فيتامين A وتأثيرٌ مُحتَمل على القلب
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
تُشير الدكتورة Mary Ann Asson-Batres من جامعة Tennessee State University المؤلفُ الرئيسُ لهذه الدراسة إلى أنه كما بات واضحاً فإننا لا نستطيع العيشَ بدونِ فيتامين A، إلّا أنه وفي ظروفٍ مُعينّةٍ فإن جسم الثديّات قد يتعامل معه بطرائقَ غيرِ مفيدةٍ.
يحصلُ الجسم على فيتامين A من الغذاء، والذي يتحول في الجسمِ إلى أحدِ الأشكالِ التالية:
- Retinaldehyde ريتين ألدَهَيْد الذي تستخدمُه العينان للرؤية.
- Retinoic acid حمضُ الريتينويك المستخدمُ في وظائفَ فيزيولوجيةٍ أُخرى، والذي يتمثلُ تأثيرُه في تنشيط البروتيناتِ الموجودةِ على خلايا تسمى مستقبلاتِ حمضِ الريتينويك.
- Retinyl estersأسترات الريتينيل التي تُخزَّنُ في الكبد ليتمَّ استخدامُها لاحقاً.
تحقَّقَ فريقُ بحثٍ مشتركٍ بين عددٍ من المؤسساتِ من دورِ فيتامينِ A في صحة القلب وذلك باختبارِ فيما إذا كان القلبُ يمتلك مستقبلاتِ حمض الريتينويك، وما الذي يحدث له عندما ينخفضُ مستوى فيتامينُ A في الجسم عن الحدِّ الطبيعي. وقد وُجد أنَّ خلايا القلب تمتلكُ البروتيناتِ الخاصةَ بمستقبلاتِ حمضِ الريتينويك، مما يدُلُّ على أنه يمكن للقلبِ أن يستجيبَ لفيتامينِ A. ولتحفيزِ حدوثِ النقصِ في فيتامين A، قام الباحثون بتقديمِ نظامٍ غذائيٍ فقيرِ المُحتوى بفيتامينِ A لمجموعة فئرانٍ مُعدَّلةٍ وراثياً والتي لا تستطيعُ تَخزينَ فيتامين A في الكبدِ لديها.
كذلك وجد الباحثون أنَّ خَفْضَ مَخزونِ فيتامينِ A في الجسمِ يُغيِّرُ من الطريقةِ التي يُحافظُ بها القلبُ على نفسِهِ. فقد كانت قلوبُ الفئرانِ المُعدَّلةِ وراثياً مماثلةً في الحجمِ والشكلِ للفئرانِ الطبيعية، ولكنها تَظهَرُ بجيناتٍ مختلفةٍ. كما أن تناولَ نظامٍ غذائيٍ فقيرٍ بفيتامينِ A غيَّرَ أيضاً من هذه الجينات، حيث إنَّ الفئرانَ المعدلةَ وراثياً أصبح لديها عددٌ أكبرُ من الخلايا التي يمكن أن تَحِلَّ مكانَ خلايا القلبِ المتضررةِ وتُبدي تَلَفاً أقلَ في القلب بعدَ تحفيزِ حدوثِ جلطةٍ قلبيةٍ جراحياً، حتى بعد تزويدهم بفيتامين A في نظامِهم الغذائي.
وقد أظهرتْ دراسةٌ سابقةٌ على الفئرانِ ارتفاعاً في عمليةِ إيصالِ فيتامين A المُخزَّنِ في الكبدِ إلى القلبِ بعدَ الجلطةِ القلبية واستنتجت أنَّ القلبَ المُتضررَ استفاد من الخصائصِ المضادةِ للأكسدةِ في فيتامين A. وتقول الدكتورة Asson-Batresأَنَّ الدراسةَ الحاليّة تقترحُ نتيجةً بديلةً مُفاجِئةً لاستقلابِ فيتامين A، فبدلاً من كَوْنِ ارتفاعِ فيتامينِ A مفيداً، فإن الاستخدامَ المُفرِطَ له بعدَ حدوث جلطةٍ قلبيةٍ يُمكنُه فِعلياً أن يُضعِف قُدرةَ القلب على إنتاجِ خلايا جديدةٍ قد تُزوِّدُه بعواملِ الإصلاحِ اللازمةِ أو خلايا قد تحمي من تلفِ الأنسجة.
تُبيِّنُ هذه الدراسةُ أن حالةَ فيتامينِ A تؤثرُ في القلب، ولكِنْ وكما تؤكدُ الدكتورة Asson-Batres فإننا نحتاجُ المزيدَ من الجَهدِ قبلَ أن نستطيع إيصالَ رسالةٍ لعامة الناسِ عن كيفية المحافظةِ على صحةِ القلب بأنفسهم في منازلهم، ومن الواضحِ كذلكَ أننا نحتاجُ إلى أن نتعلم المزيدَ عن الطريقةِ التي يحافظُ بها الجسمُ على توازنٍ ملائمٍ من فيتامينِ A في حالةِ الصحةِ والمرضِ.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
الدراسة الأصلية:
Mary Ann Asson-Batres, Sergey V. Ryzhov, Oleg Tikhomirov, Christine W. Duarte, Clare Bates Congdon, Craig R. Lessard, Samuel McFarland, Cecile Rochette-Egly, Truc-Linh Tran, Cristi L. Galindo, Amanda J Favreau-Lessard, Douglas B. Sawyer. Effects of Vitamin A Deficiency in the Postnatal Mouse Heart - Role of Hepatic Retinoid Stores. American Journal of Physiology - Heart and Circulatory Physiology, 2016; ajpheart.00887.2015 DOI: 10.1152/ajpheart.00887.2015