لقد بدأ المخططون والمصممون المعماريون أخيراً بالاستجابة لتهديدات ارتفاع منسوب مياه البحر، وذلك عبر الترحيب بالمياه ضمن المدن. "إن المعماريين متحمسين جداً لفكرة العلاقة الجديدة مع المياه، نحن نحاول إيجاد طريقة للترحيب بالمياه وإدخالها إلى مدننا" هذا ما تحدثت به الباحثة Tracy Metz ضمن مؤتمر What Design Can Do في Sao Paulo الأسبوع الفائت.
Tracy Metz زميلة في مدرسة Harvard للتصميم، أمضت سنوات في البحث في استراتيجيات العمارة والبنية التحتية التي تتكيف مع المياه، لمجاراة التغير المناخي الذي يهدد بارتفاع منسوب مياه البحار وحدوث الفيضانات.


Image: Photograph by Pallesh+Azarfane

تضيف Metz:"هنالك ازدياد في المعماريين الذين يسعون لتصاميم مناسبة للمياه، وهذا يستدعي جمع مختلف مجالات التصميم، التخطيط، تصميم الحدائق، الهندسة، والتصميم المعماري معاً".
كمثال على حركة التصميم هذه، استخدمت Metz تصميمها للمنزل المتكيف في هولندا. تم مؤخراً بناء مجموعة من السدود والقنوات لحماية ما يقارب ربع مساحة هذه البلاد الواقعة تحت مستوى سطح البحر من الغمر.
تقول Metz:"إن الاستراتيجية التقليدية والمتمثلة بإبعاد المياه تتغير الآن". في الشهر الماضي تم افتتاح مشروع بنية تحتية ضخم لمنع الفيضانات، عبر توسعة مجرى النهر الذي يعبر مدينة Nijmegen الهولندية. يتضمن المشروع فراغات عامة جديدة موزعة على طول النهر بالإضافة لمجموعة من الجزر التي يمكنها استيعاب مساكن، أيضاً في Amsterdam تم إعادة فتح قناة مائية كانت قد غطيت سابقاً لاستخدامها كمرآب للسيارات.


Image: Photograph by De Urbanisten

في مدينة Rotterdam تم تصميم ساحات لتحتجز مياه الأمطار عند ارتفاع معدلات الهبوط ريثما تتسرب المياه عائدة إلى باطن الأرض أو يتم تصريفها إلى مجاري الصرف الصحي، وعند فترات انقطاع الأمطار تستخدم هذه الأحواض كفراغات عامة لممارسة النشاطات المختلفة.
تضيف Metz: "كيف يمكننا جعل المدينة مرنة الآن، كيف نستخدم هذه الفراغات التي تكون أحياناً مبتلة وأحياناً أخرى جافة".
في مكان آخر قامت مدينة Hamburg ببناء ساحة للاستفادة من مياه فيضان نهر Elbe عند تقلبات المد والجزر. أيضا في مدينة Seoul تم إعادة بناء مجرى مائي يخترق الوسط التجاري في مكان طريق سريع.
تتابع Metz: "نستطيع أن نلاحظ أن تصميم مدننا لتتكيف مع المياه هو أحد العناصر التي تقود عملية التخطيط والتصميم حالياً". لقد ظهر اتجاه العمارة العائمة بتصميم القمرات الصغيرة بداية، ليصل إلى تصميم مدن بأكملها بما في ذلك المنزل البرمائي في المملكة المتحدة UK’s “First amphibious house”.
تضيف Metz: "الناس يحبون العيش فوق الماء، طالما هم آمنون، وهذا ما يجعلها مسألة تصميم".
مؤتمر What Design Can Do أسس ليناقش الطرق التي يمكن من خلالها للمصممين المساعدة في حل المشاكل العالمية، ويعقد سنوياً في Amsterdam، الفعالية الافتتاحية جرت في البرازيل يومي 7 و8 كانون الأول (ديسمبر) لهذا العام.
تغيرات المناخ تفاجئ العلماء بسرعة حدوثها مستبقة الجداول الزمنية المتوقعة، فهل سيكون المعماريون على القدر الكافي من المسؤولية لمواجهة هذا التحدي؟

مثال لمجمَّع شقق عائمة في هولندا هنا
مثال لمدن عائمة في المحيط هنا

المصدر:
هنا