الإختلاطات التي تحدث أثناء الحمل - الجزء الثاني
الطب >>>> أمراض نسائية وتوليد
وسنتابع اليوم في مقالنا هذا الحديث عن إختلاطاتٍ أخرى قد تصيب الحامل..
الاضطرابات الكلويَّة خِلالَ الحَمل:
يُؤدِّي الحَمل الى مَجموعَةٍ مِنَ التغيُّرات في التَّوازُن الحمضي القُلوي وتَراكيز الشَّوارِد والوظيفةِ الكُلْويَّة نَتيجَةَ التَّغيُّراتِ الفيزيولوجيَّة المُرتبِطةِ بالحَملِ في الجهازِ البوليِّ والتَّغيُّراتِ الهيموديناميكيَّة الجهازيَّة (ضغط الدَّم والحَجمُ الدَّمويُّ ومُرونةَ جُدُرِ الأوعيَة) لذا يَجبُ أَن تُؤخَذَ هذه التَّغيُّراتُ بِعينِ الاعتبارِ عِندَ تقييمِ الوظيفَةِ الكُلْويَّة للحَامِل.
تَكونُ الإصاباتُ الكلويَّةُ الحادَّة قَليلَةً أثناءً الحَملِ، وكذلك تِلكَ الَّتي تَتَطلَّبُ التَّحالَ الدَّموي (Dialysis). لِذلك فَإنَّهُ، على الأخصَّائيين، فِي حالِ الانخفاضِ الشَّديدِ في (GFR)، أن يَبحَثوا عَنِ الأسباب الَّتي لا علاقَةَ لَها بِالحَمْلِ.
تُوجَدُ مَجموعَةٌ مِنَ الاضطراباتِ الَّتي تَتَعلَّقُ بالحَملِ بِشكلٍ مُباشَر، وَتُصنَّفُ حَسبَ فَترةِ ظُهورِها مِن زَمنِ الحَملِ إلى:
● اضطرابات المراحل االمُبكِّرة.
● اضطرابات المراحل المُتأخِّرة.
اضطرابات المراحل المبكِّرة مِنَ الحَمل وَتشمُل :
● الآزوتيميا ما قَبل الكلويَّة(Prerenal azotemia) :
قَد تَحدُث الآزوتِيميا ما قَبل الكلويَّة إِثرَ مُعظَمِ الأسبابِ المُؤدِّيةِ إلى استنزافِ الحَجمِ الدَّمويِّ خلالَ الحَملِ، إلَّا أنَّ أهمَّ هذه الأسباب هوَ الإقياءاتُ الحَمليَّة المُفرِطَةُ، ويُمكِنُ أن تُعالج هذه الإقياءَاتُ بِمضادَّاتِ الإقياءِ وتَعويضُ الحَجمِ المَفقودِ بإعطاءِ السَّالين وَريديَّا وحتَّى إعطاءُ البوتاسيوم أحياناً. هذا ويُمكِنُ للنَّزفِ المُرَافِقِ للإِجهاضَاتِ العَفويَّة أن يُسبِّبَ نَقصاً في الحَجمِ الدَّمويِّ ومن ثُمَّ الآزوتيميا ما قَبل الكلويَّةِ.
● النَّخرُ الأنبوبيُّ الحادُّ :
يَكونُ شَديداً وَيتطلَّبُ تحالاً دمويَّاً مُؤقَّتاً حتَّى استعادةِ الوَظيفةِ الكُلويَّةِ فَعاليتها. يَحدُثُ النَّخرُ الأُنبوبيُّ الحادُّ كَنَتيجةٍ لِنَقصِ الحَجمِ الدَّمويِّ الشَّديدِ والمُتراِفقِ مَعَ الإقياءاتِ الحَمليَّة المُفرِطَةِ، أَو نَتيجةَ النَّزفِ الحَاصِلِ بَعدَ الإجهاضاتِ العَفويَّة أوالصَّدمةِ النَّاتِجَةِ عَن الإجهاضاتِ الإنتانيَّة (المُحرَّضَةِ بالجراثيمِ سلبيَّة الغرام غالباً) إلَّا أنَّهُ في بَعضَ الحالاتِ قَد تُسبِّبُ المَطثياتُ الحَاطمةُ (إيجابيَّات غرام) نَخراً عضليَّاً في الرّحمِ ومِن ثُمَّ بيلةً ميوغلوبينيَّةً ونَخراً أنبوبيَّا حادّاً.
يَجبُ الشَّكُّ بِوجودِ النَّخرِ الأُنبوبيِّ في إطارِ تَشخيصِ الإجهاضاتِ الإنتانيَّة، ويُؤكَّدُ الشَّكُّ بإجراءِ تَحليلٍ للبولِ ُيلاحَظُ فيهِ إطراحٌ زائِدٌ للصوديوم.
َيتَضمَّنُ العِلاجُ تَعويضاً للسَّوائِلِ وأدويَةً رافِعةً للضَّغطِ لِمواجَهَةِ الانخفاضِ في الضَّغطِ والصَّاداتَ الحيويَّةَ وإجراءَ التَّحالِ الدَّمويِّ في الحالاتِ الضَّروريَّة وضَبطاً للسَّوائِلِ الوريديَّةِ .
● النَّخرُ القشريُّ الكلويُّ الحادُّ :
يُعَدُّ النَّخرُ القشريُّ الكُلْويُّ سَبَبَاً نادراً للإصاباتِ الكُلويَّةِ الحادَّة، قَد يَكونُ مُرتبِطاً بِالحملِ وتَزدادُ فُرَصُ حُدوثِهِ لدى الحَواِملِ الأكبرِ سِنَّاً وفي حَالاتِ الحُمولِ المُتَعدِّدَةِ وَالحُمولِ المُتكرِّرَّةِ وانفصالَ المَشيمةِ البَاكِر والإجهاضاتِ الإنتانيَّةِ. هذا وَيُمكنُ للتخثُّرِ المُنتَشِرِ ضِمنَ الأوعيَةِ الَّذي يُسبِّبُ إقفاراً كُلويًّا أن يقودَ إلى إحداثِ نَخرٍ قشريٍّ كلويٍّ.
يَتظاهَرُ النَّخرُ القشريُّ الكلويُّ ببيلةٍ دمويَّةٍ غَزيرةٍ وألَمٍ في الخَاصرةِ و شُحٍّ أو انقطاعِ شديدٍ للبول. يَتطلَّبُ شفَاءُ النَّخر االقشريِّ الكلويِّ حالَ حدوثِهِ أشهراً، والشَّفاء غالباً ما يَكونُ غيرَ تامٍّ.
● التهابُ الحُويضَةِ والكِليةِ الحادِّ أثناءَ الحَمل (Pyelonephritis):
بِعكسِ الإصاباتِ خارجِ الحمليّةِ، يُؤدِّي التهابُ الحويضَةِ والكليةِ خِلالَ الحَملِ إلى انخفاضِ معدَّلِ التَّرشيحِ الكُبيبيِّ (GFR) وهذِه الأعراضُ تَكونُ قَابلةً للعَكسِ بِعلاجِ العَدوى الكَامِنةِ وراءَ الالتهابِ. إذ أنَّ التهابُ الحويضةِ والكِليةِ الحادِّ يَحدثُ غالِباً في الثُّلثِ الثَّاني مِنَ الحَملِ وِتِكونُ الإيشريكيَّة الكولونيَّة (Escherichia coli) المتَّهمَ بالعدوى. يَتطلَّب العِلاجُ رِعاية في المُستشفى وإعطاءَ جُرعاتٍ مِنَ الصَّادات.
اضطرابَاتُ المَراحِل المُتأخِّرة مِنَ الحَمل :
● الانسمامُ الحَمليُّ (تسمُّم الحَمل)
يُعَدُّ الانسمامُ الحمليُّ المَسؤولَ الرَّئيسيَّ عَن مُعظًم الإصابات الكلويَّة خِلال المَراحِل المُتأخِّرة مِنَ الحَمل إذ أنَّهُ قَد يُؤدِّي إلى النَّخرِ الأنبوبيِّ الحادِّ الَّذي يُعَدُّ مِنَ الإصاباتِ الكلويَّة الَّتي تَحدُثُ في المَراحِلِ المُبكِّرة إلَّا أنه قد يحدُثُ أيضاً في المراحِلِ المُتأخِّرَةِ نَتيجَةَ الانسمامِ الحمليِّ أو مُتلازٍمًة HELLP أو انفصالِ المشيمةِ المبكِّر.
كما تَشمُل الإصاباتُ الكلويَّة الحادَّةُ أثناءَ الحملِ :
● الاعتلالات البوليَّة الانسداديَّة.
● الحُصيَّاتُ الكلويَّة.
الاعتلالاتُ البَوليَّةُ الانسداديَّة :
تَتَظَاهَرُ الاعتلالاتُ البوليَّة الانسداديَّة بِتَوسّعٍ مُعتَدِلٍ أو شَديدٍ في نظامِ جَمعِ البَولِ ضِمنَ الكليةِ مَصحوباً بشُحٍّ أو انقطاعٍ للبولِ عِندَ الحامِلِ. إنَّ السَّبَبَ الأساسيَّ والمُتَّهمَ الأوَّلَ هوَ الرَّحمُ المُتوسِّعُ أثناءَ الحَملِ إلى وأسبابَ أخرى كَموَهِ السَّائِلِ الأمنيوسيِّ والحصيَّاتِ الكلويَّةِ وأورامَ الرَّحمِ اللِّيفيَّةِ المُتَضَخِّمَةِ. غالباً ما تَزولُ الاعتلالاتُ البوليَّة الانسداديَّةُ بَعدَ الولادةِ بِشكلٍ تِلقائيٍّ ورُبَّما يَحتاجُ الاضطراب قَثطرةً حالبيَّةً.
الحصيَّاتُ الكلويَّةُ أثناءَ الحَملِ :
إنَّ ارتفاعَ مُستوياتِ 1،25 ثُنائي هيدروكسي كولي كالسيفيرول أو الفيتامين D نَتيجَةَ زيادةِ الإنتاجِ الكلويِّ والمَشيميِّ لَهُ يقودُ إلى زيادَةِ طَرحِ الكالسيوم ضمنَ البولِ فيَزدادُ خَطرُ تَشكُّلِ الحُصيَّاتِ الكلويَّةِ، إلى جَانِبِ خَطرِ عَداوى المَجاري البوليَّة. وتُستَخدَمُ في هذه الحَالةِ القَثاطِرُ الحالبيَّة في حالِ تَعثُّر عبورِ الحُصيَّاتِ نحوَ الخَارجِ.
المصادر:
هنا
هنا
هنا