قشرة الرأس
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
قِشرةُ الرأسِ هي حالةٌ شائعةٌ مزمنةٌ لفَروة الرأسِ تتميّز بزيادة تساقطِ قشورٍ من جلدِ فروةِ الرأس. وبالرغم من أنّها ليست مُعْدِيةً ونادراً ما تكون خطيرةً، إلّا أنّها يمكن أن تكونَ مُحْرِجةً وصعبةَ العلاج.
ولكن الخبرَ الجيدَ هو أنّ القشرةَ غالباً ما يمكن السيطرةُ عليها، فالحالاتُ الخفيفةُ من القشرة قد لا تحتاج سوى استحمامٍ يوميٍّ بشامبو خفيف، والحالاتُ المتقدمةُ غالباً ما تتم السيطرةُ عليها باستخدام شامبوهاتٍ دوائية.
الأعراض
تقشّراتٌ من الجلدِ الميتِ، بيضاءُ اللونِ، زيتيةُ المظهرِ، تنتشر على الرأس والكتفين، ويمكن أنْ تُسَبِّبَ الحكةَ، وغالباً ما تظهر فروةُ الرأسِ بمظهرٍ حُرشُفي. قد تسوء الحالةُ في الخريف والشتاءِ، حيث يمكن أن تسبب التدفئةُ المنزليةُ زيادةً في جفاف الجلدِ، وتتحسن الحالةُ بالمقابل أثناء الصيف.
هناك نوعٌ من قشرة الرأسِ يظهر عند الأطفالِ ويدعى (قِرْفُ اللَّبَن) أو (cradle cap). تسبب هذه الحالةُ فروةَ رأسٍ حرشفيةً وخشنةً عند المولودين حديثاً، ويمكنها أنْ تظهرَ في أي وقتٍ خلال الطفولة. وبالرغم من أنها تجذب انتباهَ الوالدين، إلّا أنّها غير خطيرةٍ وغالباً ما تنتهي من تلقاء نفسِها قبل سنِّ الثالثة.
لا تحتاج معظمُ حالاتِ القشرةِ لتدخُّلٍ طبيٍّ، ولكن تنبغي مراجعةُ الطبيبِ عند:
- زيادةِ الحكةِ الناتجةِ عن القشرة.
- فشلِ شامبو القشرةِ في تخفيف الأعراضِ بشكلٍ كافٍ.
- حدوثِ التهابٍ، يتمثّلُ باحمرارٍ وتورّمٍ وتقشُّر، في فروة الرأس أو أعضاءَ أخرى من الجسم.
الأسباب
تنتج قشرةُ الرأسِ من عدةِ أسباب، منها:
• الجلدُ الجاف: يُعتبر الجلدُ الجافُّ أكثرَ الأسبابِ شيوعاً لقشرة الرأس. والتقشّراتُ من الجلد الجاف غالباً ما تكون أصغرَ وأقلَّ دُهنيةً مقارنةً بالأسباب الأخرى المسببةِ لقشرةِ الرأس.
• التهابُ الجلدِ المَثِّيّ (seborrheic dermatitis): وهذه الحالةُ هي واحدةٌ من أكثر أسبابِ قشرةِ الرأسِ شيوعاً، تتمّيز بجلدٍ دهنيٍّ مُحْمَرٍّ مغطّىً بتقشراتٍ بيضاءَ أو مُصْفَرَّة.
قد تؤثر هذه الحالةُ على فروة الرأس ومناطقِ الجسمِ الأخرى الغنيةِ بالغدد الدهنيةِ، كالحاجبين وجانبي الأنفِ ومؤخرةِ الأذنين والمنطقةِ الإرْبِيّة (أو المغبَن وهي منطقة اتصال البطن بالفخذين على جانبَي الجسم)، وأحياناً تحت الإبطين.
• عدمُ استخدامِ الشامبوهات بشكلٍ دوري.
• حالاتٌ جلديةٌ آخرى: كالإكزيما (eczema) وهي التهابٌ جلديٌّ مزمنٌ، أو الصُّداف (ما يُدعى بالصَدَفية psoriasis) وهو حالةٌ جلدية تتميّز بتكاثرٍ سريع للخلايا الجلديةِ الميتة.
• فطرياتٌ: كالمالاسيزيا (malassezia)، التي تسبب أعراضاً عند البعضِ، ولكنّها تعيش دون ظهورِ أعراضٍ عند أغلبِ الناس.
• الحساسيةُ لبعضِ منتجاتِ العنايةِ بالشعر (التهابُ الشعرِ التماسِّي) (contact dermatitis): ما يمكن أنْ يسببَ الشعورَ بالحكة واحمرارِ فروةِ الرأس.
كذلك يمكن للاستحمام أواستخدام مستحضراتِ التجميلِ بشكلٍ مفرطٍ أنْ يسببَ تهَيُّجَ جلدِ فروةِ الرأسِ، وبالتالي ظهورَ الأعراض.
عوامل الخطر Risk Factors:
يمكن للجميع أن يصابوا بقشرة الرأسِ ولكن هنالكَ عواملَ يمكن أن تزيدَ من احتمال الإصابة، وهي:
- العمرُ والجنس: غالباً ما يبدأ ظهورُ قشرةِ الرأسِ في أوائل سنِّ المراهقةِ ويستمر حتى منتصفِ العمر. كما نجد شيوعَ هذه الحالةِ لدى الذكورِ أكثرَ من الإناث
- الشعرُ وفروةُ الرأسِ دهنيةُ القوام
- الحميةُ الغذائيةُ السيئة: إذا كانت الحميةُ الغذائيةُ لا تحتوي على ما يكفي من الزنك أو فيتاميناتِ "ب" أو بعضِ أنواعِ الدُّسُمِ، فهذا قد يزيد احتمالَ الإصابةِ بقشرة الرأس
- بعضُ الأمراض: لأسبابٍ غيرِ معروفةٍ يكون البالغون المصابون بأمراضٍ عصبيةٍ كداء باركنسون، والمصابون بفيروسِ العوَزِ المناعيِّ البشري (HIV)، والذين يتعافَون من بعضِ الحالاتِ كالذبحةِ القلبيةِ أو السكتةِ، وذَوو الأجهزةِ المناعيةِ الضعيفةِ، أكثرَ عُرضةً للإصابة بالتهاب الجلدِ المَثّيِّ وبالتالي ظهورِ القشرة.
العلاج والأدوية
غالباً ما يمكن السيطرةُ على قشرة الرأسِ، ولكنّ العلاجَ قد يتطلب الصبرَ والمثابرة. وغالباً ما يكون الاستحمامُ اليوميُّ بشامبو خفيفٍ ومناسبٍ لتخفيف القوامِ الدهنيِّ لفروة الرأس ونموِّ الخلايا، هو أفضلُ حلٍّ لمشكلة قشرةِ الرأسِ الخفيفة.
وفي حال لم تنفعِ الشامبوهاتُ العاديةُ، فقد تُفيد الشامبوهاتُ المخصّصةُ لقشرة الرأسِ والتي يمكنك شراؤها من الصيدليات. ولكنها ليست متشابهةً جميعاً، وربما تحتاج لأنْ تُجرّبَ عدةَ أنواعٍ حتى تجدَ النوعَ الذي يناسبك. وفي حال ظهر لديك شعورٌ بالحكةِ أو الوخزِ أو احمرارِ الجلدِ أو شعورٌ بالحرقةِ من أيّ منتجٍ فعليك التوقفُ عن استخدامِه مباشرةً. وفي حال ظهر لديك ردُّ فعلٍ تحسّسيٌّ متمثلٌ بطفح جلديٍّ أو شرى (رد فعل تحسسي للجلد) أو صعوبةٍ بالتنفس، فعليك الحصولُ على عناية طبيةٍ بشكل سريع.
تُصنّف الشامبوهاتُ المخصّصةُ لعلاج قشرةِ الرأسِ بحسب الدواءِ الذي تحتويه إلى:
الشامبوهاتِ التي تحتوي على الزنك بيريثيون (Zinc pyrithione shampoos)؛ وهو عاملٌ مضادٌ للجراثيم (البكتريا) والفطريات.
الشامبوهاتِ المعتمِدةِ على القطران (Tar-based shampoos)؛ تعمل عن طريقِ إبطاءِ سرعةِ موتِ خلايا الجلدِ على فروة الرأسِ ومن ثم تساقطِها.
الشامبوهاتِ التي تحتوي على حمضِ الساليسيليك (salicylic acid)؛ تساعد في تنظيفِ فروةِ الرأسِ من بقايا الجلدِ الميتِ ولكنّها قد تؤدّي إلى تجفافِها، مما يُبقي على الأعراض. لذلك يُعَدّ استخدامُ منعّمِ الشعرِ (conditioner) بعد استخدامِ هذه الشامبوهاتِ هاماً لتجنبِ جفافِ الجلد.
الشامبوهاتِ المعتمِدةِ على كبريتيد السيلينيوم (Selenium sulfide)؛ وهذه الشامبوهاتُ تُبطئ سرعةَ موتِ خلايا جلدِ فروةِ الرأس وقد تخفف من تواجد الفطرياتِ الملاسيزًّية. ولكونها قادرةً على تغييرِ لونِ الشعرِ الأشقرِ أو الرماديِّ أو الشعرِ المصبوغِ فيجب أنْ يتم استخدامُها كما وُصِفَت تماماً، والتأكد من إزالتِها بشكل كُليٍّ بعد الاستحمام.
الشامبوهاتِ التي تحتوي على الكيتوكونازول (Ketoconazole shampoos)؛ وهو عاملٌ مضادٌّ فطريٌّ واسعُ الطيفِ وقد ينجح في الوقتِ الذي تفشلُ فيه بقيةُ الشامبوهات.
حاول استخدامَ هذه الشامبوهاتِ يومياً أو كلَّ بضعةِ أيامٍ حتى تستطيع السيطرةَ على حالة القشرةِ لديك، ثم خفّف الاستخدامَ إلى مرتين أو ثلاثِ مراتٍ في الأسبوع حسب الحاجة. إذا نجح مفعولُ أحدِ أنواعِ الشامبوهاتِ ومن ثَمَّ فقد فعاليتَه فعليك محاولةُ التبديلِ بين نوعين مختلفين من الشامبو. تأكّد من تدليكِ فروةِ الرأسِ بالشامبو ومن ثم دعْها لفترة زمنيةٍ أقلُّها خمسُ دقائق- فهذا يعطي المكوناتِ الوقتَ الكافيَ للعمل.
إذا قمتَ بالاستحمامِ لعدةِ أسابيعَ باستخدام أحدِ أنواعِ الشامبو، ولم تَزَلْ قشرةُ الرأسِ موجودةً لديك فيجب عليك التواصلُ مع طبيبِك أو اختصاصيِّ الأمراضِ الجلدية. ربما قد تحتاج وصفةً لشامبو أقوى أو للعلاجِ بغسولاتٍ ستيروئيدية.
أساليب الحياة والعلاج المنزلي
إضافةً لاستخدام الشامبوهاتِ المناسبةِ يمكنك اتخاذُ بضعِ إجراءاتٍ لخفضِ احتمالِ الإصابةِ بقشرة الرأس، منها:
• تعلّم التحكمَ بالتوتر، الذي قد يزيد من احتمالِ حدوثِ قشرةِ الرأس.
• الاستحمامُ بشكلٍ دوريّ.
• قلّلْ من استخدامِ مستحضراتِ التجميلِ كالرذاذ المُثبِّتِ للشعر والكريماتِ، فجميعُها تتراكم على شعرِك وفروةِ رأسِك، ما يُكسبها بُنْيةً زيتيةَ القوام.
• اعتمِد حميةً غذائيةً صحية.
• تعرّضْ للقليلِ من الشمس.
وسائلُ العلاجِ البديلة
أحدُ السبُلِ البديلةِ التي أثبتت نجاحَها في بعض الدراسات الصغيرةِ هو الاستحمامُ اليوميُّ باستخدام زيتِ شُجيراتِ الشاي، ولكنّ الأمرَ بحاجةٍ للمزيدِ من الدراسات، كما قد يسبب هذا الزيتُ ردَّ فعلٍ تحسسيٌّ لدى بعضِ الأشخاص.
حقوق الصورة: هنا
المصدر:
هنا