التكنولوجيا وتاريخ تصميم الأزياء
الفنون البصرية >>>> فن تصميم الأزياء
لعبتِ التكنولوجيا دوراً هامّاً في صناعةِ الملابسِ وفي ثقافةِ تصميمِ الأزياءِ عبرَ التاريخ، و تبدّلتِ العلاقةُ بين التكنولوجيا وصناعةِ الملابسِ بشكلٍ ملحوظٍ، فلم تكن ذاتَ أهميةٍ كبيرةٍ في العالمِ القديمِ عندما اقتصرتِ الأدواتُ على الإبرِ واليدِ العاملةِ فقط، أمّا في القرنِ العشرين فكانَ للاعتمادِ على آلاتِ الإنتاجِ المعقدّةِ أثراً كبيراً على تحسّنِ ظروفِ تصميمِ الأزياء.
تطوّرُ تكنولوجيا الأقمشةِ وسطَ تغيّراتِ أنماطِ الحياة
تضمّنتِ التحسيناتُ التكنولوجيةُ خلالَ الأربعينَ سنةٍ الأخيرةِ من القرنِ العشرينِ تكنولوجيا محسَّنةً للأنسجةِ بالإضافةِ إلى تقنياتِ نسجِ الملابسِ الأوتوماتيكية. وممّا ساهمَ في حثِّ الناسِ على النظرِ بطريقةٍ متساهلةٍ إزاءَ اختيارِ ملابسِهم في ظروفٍ مختلفةٍ كُلاً من أنماطِ الحياةِ المعقّدةِ، وسهولةِ غسلِ الملابسِ منزلياً، والتغيّراتِ الحاصلةِ في مكانِ العملِ من تقبّلٍ للملابسِ غيرِ الرسمية.
الأنسجةُ والألوانُ الصناعية
بالإضافةِ إلى الحريرِ الصناعيِّ الرايون Rayon وهو الخيطُ المُجدَّدُ والمطوّرُ في أواخرِ العصرِ الفيكتوري، تمّت إضافةُ نوعٍ جديدٍ من الخيوطِ الصناعيةِ المركبةِ من كيماوياتٍ مأخوذةٍ من صناعةِ البترول، حيثُ أصبحت الخيوطُ المركّبةُ التي تمَّ تطويرُها بين ثلاثينياتِ وأربعينياتِ القرنِ العشرين شائعةَ الاستعمالِ بحلولِ الخمسيناتِ والستيناتِ من القرنِ ذاتِه، ومن هذه المركّباتِ كانَ البولي أميد Polyamide (النايلون) والبولستر Polyester والأكريليك Acrylic والبولي أولفين Polyolefins والبولي يورثان Polyurethanes (ليكرا وألياف لدنة).
الكيميائي جوليان هيل يعيدُ تمثيلَ سحبِه لخيطِ البوليمر:
Image: http://www.fashion-era.com/images/ALLSMALLPICS/JulianHill_small.jpg
قامت المركّباتُ اللاحقةُ، والتي استَخدمتِ الخيوطَ الطبيعيةَ كالقطنِ والصّوف، بتعريفِ المستهلكِ على مفهومِ مزيجِ الأقمشة، والذي يتميّزُ بملمسٍ طبيعيٍّ وبسهولةِ الاعتناءِ به. على سبيلِ المثال، شجعت كلٌّ من الملابسِ المصنوعةِ من مزيجِ القطنِ والبولسترِ والأسعارِ المخفّضةِ للصّوفِ والحبكاتِ المخلوطةِ بالأكريليك، الناسَ على التخلي عن الملابسِ القديمةِ بسهولةٍ أكبرَ، حيثُ يمكنُ إنتاجُ الملابسِ المدروزةِ باستخدامِ عملياتٍ سريعةٍ بوقتٍ أقصرَ وثمنٍ أقلَّ.
وركّزَ الكيميائيون على تحسينِ كافّةِ الأليافِ الصناعيةِ بحلولِ الثمانيناتِ من القرنِ الماضي، حيث دخلتِ السوقَ أنواعٌ عديدةٌ من الأقمشةِ التي تعطي مظهرَ الرفاهية. ولعلَّ قصَّةَ التقدمِ التكنولوجيِّ الأكبرَ في هذا المجالِ تتركزُ في مصداقيةِ الفراءِ المزيفِ، فبالرغمِ من أنّ الفراءَ المزيفَ ليس رخيصاً لكنه مقبولٌ ومقنعٌ للمستهلكِ الذي يقومُ بشرائِه.
الأليافُ الرياضية
تمَّ تطويرُ الملابسِ الرياضيةِ في أواخرِ القرنِ العشرين باستخدامِ الليكرا ولاحقاً الأليافِ المجهرية، حيث تمَّ تحديثُ بعضِ الأقمشةِ كالصوفِ والأليافِ اللدنةِ لتتناسبَ مع تقلباتِ الطقسِ المختلفة، بالإضافةِ إلى الأليافِ المقاوِمةِ للرطوبةِ لتناسبَ الرغبةَ بالحصولِ على ملابسَ رياضيةٍ مريحةٍ أكثر. وتستخدمُ هذه الألياف اليوم بشكلٍ كبيرٍ في صناعةِ الجواربِ والملابسِ الداخليةِ (اللانجري).
تطورُ مفهومِ التسوّق
بالإضافة للأسبابِ الاجتماعيةِ، تكمنُ أهمُّ أسبابِ التسوقِ في ما يسمى بـ "شراءِ الاستبدال" ويتضمن شراءَ الموادِّ التي تلبي الاحتياجاتِ اليوميةِ كالجواربِ والأحذيةِ وملابسِ النومِ وملابسِ الرياضةِ والإكسسواراتِ والمظلاتِ وغيرِها. ومن الأنواعِ الأخرى للتسوقِ ما يسمّى بالتسوقِ الغريزيّ، ويدفعُه الخوفُ من أن يبيعَ المحلُّ اللونَ أو المقاسَ المرغوبَ به في الأسبوعِ التالي. إلا أنّه وفي الأعوامِ الأخيرةِ (منذ عام 2006) تحوّلَ بعضُ الناسِ للشراءِ عن طريقِ الانترنت، وبذلك فقد تحولَ مفهومُ الشراءِ وأصبحَ توفيرُ السلعةِ متعلقاً بالطلب.
المصدر:
هنا