تاريخ القراءة.. رحلة الأزمنة بين دفتي كتاب
كتاب >>>> الكتب الأدبية والفكرية
يقتفي ألبرتو آثار النصوص والكتب بشغفِ طفلٍ، ليحدثك عن متعة أن تتوحد مع كتاب، سواءً أكان متلّواً عليك بصوت أحد آخر أو كنت تقرأه بعينيك بصمت منعزلاً عن كل ما حولك.
يقتبس الكاتب بعض الأقوال الخالدة في كتابه لتكون نوافذَ صغيرةً يفتحها أمامك فتدخلَ منها نسماتٌ من عوالمَ أخرى؛ كمقولة بورخيس الخالدة التي تختصر ملايين العبارات: "لطالما تخيّلت الجنةَ مكتبةً كبيرة" ومقولة كافكا "إذا لم يوقظنا الكتابُ الذي نقرأه بلكمةٍ في الرأس، فلماذا نقرأ الكتابَ إذاً؟ إننا نحتاج إلى تلك الكتب التي تنزل علينا كالصاعقة التي تؤلمنا، كموت من نحبه أكثر مما نحب أنفسنا، والتي تجعلنا نشعر وكأننا قد طردنا إلى الغابات بعيداً عن الناس، كالانتحار! على الكتاب أن يكون كالفأس التي تحطم البحر المتجمد فينا "
وقد تمكّن مانويل في كتابه من التعبير بدقّةٍ عن ذلك الشغف العذب، المجنون السامي عن أولئك المولهين بعشق الصفحاتِ المكتوبة، معتزلي العالم؛ أحياءَ بين دفّتي كتاب.
فيدفعك لأماكن جديدةٍ في كل فصل، منها ما هو موجود، ومنها ما اختفى وتبقّى منه معلومات قصّها علينا أشخاص سبقونا وعايشوها لينقلوا لنا تجاربَ متنوعةً ورائعة، تقدّم لنا أجملَ الطرّق في كتاب؛ تاركين لنا حريّة التخيلِ لرؤيةِ المشاهدِ ننظر إليها بأعينهم فنستنشق عبق أزمنة غابرة كأننا نحياها.
هذا بعض ما في الكتاب، ولن نقدر بأسطرٍ قليلةٍ أن نخبرك بما ينتظرك داخله. فمكتبة صغيرة قًدّمت إليك على شكل كتاب يستحق التواجد في مكتبتك. قد يكون اختتام هذه الكلمات بمقولةٍ أخرى من الكتاب خير خاتمة له:
مقولة فيرجينيا وولف " أحيانا أحلم بيوم نهاية الزمان حيث يستلم الفاتحون الكبار والقضاة ورجال الدولة مكافآتهم وتيجانهم وأكاليل الغار وأسماءهم المحفورة إلى الأبد في الرخام، حينئذ يتجه الرب إلى القديس بطرس عندما يرانا قادمين متأبطين الكتب ويقول: انظر إلى هؤلاء. لا يحتاجون إلى أجر. ليس عندنا ما نعطيهم! فقد كانوا يحبون القراءة."
الكتاب: تاريخ القراءة
الكاتب: ألبيرتو مانويل
المترجم إلى العربية: سامي شمعون
النوع: ورقي 384 صفحة
دار النشر: دار الساقي في لبنان
الرقم المتسلسل الدولي: 9781855165489