بكتيريا الأمهات تؤثر على أدمغة الأجنة
البيولوجيا والتطوّر >>>> بيولوجي
الأمهات لا يعطين لأطفالهنّ الحب فحسب؛ فعند مرور الطفل من خلال قناة الولادة, فإنّه يحصل من جسم أمه على جرعة صحية من البكتيريا.
تظهر الأبحاث الجديدة أن أمهات الفئران التي تعرضت للإجهاد (الشدّة stress) قبل الولادة, تحدث لها تغييرات في البكتيريا الطبيعية التي تعيش داخل أعضائهن التناسلية (الفلورا المهبليّة)، و تؤثر على طبيعة الميكروبات التي تنتقل إلى أبنائهن والتي تؤثر بدورها على تطور ونمو الدماغ عندهم.
في الدراسة الجديدة، يعرّض الباحثون الفئران الحوامل لمجموعة من الضغوطات قبل وقت الولادة. على سبيل المثال، تعريضهم لرائحة حيوان مفترس، أو وضع الرخام في القفص ليلاً، والتي ترعب الفئران وتخيفها.
وللمقارنة ، استخدموا مجموعة أخرى من الفئران الحوامل التي لم تتعرض لأي ضغوطات قبل الولادة.
بعد هذا , كل من الفئران أنجبت، وقام العلماء بعدها بفحص أنواع البكتيريا الموجودة في الجهاز التناسلي للأمهات وفي أمعاء صغارهن.
وجد الباحثون أن الفئران الحوامل التي تعرضت للإجهاد, كانت لديها بعد الولادة مستويات أقل من جرثومة تدعى المُلَبِّنة - lactobacillus في قناة الولادة لديهن، والتي تعتبر عموماً من البكتيريا المفيدة. علاوة على ذلك، وجد أنّ نسل (أبناء) هذه الأمهات انخفضت لديهم كمية البكتيريا الملبِّنة أيضاً، في أمعائهم.
أثبت العلماء أن البكتيريا الملبنة مرتبطة بجميع أنواع العمليات الحيوية في القناة الهضمية والتي تتعلق بتنمية وتطوّر الدماغ.
قام العلماء أيضاً بقياس مستويات بعض الجزيئات المهمّة لبناء المواد الكيميائية في الدماغ بما في ذلك الهيستيدين في الدم، وهو نوع من الأحماض الأمينية الضرورية لعمل إشارات الدماغ العصبية (يشكّل الهيستيدين سَلَف أو الجزيء الأساسي لبناء الناقل العصبي الهيستامين).
وجد أنّ صغار الفئران التي تعرضت للإجهاد كانت لديهم نسب منخفضة من الهيستيدين وغيرها من الجزيئات الحيوية المهمّة للدماغ مقارنة بنسل الأمهات اللاتي لم يتعرّضن لأي ضغوط.
تشير النتائج إلى أنّ الأمهات اللاتي يتعرضن للضغوط قد تُورّثن كمية أقل من البكتيريا الجيدة الضرورية لتطوير أدمغة أبنائهن.
في الدراسات السابقة، أظهر العلماء أنّ الفئران التي تعرضت للضغوطات أنجبت فئران تعاني من مشاكل نفسية.
ومع ذلك ، يقول العلماء أن النتائج لا تنطبق إلا على ذرية من الذكور موضحين أن هذا قد يكون له علاقة ما مع اختلاف التعبير عن الجينات عند الذكور والإناث.
وتشير بعض البحوث إلى أن الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية قد ينقصهم جرعة صحّية من البكتيريا المهبلية من أمهاتهم.
إذا كانت نتائج العلماء صحيحة، فهذا يشير إلى أن تعرض الأمهات للإجهاد قد يكون له عواقب على نمو أدمغة الأطفال الرضّع في وقت مبكر.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا