر من الإحساس بالاغتراب عن طريق خلق طبقة اجتماعية لا يتم استغلال أحد فيها، وذلك لن يحدث إلا عن طريق ثورة لإسقاط الرأسمالية، وبعدها يمر المجتمع بمرحلة تُعرف باستبدادية البوليتاريا، عندئذٍ يمكن الوصول إلى مجتمع اشتراكي خالٍ من الاستغلال والاغتراب. نشر انجلز عام 1845كتاب حالة الطبقة العاملة في انجلترا، وبدأ الكتاب بوصف الثورة الصناعية في انجلترا والتي ستؤدي إلى نشوء طبقة جديدة من الناس وهم الطبقة العاملة، والتي ستعيش في حالة مزرية، بينما ستؤدي هذه الثورة الصناعية إلى ثراء فاحش للأغنياء. أدت المنافسة إلى تدمير الإنتاج المستقل للعاملين في الريف ودفعتهم إلى المدن للبحث عن عمل. ولم تكن ظروف العيش في المدن أفضل حالَا حيث الفقر والمرض والقذارة، بالإضافة إلى العمل ساعة طويلة مع خطر التعرض للإصابة من الآلات الخطرة في المعامل. حتى الأطفال لم يكن حالهم أفضل في المدن لأنهم لم يتلقوا تعليمًا مجديًا مما أدى إلى المزيد من المشاكل الاجتماعية كالبطالة. وبذلك قام العمال الانكليز في وسط وشمال انجلترا بحرق بيوت الأغنياء وتخريب المقابس في المصانع. وأكد انجلز بأن الرأسمالية كانت تخضع لأزمات دورية يجب استغلالها للاستيلاء على السلطة وإقامة نظام شيوعي. فكان ماركس وانجلز يعتقدان بقوة بأن، الاشتراكية العلمية يمكن أن تغير العالم، إذا ما تم ربطها بنضالات الطبقة العاملة. في الواقع لم تأتي الثورة التي ستغير النظام الاجتماعي في القرن التاسع عشر مما أدى إلى خيبة أمل. وعلى الرغم من ذلك يعد فكر ما جاء به كارل ماركس وصديقه أنجلز أكثر ما ذخر به الفكر من جدل.
المراجع:
Engels 1845 (English translation 1892، Panther edition 1969) The Condition of the Working Class in England.
Hobsbawm، E.J. 1969 Introduction to Engels 1845 (Panther edition 1969)
Marx and Engels 1848 The Communist Manifesto.
Rex، J. 1967 "Frederick Engels" New Society 5.1.1967 pp 14-16 Founding Fathers of Social Science (New Series) 6.