أقمار زحل أحدث من بعض الديناصورات
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
يقول رئيس الباحثين ماتيجا كوك ((Matiga Cuk في معهد سيتي (SETI) في كاليفورنيا :" دائماً ما تغير الأقمار مسارتها وهو أمر لا مفر منه، هذه الحقيقة تسمح لنا باستخلاص تاريخ كوكب زحل واقماره باستخدام المحاكاة الحاسوبية. وبالتالي فقد تبين أن هذه الأقمار ولدت حديثاً في ال 2% الأخيرة من تاريخ الكوكب".
وبالرغم من كون حلقات كوكب زحل معروفة من القرن السابع عشر الا ان النقاش حول تاريخ نشأتها ،المبني على افتراض أن عمر الحلقات هو نفس عمر الكوكب أي أكثر من 4 مليارات عام، مازال قائماً حتى الآن.
على كل حال رصد مجموعة من علماء الفلك الفرنسيين في عام 2012 تأثيرات للمد والجزر ناتج عن تفاعل الجاذبية بين أقمار زحل الداخلية وسوائل عميقة داخل زحل.
هذا ما دفع هذه الأقمار لتدور بشكل لولبي "دوامة" وسريع ضمن مدارات ذات أنصاف أقطار أكبر.
وكنتيجة لذلك وبالنظر الى موقع الأقمار الحالي وحلقات كوكب زحل يُفترض أن هذه الأقمار والحلقات حديثة العهد.
تم استخدام المحاكاة الحاسوبية لاستنتاج السلوك الديناميكي السابق لأقمار زحل الجليدية الداخلية من قبل كل من الباحثين (Cuk) و(David Nesvorny) و (Luke Dones)من معهد أبحاث الجنوب الغربي، ففي حين أن قمر الأرض يدور حول الأرض وحيداً في مداره فإن العديد من أقمار زحل الصغيرة تتشارك الفضاء حول زحل مع بعضها البعض،
وكل مداراتها تكبر نتيجة الظاهرة المد والجزر ولكن بدرجات متفاوتة.
هذه النتائج لأزواج الاقمار تؤدي إلى الدخول احياناً لحالة تدعى الرنين المداري ، وتحصل هذه الحالة عندما يكون دور أحد الأقمار يساوي إلى كسر بسيط ( مثل النصف أو الثلث) من دور قمر آخر.
وفي هذه الظروف الخاصة حتى الأقمار الصغيرة ذات الجاذبية الضعيفة يمكن أن تؤثر في مدارات بعضها البعض بقوة
وبذلك تتغير المدارات القمرية وتصبح أكثر طولا و ميولا عن المدار الأصلي.
تمكن الباحثون من خلال مقارنة ميول المدارات الحالية وتلك التي تم توقعها بمساعدة المحاكاة الحاسوبية من حساب مقدار الزيادة في مدارات الأقمار، وقد تبين أن تغير بعض مدارات الأقمار المهمة مثل Rhea وTethys وDione
اقل مما كان يعتقد سابقاً، حيث أن الميول المداري الصغير أشار إلى أن هذه الأقمار لم تمر في الكثير من حالات الرنين المداري، وهذا يدل على أنها لم تتكون بعيداً عن مكان تواجدها اليوم.
ولكن متى ولدت هذه الأقمار؟؟
قام Cuk وفريقه باستخدام معلومات من مهمة كاسيني ( Cassini) التابعة لوكالة الفضاء الدولية ناسا NASA للإجابة عن هذا السؤال.
مركبة Cassini الفضائية لاحظت ينابيع مياه حارة على سطح قمر زحل Enceladus ويفترض بأن الطاقة التي تمد هذه الينابيع ناتجة عن تفاعلات المد والجذر. وكذلك فإن النشاط الجيوحراري على سطح Enceladus غير منتظم مثل المد داخل زحل والذي بدوره قوي دائما، هذا وفقاً لتحليلات الفريق، ويشير إلى أن الأقمار تتحرك منذ مدة قصيرة قدرها 100 مليون عام وفقاً للمحاكاة. وهذا يدل على أن تكوين أقمار زحل الأساسية يعود إلى الحقب الطباشيري وهي الفترة التي عاشت بها الديناصورات ولكن يعتقد بأن القمرين Titan و Lapctus أقدم من ذلك.
وهنا يبرز سؤال كيف ولدت أقمار زحل الداخلية بهذا الشكل المتأخر ؟
ويجيب Cuk إن أفضل تخميناتنا تتمحور حول مجموعة أقمار مشابهة للمجموعة الحالية وجدت قبل هذه المجموعة، ولكن مداراتها اضطربت نتيجة نوع خاص من الرنين المداري وهذا يتضمن مدار زحل حول الشمس، ونتيجة لذلك تقاطعت مدارات الأقمار المتجاورة وفي نهاية المطاف تصادمت هذه الأقمار ونتج من الحطام الأقمار الحالية وحلقات كوكب زحل. إذا كانت هذه النتيجة صحيحة فإن حلقات زحل اللامعة أصغر من الديناصورات. ونحن محظوظون لوجودها اليوم.
المصدر: هنا