فاكهة القشطة Cherimoya والسرطان
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
كبداية، علينا جميعاً أن نضع الحقيقة التالية نصب أعيننا.. فلا يُوجَدُ أيُّ دَليلٍ لإثباتِ أنَّ هذهِ الفاكهةَ تَنفعُ كَعِلاجٍ فعَّالٍ للسرطانِ!!
لَقدْ عُرِفَت هذهِ الفاكهةُ مِنْ خِلالِ استخدامِها في الطبِ التقليديِ بِاعتبارِها مُضاداً للجراثيمِ والحَشرات، وعلاجاً فعّالاً لاضطراباتِ الجهازِ الهضميِ؛ كَقرحَةِ المَعِدةِ والقولونِ والبِنكرياسِ، وذَلكَ لاحتوائِها على كَمياتٍ عاليةٍ مِنَ الأليافِ التي تعمل على حمايةِ الغِشاءَ المُخاطيَّ للقولونِ مِنَ التعَرُّضِ للمَوادِ السامَّةِ مَنْ خِلالِ الارتباط بالمَوادِ الكيميائيةِ المُسبّبَةِ للسرطانِ.
وَتُشيرُ العديدُ منَ الأدِلّةِ إلى أنَّ الإجهادَ التأكسُديَّ Oxidative stress (أي انخفاضَ تَركيزِ الأوكسجينِ) يُؤدي إلى تَطورِ الشروطِ المُلائمةِ لإصابة بعدد من الأمراضٍ مِثلَ السَرطانِ وأمراضِ القلبِ، حيثُ أنَّ مُضاداتَ الأكسدةِ المَوجودةَ في المُكوناتِ الغذائيةِ الفعالة حيوياً Bioactive تمتلكُ تأثيراً منظّماً لتَكاثُرِ الخَلايا والسُّميةِ الخَلوية.
ومِن خلالِ إحدى الدراساتِ التي قَامَ بِها العَالِمُ Chung Yi Chen وزمَلاؤهُ في كُليَّةِ الطبِ في جَامعةِ كاوشيونغ Kaohsiung Medical College في تايوان تمَّ اكتشافُ العُنصُرِ الفعَّالِ في هذهِ الثمار، وَهوَ نَوعٌ مِنَ المُركباتِ الكيميائيةِ النَباتيةِ يُدعى مُولّدَ حَمْضِ الخَلّ الحَلقي Ring acetogenins وهو مُركّبٌ فَعالٌ في مُهاجَمَةِ وَتَدميرِ الخَلايا الخَبيثةِ كما أنّه يمتلكُ قُدرةٌ قَويةٌ لِلحَدِّ مِنَ الانقِسَامِ الخًلويّ غَيرِ الطَّبيعيِ والذي يُسبّبُ السَرطانَ. كما تعزى فعالية فاكهة القشطة تجاه فيروس الهربِس البسيط والليشمانيا إلى هذه المركبات أيضاً.
وبِناءً على ذلك، يمكن أن يُسْهِم الاستِهلاكُ المُنْتَظَمُ لِثِمَارِ القشطةِ في رَفعِ القُدرةِ المُضادّةِ للأكسَدةِ عِندَ الإنسانِ وذَلِكَ لاحتِوائِها على مُضادّاتِ الأكسَدَةِ القَويَّةِ مِثلَ (Asimicin، وBullatacin)، والّتي قَدْ تَسَاعِدُ عَلى مَنْعِ تَطوُّرِ وتَقدُّمِ أمَراضِ القلبِ والأوعِيةِ الدَّمَويةِ، والحَدّ مِنَ السَّرطانِ وغيرهِ مِنَ الأمراضِ.
أمّا الدّراساتُ المِخْبَريَّةُ، فقد وُجدَ بنَتيجتَهِا أن مُسْتَخلصَ فاكِهةِ القشطةِ يُمكِنُ أنْ يَقْتُلَ بَعضَ أنواعِ الخَلايا السَّرطانيةِ المعزولة من الكبد والثديِ والتي تُعتبرُ مُقاوِمَةً لِبَعْضِ أدويةِ العلاجِ الكيميائيةِ. الناحيةُ السلبيةُ الوحيدةُ في ذلك هي عدمُ وجودِ دِراساتٍ حَقيقيَّةٍ ومُبَاشَرَةٍ عَلى البَشرِ حولَ إمكَانيَّةِ هذهِ الفاكِهَةِ في علاجِ السرطانِ نهائِيَّاً حتى الآنْ.
وتَذَكّروا، عَليْكُم والحذرُ بشَكلٍ دائِمٍ، فالعَديدُ مِنْ المَواقِعِ على شَبكَةِ الإنترنِت تُعلن وتُروّجُ لكَبسُولاتِ مُسْتَخلَصِ فاكِهَةِ القشطةِ عَلَى أنّها علاجٌ ناجِعٌ لِلسَّرطانِ، ولكِنْ لمْ يَتمَّ دَعْمُ أيٍ مِن هَذِهِ المَواقِعِ مِنْ قِبَلِ أيّ مُنظمَةٍ عَلمِيَّةٍ مَوثُوقَةٍ لأبحَاثِ السَّرطانِ.
كمَا أنّنا هنا – في فريقِ الباحثون السوريون - لا نُؤيّدُ استخدامها بِشَكْلٍ عشوائيٍّ "لعلاج السرطان"، ونَصِيحَتُنا هي أنْ نَكونَ شَدِيدي الحَذر مِن بَعضِ المَعلوماتِ غيرِ الموثوقةِ أو الدّفعِ لشراءِ أيّ نَوعٍ مِنَ العلاجاتِ البَديلةِ للسَّرطانِ على شبكةِ الانترنت.
كما نُنَوّهُ أَخيراً إلى وُجودِ حَاجَةُ مَاسَّةٌ لإجراءِ المَزيدِ مِنَ الدّراساتِ مِن أجلِ زيادةِ الوَعيِ حَولَ الدَّورِ المُحتملِ لهذِهِ الفاكهةِ في عِلاجِ الأمراضِ سَّابقة الذكرِ.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- Allan Spreen, M.D.Roni Enten, M.Sc., health researcher - Tomorrow’s Cancer CuresTODAY 25 secret therapies from around the world –Chapter 3 :A Fruitful Gift from the Amazon - Health Sciences Institute Baltimore, Maryland هنا
4- هنا
5- Gaytri Gupta, Elera, Andrew R. Garrett, Andres Martinez, Richard A. Robison, Kim L. O'Neill- ⁎ - The antioxidant properties of the cherimoya (Annona cherimola) fruit -Department of Microbiology and Molecular Biology, Brigham Young University, Provo, UT, USA, 84602. هنا