فيتامين D ودورٌ محتملٌ في خفض خطر الإصابة بالسرطان
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
وفي التفاصيل أن مجموعةً من الباحثين من كلية الطب في جامعة California-San Diego (UCSD) قاموا بتحليل الرابط بين فيتامين D والسرطان ليُحددوا ما هو المستوى المطلوب من فيتامين D في الدم لتقليل خطر الإصابة بالسرطان بفعالية، ونشروا نتائج دراستهم في في مجلة PLOS One. وقد شملت الدراسة جميع أنواع السرطانات المنتشرة، باستثناء سرطان الجلد.
ويقول Cedric Garland -الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة (UCSD) قسم طب العائلة والصحة العامة، و أحد مُعدّي الدراسة- أن دراستهم هي الأولى من نوعها والتي توضح هذه العلاقة بالأرقام، حيث قاموا بتحديد قدرةِ كمياتٍ كافيةٍ من فيتامين D على الوقاية من جميع أنواع السرطانات المنتشرة مجتمعةً، والتي كانت مجهولةً حتى نشرِ هذا البحث.
إن فيتامين D، الذي يتم إنتاجه من قِبَل الجسم من خلال التعرّض لضوء الشمس، يساعد جسم الإنسان في التحكم بمستويات الكالسيوم والفوسفات. وكان البروفيسور Garland وشقيقُه الراحل Frank أول من ربط مستوى فيتامين D المنخفض بالسرطان في ثمانينيات القرن الماضي. فقد وجدوا أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق بعيدةٍ عن خط الاستواء -وبالتالي الأقل تعرضاً لضوء الشمس- لديهم مستوياتٌ منخفضةٌ من فيتامين D وأكثر عُرضةً لتطورّ سرطان المعدة.
ومنذ ذلك الوقت، وجدت دراساتٌ أخرى أجراها الأخوين Garland وآخرون روابطاً بين انخفاض فيتامين D والسرطانات الأخرى، بما في ذلك سرطانات الثدي والرئة والمثانة.
جدل كبير حول مستوى فيتامين D الموصى به:
إن الطريقة الوحيدة لقياس مستوى فيتامين D في الجسم بدقةٍ هي قياس مستوى
25-hydroxyvitamin D في الدم، والذي تقوم الكليتان بتحويله إلى الشكل الفعال الذي يساعد في ضبط مستويات الكالسيوم والفوسفات.
وقد كان هنالك جدلٌ كبيرٌ في السنوات الأخيرة حول المستويات التي يلزم أن يوصى بها لفيتامين D في الدم. ففي عام 2010، أوصى معهد الطب IOM بـ20 نانوغرام/مل لصحة العظام، والتي يمكن الوصول إليها لدى أغلب البالغين الأصِحّاء (بعمر 19-70)، بأخذ كميةٍ مكافِئةٍ ل 600 واحدة دولية من فيتامين D يومياً. بينما ذهبت مجموعاتٌ أخرى إلى أن المستوى المطلوب يجب أن يبلغ قيماً أعلى، قد تصل إلى 50 نانوغرام/مل أو أكثر.
وقد سعى البروفيسور Garland ورفاقُه في الدراسة الجديدة إلى اكتشاف مستوى فيتامين D في الدم الذي يقلل بفعاليةٍ خطر الإصابة بالسرطان. واتخذوا في ذلك نهجاً غيرَ متبعٍ عادةً، حيث استخدموا نتائجَ نوعين مختلفين من الدراسات: إحداهما تجربةٌ سريريّةٌ لـ1169 امرأة والثانية دراسةٌ استطلاعيّةٌ لـ1135 امرأة، حيث قاموا في بعض تحاليلهم بفصل مجموعتَي البيانات كُلاًّ على حدة ومقارنتها، وفي تحاليل أخرى جمعوا كل البيانات معاً ليحصلوا على عينةٍ ذات حجمٍ أكبر.
مستوى 40 نانوغرام/مل أو أكثر من فيتامين D في الدم مرتبط بخفض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 67%:
بلغ متوسط مستوى 25-hydroxyvitamin D في الدم لدى مجموعة الأشخاص المشاركين في دراسة التجربة السريرية 30 نانوغرام/مل، أما في الدراسة الاستطلاعية، فقد كان المستوى 48 نانوغرام/مل.
ووجد الباحثون أن معدل حدوث الإصابة بالسرطان في مجموعة التجربة السريرية (الذين يملكون متوسط مستوى فيتامين D أقل) أعلى من المجموعة المشاركين في الدراسة الاستطلاعية. وبلغت الأرقام 1020 حالة لكل 100000 شخص سنوياً، و722 لكل 100000 شخص سنوياً على التوالي لكل من الدراستين.
وقد وجدوا أيضاً أن معدلات الإصابة بالسرطان انخفضت بارتفاع مستويات 25-hydroxyvitamin D؛ فالنساء اللواتي كان مستوى فيتامين D لديهن 40 نانوغرام/مل أو أكثر كانوا أقل عرضةً لتطوّر مرض السرطان بنسبة 67% من النساء اللواتي كان مستوى فيتامين D لديهن 20 نانوغرام/مل أو أقل.
ولم يُصرّح الباحثون ما هو المستوى الأمثل لمدخول فيتامين D أو كيف يُفترَض الوصول إليه، سواءً بالتعرض الأكبر لضوء الشمس أو بإجراء تغييراتٍ في النظام الغذائي أو باستخدام المتممات الغذائية.
ويقول البروفيسور Garland أن النتائج التي وصلوا إليها تشير ببساطةٍ إلى أنه من الممكن أن نَشهَد انخفاضاً لخطر الإصابة بالسرطان عندما تصل مستويات فيتامين D في الدم إلى 40 نانوغرام/مل، وأنّه مع القيم الأعلى من ذلك، فإن الخطر يتناقص أكثر. ويختم هو وزملاؤُه بالقول أن الوقاية الأوّلية من السرطان، بدلاً من التوسع في التشخيص المُبكّر أو تطوير العلاج، سيكون ضرورياً لعكس اتجاه التزايد الحالي للإصابة بمرض السرطان عالمياً.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
الدراسة المرجعية:
Serum 25-Hydroxyvitamin D concentrations ≥40 ng/ml are associated with >65% lower cancer risk: pooled analysis of randomized trial and prospective cohort study, Sharon L. McDonnell et al., PLOS One, doi:10.1371/journal.pone.0152441, published online 6 April 2016 هنا