المبيدات: أكثر سُمّيّةً ممّا نعتقد!
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> زراعة
تلعب العناكب البرونزيّة القافزة دوراً هامّاً في البساتين والحقول، خاصّةً في بداية الموسم الزراعي، من خلال أكل الكثير من الآفات مثل (oblique-banded leafroller) وهي عثّةٌ تهاجم النباتات الصغيرة والفواكه، ويرشّ المزارعون المبيدات الحشريّة على النباتات للتخلّص من هذه الآفات، وكان يُعتقد أنّه قد يكون لها تأثيرٌ على سلوك العناكب.
اكتشف الباحثون هذه الحقيقة من خلال التركيز على كيفيّة تأثير التعرُّض للمبيدات الحشريّة على سلوك أفراد العناكب، بما في ذلك قدرتها على الانقضاض على فريستها واهتمامها في اكتشاف أراضٍ جديدةٍ، وكلاهما تُعتبر أموراً حاسمةً بالنسبة لبقائها على قيد الحياة وعلى دورها في التخلُّص من الآفات.
شخصيّة العناكب :
"معظم الأفراد لديها سِمَةٌ منفردةٌ في تصرُّفاتها، وهو ما يسمّيه العلماء "السمات الشخصيّة"، فبعض الأفراد على استعدادٍ لتحمُّل المخاطر عند وجود ما قد يفترسها، وتستكشف مناطقَ جديدةً بشكلٍ أسرع، أو تلتقطُ الفريسةَ بسرعةٍ أكبر، لكنّ تأثير المبيدات الحشريّة على السمات الشخصيّة لا يزال وصفُه ضعيفاً".
وجد الباحثون أن سلوك العناكب بشكلٍ عامٍّ يصبح غير قابلٍ للتنبّؤ به بشكلٍ أكبر، وأنَّ الأفراد تتصرّف بدرجةٍ أقلّ وفقاً لسماتهم الشخصيّة بمجرّد تعرُّضهم للمبيدات الحشريّة. يمكن أن يكون سبب هذا الأمر هو أنّ هناك أفراداً ذاتَ حساسيّةٍ أعلى للمبيدات الحشريّة من غيرها. ومن المثير للاهتمام أيضاً أنّهم وجدوا أنّ ذكورَ وإناثَ العناكب قد تأثّرت بشكلٍ مختلفٍ، حيث أنّ الذكور الّتي تعرّضت للمبيدات الحشريّة كانوا قادرين على الاستمرار في التقاط فريستهم كما كانوا سابقاً، لكنّهم فقدوا سِمتَهم الشخصيّة عند استكشاف بيئتهم. بينما الإناث من ناحيةٍ أخرى كانت أكثرَ تأثُّراً من ناحية قدرتهنّ على التقاط الفريسة.
"بالنظر إلى الطريقة التي تؤثّر فيها المبيدات الحشرية على سلوكيّات الأفراد، بدلاً من أخذ متوسّط تأثيرها على مجتمع العناكب ككلّ، كما هو مُتّبع عادةً في البحث العلمي، سنكون قادرين على رؤية بعض الآثارِ الهامّة الّتي من الممكن أن نكون قد نسيناها بطريقةٍ أو بأخرى وهذا يعني أنه يُمكننا قياسُ آثارِ المبيدات الحشريّة قبل الكشفِ عن أيّة أثارٍ على مجتمع العناكب ككل، وفي هذه الحالة تُثار بعض النقاط الهامّة"
يأمل الباحثون أن تؤدّي هذه الدراسة إلى إعادة تقييم الإجراءات المستخدمة لتقدير سُمّيَّة المركبات الحشريّة، من خلال تشجيع باحثين آخرين على إيلاء مزيدٍ من الاهتمام للآثار الّتي تحدث على المستوى الفرديّ.
المصادر:
هنا
هنا