سلسلة كيف يعمل جسم الانسان؟ - الجهاز الهضمي: الكبد
الطب >>>> كيف يعمل جسم الإنسان؟
يُعتبر الكبد ثاني أكبر عضو في الجسم (بعد الجلد)، وأكبر عضوٍ داخليّ في الجسم كما أنه أكبر غدّة في الجسم البشري حيث يزن قرابة الكيلوغرام والنصف (1500غرام)، ويتوضع أسفل عضلة الحجاب الحاجز في الجزء الأيمن العلوي من البطن ولا يمكن للكبد أن يُجسّ في الحالة الطبيعية فهو محمي بالقفص الصدري.
شكل الكبد: يأخذ الكبد شكل موشور تتوضع قاعدته في الجانب الأيمن وقمته في الجانب الأيسر، وهو ذو لونٍ بنيٍ محمرّ.
Image: http://img.webmd.com/dtmc
أقسامه: يتمّ تقسيم الكبد بطريقتين مختلفتين:
أولاً: التقسيم التشريحي: يقسم الكبد إلى قسمين رئيسيين هما فص كبير أيمن وفص صغير أيسر بالإضافة إلى فص آخر يدعى الفص المذنب، ويُفصل الفصّان الأيمن والأيسر عن بعضهما بما يسمى الرباط المنجليfalciform ligament، ويساعد هذ االرباط في التصاق الكبد بالحجاب الحاجز، ويحاط الكبد بطبقة من نسيج ضام مشكّلةً محفظة تدعى محفظة غليسون، ثم يغلف أيضاً بطبقة من البيرتوان الحشوي.
ثانياً: التقسيم الوظيفي (الجراحي):
يُقسم الكبد إلى ثماني قطع كبدية، بواسطة شق كبير واقعٍ بين الحويصل الصفراوي والأوردة فوق الكبد (كما في الصورة).
حيث يُقسم كل فصّ إلى عدة قطع كبدية، يأخذ الفص المذنب القطعة الكبدية رقم 1
والفص الأيمن يقسم إلى أربع قطع كبدية أرقامها 5-6-7-8
أما الفص الأيسر فيقسم إلى ثلاث قطع كبدية أرقامها 2-3-4
وتتميز كل قطعة كبدية بترويتها الدموية، وأقنيتها الصفراوية المنفصلة عن بقية القطع مما يجعل استئصال إحدى القطع الكبدية أمراً ممكناً ولهذا أهمية جراحية بالغة.
Image: http://www.anatomy-diagram.info
البنية المجهرية: يتألف الكبد مجهرياً من عدد كبير من الخلايا الكبدية والتي تصطف بشكل حبال طويلة، ويوجد بين هذه الخلايا الكبدية أشباه جيوب دموية، وهي عبارة عن شعريات دموية ذات قطر كبير مؤلفة من خلايا بطانية بالإضافة إلى وجود خلايا تسمى خلايا كوبفر المشتقة من الجهاز الشبكي البطاني، ويمر بين الخلايا الكبدية قنيات صفراوية صغيرة تقوم بنزح الصفراء إلى القنيات الصفراوية الموجودة ضمن المسافات البابية ثم تتجمع هذه القنيات مع بعضها البعض تدريجياً مشكّلةً القناتين الكبديتين الرئيسيتين.
ومن الجدير بالذكر أن الخلايا الكبدية تتجمّع مع بعضها على شكل فصوصٍ، وتفصل بين هذه الفصوص المسافات البابية التي تحتوي على فرع من وريد الباب، وفرع للشريان الكبدي، وقنية صفراوية.
تروية الكبد:
يتميز الكبد بترويته الدموية الغزيرة، حيث يبلغ معدل الجريان الدموي 1500 مل/د، وبأنه يحصل على ترويته من مصدرين مختلفين وهما:
• وريد الباب الذي يحمل الدم من السبيل الهضمي إلى الكبد (حيث أن حوالي 75% من الدم الواصل إلى الكبد يأتي عن طريق وريد الباب) وهذا هو (الدوران البابي).
• الشريان الكبدي: وهو الذي يزوّد الكبد بالدم الغني بالأوكسجين متفرعاً عن الجذع الزلاقي القادم من الشريان الأبهر البطني.
ويخرج الدم من الكبد بواسطة ثلاثة أوردة كبدية الأيمن والأوسط والأيسر.
الأقنية الصفراوية:
يتصل الكبد مع الحويصل الصفراوي والأمعاء بواسطة عدة أقنية رفيعة تسمى الأقنية الصفراوية.
تقوم الخلايا الكبدية بإنتاج الصفراء (وهي سائل ذو لون أصفر مخضر يساعد على هضم الدسم)، وتتحرك الصفراء عبر سلسلة من الأقنية في الكبد لتصل إلى الأمعاء مباشرةً، أو إلى الحويصل الصفراوي المسؤول عن تخزينها وتكثيفها.
تتجمع الصفراء التي تنتجها الخلايا الكبدية ضمن ما يسمى الأقنية الكبدية، تخرج قناتان كبديتان من الكبد ثم تتحدان مع بعضمها لتشكلا قناة كبدية مشتركة ثم تلتقي هذه القناة مع القناة الكيسية الخارجة من المرارة (الحويصل الصفراوي) فتشكلان معاً القناة الجامعة (القناة الصفراوية المشتركة)، التي تقوم بتفريغ الصفراء إلى العفج (وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة)، حيث تصب القناة الجامعة في العفج في منطقةٍ تُسمّى مجل فاتر حيث تلتقي مع القناة البنكرياسية وتصبان معاً في القطعة الثانية من العفج.
فعندما يكون هناك طعام ضمن العفج تُفرز الصفراء مباشرةً من الكبد عبر القناة الكبدية المشتركة إلى القناة الجامعة وتصل إلى العفج لتساعد على الهضم.
أما إذا كانت الأمعاء فارغة فسوف تتجمّع الصفراء في الحويصل الصفراوي وتتخزن ريثما يحين وقت إفرازها.
الحويصل الصفراوي:
الحويصل الصفراوي أو كما يسميه بعض الناس (المرارة)، هو جيب صغير يتوضع أسفل الكبد، ويقوم بتخزين الصفراء التي ينتجها الكبد، بعد تناولك الطعام تكون المرارة فارغةً ومسطحةً كبالون غير منفوخ، أما قبل تناول الطعام فتمتلئ المرارة بالصفراء ويصبح شكلها كالإجاصة الصغيرة.
Image: http://img.webmd.com/dtmcms/live/webmd/consumer_assets/site_image
يقوم الحويصل الصفراوي بإفراغ الصفراء استجابةً للمنبهات الواردة إليه عند قدوم الطعام إلى العفج حيث يفرز الصفراء عبر سلسلة من الأقنية الصفراوية لتساعد الصفراء على هضم الدسم، ولكن الحويصل الصفراوي عضو يمكن الاستغناء عنه (تعتبر عمليات استئصال المرارة من أشيع العمليات الجراحية)، حيث يمكن استئصاله عند إصابته ببعض الأمراض كالتهابات الحويصل الصفراوي ولمعرفة المزيد عن التهاب الحويصل الصفراوي اقرأ المقال التالي: هنا
أو سرطان الحويصل الصفراوي دون أن يسبب الاستئصال أية مشاكل، ولكن قد يعاني بعض الناس ممن استؤصلت لديهم المرارة من بعض الإسهال أوسوء امتصاص الدسم.
ماهي وظائف الكبد؟
يقوم الكبد بعدّة وظائف هامّة في الجسم:
• إنتاج الصفراء (حيث تتركب الصفراء من الماء والأملاح الصفراوية والكولسترول والبيليروبين وبعض الشوارد)، وتساعد الصفراء الأمعاء الدقيقة على هضم وامتصاص الدسم والكولسترول وبعض الفيتامينات الضرورية كفيتامين K الضروري لعملية التخثر.
• استقلاب البيليروبين:البيليروبين هو مادة ذات لون أصفر محمر تتشكل من الهيموغلوبين* عندما تتحطم كريات الدم الحمراء. حاشية: (الهيموغلوبين هو بروتين موجود في الكريات الحمراء يقوم بحمل الأوكسجين ويعطي الدم لونه الأحمر).
• يساعد الجسم على تصنيع العوامل المسؤولة عن تخثر الدم.
• استقلاب البروتينات حيث تقوم أنزيمات الكبد بتحطيم بروتينات الطعام وهضمها ليتم استخدامها في الجسم.
• استقلاب السكريات حيث يقوم الكبد بتحطيم السكريات الموجودة في الطعام ويحولها إلى غليكوجين ويخزنها في الكبد، وعند الحاجة يقوم بتحطيم الغليكوجين وتحويله إلى غلوكوز لإطلاقه إلى الدم للحفاظ على مستويات سكر الدم الطبيعية.
• تخزين الفيتامينات في الكبد وأهمها فيتامين A،D،E،K،B12.
• تركيب بروتين الألبومين.
• تخزين المعادن: حيث يخزن الكبد الحديد على شكل فيرتين ليستخدم لاحقاً في تكوين كريات حمراء جديدة، ويقوم أيضاً بتخزين النحاس.
• يقوم الكبد بتصفية الدم من بعض المواد والسموم الكيماوية ليحولَ دون تراكمها في الجسم وإحداثها الأذية، وهذه المواد قد تكون من داخل الجسم أو خارجه، ونذكر من المواد التي تأتي من داخل الجسم بعض الهرمونات كالأستروجين والألدوستيرون، أما بالنسبة للمواد التي قد تأتي من خارج الجسم فهي الكحول والأدوية كالأمفيتامينات ، والستيروئيدات، والباربيتورات.
تجدد الكبد:
يتميز الكبد بقدرته الفريدة على التجدد حيث بإمكانه تعويض القطع التي تُستأصل منه لكي يستمرّ بأداء عمله، وبينت الدراسات أنه يُمكن الحفاظ على 80% من وظائف الكبد حتى عند استئصال جزء كبير منه.
تستمرّ عملية التجديد على مدى عدة أشهر حتى يتم تعويض الجزء المستأصل من الكبد، وتعتمد فترة هذه العملية على عدّة عوامل كالعمر والتغذية والحجم المستأصل من الكبد وماهية الأذية المسببة للاستئصال.
بعض الأمراض التي تصيب الكبد:
التهاب الكبد الفيروسي:
هنا
تشمع الكبد :
هنا
سرطان الكبد:
هنا
لقراءة مقالاتنا الأخرى ضمن سلسلة كيف يعمل جسم الانسان: هنا
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا