عندما يتكلَّم الصُّم والبُكْم: قفاز ذكي يُحوِّل لغةَ الإشارة إلى نصٍّ مكتوب وكلام منطوق
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا الطبية
ولكن لا داعي بعد اليوم لِتعلُّمِ لغةِ الإشارةِ، فقدَ أصبحَ بإمكانِ مستخدمي تلكَ اللغةِ ارتداءَ قفازاتٍ تقومُ بِتحويلِ لغةِ الإشارةِ إلى نصوصٍ مَكْتوبةٍ وكلامٍ منطوقٍ نستطيعُ فَهمَهُ وإدراكَهُ جيِّداً.
وإليكم هذا المقال الذي يتحدث عن هذا الموضوعِ بِشكلٍ أوسع:
ساعدتْ لغةُ الإشارةِ الأشخاصَ ضِعَافَ السمعِ في التواصُلِ مع المجتمعِ لِقرونٍ عديدة، وذلك قبلَ أنْ يتمَّ الاعترافُ بِهذهِ اللغةِ بِشكلٍ رسميٍّ كَوسيلةٍ لِلتواصل. إنَّ لغةَ الإيماءاتِ هذه ذاتَ الجذورِ العَتِيقَةِ قَدْ اِكتستْ بِصبغةِ القرنِ الواحدِ والعشرين، حين قامتْ المُصَمِّمَةُ السعوديةُ هديل أيوب بِاختراعِ قُفَّازٍ ذكيٍّ "Sign Language Glove" يستطيعُ تمييزَ إيماءاتِ اليدِ وتحويلَها إلى نصوصٍ ذاتِ صِلة.
إنَّ آليةَ عملِ هذا القفازِ الذكيِّ تشابِهُ إلى حدٍّ كبيرٍ آليةَ الترجمةِ الفوريةِ المُقَدَّمَةَ من مؤسسةِ غوغل، فكما أنَّ خِدمةَ الترجمةِ الفوريةِ تستطيعُ أنْ تُعْطِيكَ الفهمَ الأساسيَّ لِأيِّ لغةٍ أجنبيةٍ في لحظات، فقدْ تَمَّ تصميمُ هذا القفازِ لِمساعدةِ مُسْتَخْدِمِي لغةِ الإشارةِ في جَعْلِ لُغَتِهِم مفهومةً مِن قِبَلِ الأشخاصِ الذين يحتاجونَ إلى ترجمةِ هذه اللغة.
لقد وُضِعَتْ خمسةُ حسَّاساتٍ مرنةٍ على كُلِّ إصبعٍ من أصابعِ القفاز؛ لِتراقِبَ كيف يتمُّ تحريكُ هذه الأصابعِ وكيف يتمُّ التلاعبُ بِها. كما تمَّ دمجُ جهازِ مقياسِ التسارعِ في نسيجِ القفازِ؛ وذلكَ لِيقومَ بِتحديدِ شكلِ قبضةِ اليَدِ والاتجاهِ الذي تُشيرُ إليه. وبعدَ ثلاثةِ نماذجَ تجريبيةٍ مُتعاقبةٍ، تطوّرَ القفازُ لِيصبحَ أرقَّ وأسرعَ وأخفَّ وزناً مِمَّا سبق، كما ويتضمَّنُ الإصدارُ الأحدثُ رُقاقةً تقومُ بِتحويلِ النصِ الذي تمَّ ترجمتُهُ من لِغةِ الإشارةِ إلى كلامٍ منطوق.
لم يقفْ هذا الاختراعُ عندَ هذا الحدِّ، فلقدْ قامتْ هديل أيوب أيضاً بِإنشاءِ تطبيق كمبيوتر لِيقومَ بِعرضِ الكلماتِ والجُمَلِ على شاشةٍ صغيرةٍ بَعدَ أنْ يتمَّ ترجمتُهَا من لغةِ الإشارةِ إلى نصٍّ مكتوب. يِكْمُنُ الهدفُ من ذلكَ في أنَّ المُصَمِّمَةَ أرادتْ إنشاءَ تطبيقٍ ذكيٍّ يقومُ بِعرضِ لغةِ الإشارةِ على شكلِ نصٍّ مكتوبٍ في الهواتفِ الذكيةِ أو الأجهزةِ اللوحيةِ، بِحيث أنَّهُ إذا ما تمَّ إضافةُ تقنيةِ الـ "Wi-Fi" إلى القفازِ الذكيِّ، فإنَّهُ سيكونُ قادراً على إرسالِ النصوصِ المكتوبةِ والبريدِ الإلكتروني. ومن المُقَرَّرِ أن تُدرَجَ تقنيةُ الـ "Wi-Fi" في النسخةِ التجريبيةِ الرابعةِ، كما سيتمُّ إضافةُ وِحْدةِ تَحَكُّمٍ في الحركةِ مِمَّا سيزيدُ من دِقَّةِ عملِ هذا التطبيقِ بِشكلٍ كبير.
وصرَّحَتْ المصممةُ السعوديةُ في خبرٍ صَحَفِيٍّ، أنها عندما بدأتْ هذا المشروعَ كانتْ تريدُ تحقيقَ مهمةٍ واحدةٍ فقط، وهي تسهيلُ التواصلِ مع أولئكِ الأشخاصِ الذين يملكونَ عوائقِ في النُّطْقِ أو السمعِ أو البصر، وإزالةُ الحواجزِ بينَهُم وبينَ المجتمعِ من حولِهِم. كما أضافتْ قائلةً: بِأنَّ كلَّ نموذجٍ تجريبيٍّ جديدٍ يحتوي على مُمَيِّزَاتٍ إضافيةٍ جديدةٍ تَجعلُها أقربَ إلى تحقيقِ مُهِمَّتِهَا، ومن الأمثلةِ على تلك الإضافات: أضواءُ الـ "LED"، ومكبراتُ الصوتِ المُدْمَجَة. كما تقول: أنَّهُ إذا ما تمَّ إضافةُ تقينه الـ "Wi-Fi" ومِيزةِ الترجمةِ الفوريةِ فإنَّ هذا القفازَ سيكونُ ذا منفعةٍ كبيرةٍ للجميع، حيثُ أنَّ المستخدمَ سيتخطَّى جميع الحواجزِ ليستطيع بِذلكَ التواصلَ مع أيِّ شخصٍ آخر، في أيِّ مكانٍ وفي أيِّ وقتٍ وفي أيِّ دولةٍ من الدول.
وأردفتْ على ما سبقَ: بأنَّ هناكَ بعضَ الباحثين الذين عملوا على مشاريعَ مشابهةٍ في الماضي، ولكن ما يُمَيِّزُ اختراعَهَا هو خفَّةُ وزنِهِ وكَوْنُه الأكثرَ فائدة من الناحيةِ العمليةِ. كما وأنَّها تملكُ خُطَطَاً مُستقبليةً للقيامِ بِنُسَخٍ ملائمةٍ لِلأطفالِ ونُسخٍ أُخرى مُتعدَّدَة اللغاتِ، مِمَّا يجعلُ المُتَحدِّثَ بِلغةِ الإشارةِ قادراً على اختيارِ اللسانِ الذي يَودُّ التحدثَّ بِه.
ومِنَ المُتوَقَّعِ أنْ يُكَلِّفَ النموذجُ الرابعُ من القفازِ الذكيِّ نحو 360 دولاراً. وهناكَ العديدُ من الشركاتِ المُهتمَّةِ بِعمليةِ تصنيعِ هذا الاختراعِ والتي قد تواصلتْ مع المُصمِّمةِ هديل أيوب، وهي تأملُ أنْ يلائِمَ السعرُ في نهايةِ المطافِ جميعَ طالبي القفازِ من المدارسِ والشركاتِ.
في النهايةِ نأملُ أنْ يَلقَى اختراعُ القفازِ الذكيِّ الرضى والقبولَ مِن قِبَلِ الشركاتِ؛ وذلك لِيتمَّ تصنيعُهُ بِالشكلِ المناسبِ وبالسعرِ المقبولِ لِيعودَ بما فيه نفعٌ لِلجميع. كما نودُّ أنْ نُلفِتَ أنظارَكُم –أعزائي القراء-بأنَّ هناكَ في مجتمعنا الكثيرَ والكثيرَ من أمثالِ مُصممتِنَا هديل أيوب، حيثُ أنَّ كلَّ ما يحتاجون إليه هو فقط دفعةٌ بسيطةٌ لِلبوحِ بِأفكارهم دونَ خجل، فإنْ أصابتْ فذلك المطلوب وإنْ أخطأتْ فما هي إلَّا خطوةٌ أخرى نحوَ النجاحِ. فمن يدري، ربما يخترع أحدُهُم جهازاً ليقومُ بِتحويلِ كلامنا إلى إشاراتٍ يفهمها إخواننا الصمُّ فتكتملُ حلقةُ التواصُلِ بيننا؟!
تستطيع -عزيزي القارئ-متابعةَ آخرَ المستجداتِ والأخبارِ حولَ موضوعِ القفازِ الذكيِّ في المدونةِ الخاصةِ به على الرابطِ التالي:
هنا
المصدر:
هنا