هل للحمضيّاتِ دورٌ في منعِ الإصابةِ بالبدانة؟
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
عندما يتناولُ الأشخاصُ نظاماً غذائيّاً غنيّاً بالدهون، تُخَزَّنُ هذهِ الدهونُ في الجِسم، ثمَّ تقومُ الخلايا الدهنيّة بإنتاجِ أنواعٍ عديدةٍ من الأوكسجين التَفَاعُلي بشكلٍ مفرطٍ، والذي يسبّبُ ضرراً للخلايا، وهذهِ العمليّةُ تُدعى بعمليّةِ الأكْسَدَة.
يقومُ الجسمُ عادةً بمحاربةِ هذهِ الجُزيئاتِ عن طريقِ مضادّاتِ الأكسدة. لكنّ المرضى الذينَ يعانونَ من البدانةِ المُفرطة، أي يملكونَ خلايا دهنيّة متضخّمة، هم الأسرعُ عِرضةً لحدوثِ عمليّةِ الأكسدة والتي يصعبُ على الجسمِ التصدّيَّ لها.
وتحتوي الفواكة الحامضيّة على كميّاتٍ كبيرةٍ من مضادّاتِ الأكسدة، والتي تُسمّى الفلافونات Flavanones. قَامَتْ بعضُ الدراساتِ بربطِ تأثيرِ الفلافوناتِ الحامضيّة في خفضِ عمليّةِ الأكسدة في المُختبر لدى حيواناتِ التجارِب، حيثُ أرادَ الباحثونَ مراقبةَ آثارِ الفلافوناتِ للمرّةِ الأولى على فئرانِ التجارِب من دونِ أيّ تعديلاتٍ وراثيّةٍ، والتي تمَّ إخضاعُها لنظامٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالدهون.
قام فريقُ تجارِبٍ في البرازيل في جامعةِ Universidade Estadual Paulista (UNESP) بدراسةٍ على خمسينَ من فئرانِ التجارِب، حيثُ تمّت معالجتَهم بالفلافوناتِ المُستخرَجةِ من البرتقالِ والليمونِ الأصفرِ والأخضر، وذلكَ بعدَ إخضاعِهم لنظامٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالدهونِ لمدّةِ شهرٍ واحد.
أظهرتِ الدراسةُ عدمَ حدوثِ خسارةٍ ملحوظةٍ للوزنِ على الفئران بسببِ هذهِ الفلافوناتِ الحمضيّة، ولكن مع ذلك جعلتهم أكثرَ صِحّةً عن طريقِ خفضِ حدوثِ عمليّةِ أكسدةٍ للخلايا، وتقليلِ الضررِ على الكبد، وانخفاضِ نسبةِ الدهونِ والسكّر في الدم.
بيّنت هذهِ الدراسة أيضاً أنّ استهلاكَ الحمضياتِ يمكنُ أن يكونَ لهُ آثاراً مُفيدةً على الأشخاصِ الذينَ لا يعانونَ من بدانةٍ مفرطةٍ ولكنّهم يتّبعونَ نظاماً غذائيّاً غنيّاً بالدهون، حيثُ يكونونَ معرّضونَ لخطرِ الإصابةِ بأمراضِ القلبِ والأوعيةِ الدمويّة، ومقاومةِ الإنسولين، والبدانةِ في منطقةِ البطن.
سوفَ تركّزُ الدراساتُ القادمة على اكتشافِ طُرقٍ أفضلَ للاستفادةِ من الفلافونات، سواءً عن طريقِ استهلاكِ الفواكة الحامضيّة، أو تعزيزِ الحبوبِ الدوائيّةِ بهذهِ المضادّات، كما أنّ هناكَ مشروعاً لإجراءِ هذهِ الأبحاث على البشرِ أيضاً.
المصدَر: هنا