الولادة المبكرة ترتبط بالمواد الكيميائية في مستحضرات العناية الشخصية
الطب >>>> مقالات طبية
تقترح دراسة جديدة بأنّ النساء الحوامل المعرّضات للفثالات phthalates، وهي مواد كيميائية تملك تأثيراً مشابهاً للهرمونات، يمكن أن يزيد لديهنّ خطر إنجاب أطفال خُدّج.
أجريت الدراسة في ولاية بوستون الأمريكية، وشملت 130 امرأة ممن حصلت لديهن ولادة مبكرة، أي مدة الحمل أقلّ من 37 اسبوعاً (المدة الطبيعية عادة هي 40 أسبوعاً)، و 352 امرأة كانت ولادتهن بالموعد الطبيعي، وذلك بين عامي 2006 و 2008. قام الباحثون بقياس مستويات مركّبات الفثالات الشائعة، مثل DEHP (di-2-ethylhexyl phthalate)، في عينات البول حتى 3 مرات طوال مدة الحمل لكل من النساء.
وجدوا بالنتيجة أنّ النساء اللواتي كان لديهنّ المستويات الأعلى من مستقلَبات* الفثالات في البول، زاد لديهن خطر الولادة المبكرة إلى 2- 5 أضعاف بالمقارنة مع النساء ذوي المستويات الأخفض.
وعندما درس الباحثون حالة النساء ال 57 اللواتي حصلت لديهن "ولادة مبكرة تلقائية"، أي أنّه لم تكن لديهن حالة طبية يمكن أن تسبّب ذلك، وجدوا بأنّ الرابط بين التعرّض للفثالات وخطر الولادة المبكرة عند أولئك النسوة كان أقوى من سواهنّ.
تستخدم الفثالات بشكل واسع في صنع اللدائن، وفي العديد من المنتجات الأخرى كالمواد اللاصقة والمنظّفات وأنواع من الصابون والشامبو ومثبتات الشعر والعطور ومزيلات رائحة العرق. ويتعرّض الناس لهذه المواد الكيميائية المشوّشة لعمل الهرمونات (hormone-disrupting) عن طريق التماسّ مع المركّبات الحاوية على الفثالات، وتناول أنواع معينة من الأطعمة المعلّبة والمعالَجة.
يقول أحد الباحثين بالدراسة: "قد تستفيد النساء اللواتي يرغبن في تقليل نسبة تعرّضهن للفثالات، إذا قمن بتخفيض استخدام منتجات العناية الشخصية وشراء المنتجات الخالية من الفثالات (إذا أمكن)، وكذلك بتناول أطعمة طازجة أكثر".
تعدّ الولادة المبكرة سبباً رئيسياً للوفاة أو حالات الإعاقة العصبية طويلة الأمد في الأطفال. لقد ازداد معدّل الولادات المبكرة في الولايات المتحدة بأكثر من الثلث بين عامي 1981 و 2006، وبلغ ذروته في عام 2006 (12.8 % من الولادات)، ثم حدث تراجع طفيف في النسبة في السنوات التالية.
تشمل عوامل الخطر الكامنة وراء زيادة النسبة: زيادة عمر الأم واللجوء إلى وسائل المساعدة بالإنجاب. ولكن تبقى تقريباً نصف الحالات مجهولة السبب.
وبحسب الدراسة الحديثة، يُحتمل بأنّ الملوّثات البيئية- والفثالات بخاصّة- تنتمي إلى تلك الأسباب المجهولة.
تتضمّن العوامل الأخرى التي تزيد من الولادة المبكرة: التدخين وشرب الكحول والعدوى (البكتيرية أو الجرثومية) والإجهاد أو التوتر وارتفاع ضغط الدم...أثناء الحمل.
(*المستقلَب metabolite هو مركب ينتج عن مرور المركب الأصلي أو الدواء عبر الجسم، وخضوعه للتفاعلات الأنزيمية التي تحوّله إلى مركب آخر، يسهل التخلص منه أو لتقليل سميته في الجسم، وغالباً يكون للمادة الواحدة أكثر من مستقلب)
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا