الإنفلونزا وإنفلونزا الخنازير
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
الإنفلونزا (الكريب) هي عدوى فيروسيةٌ تصيب الجهازَ التنفسيَّ إثرَ التعرضِ لفيروس الإنفلونزا، إما من خلال الاحتكاكِ المباشرِ مع شخصٍ مصابٍ عبرَ انتقالِها بالقُطيراتِ التنفسيةِ بواسطة الهواءِ، أو بطريقةٍ غيرِ مباشرةٍ عبر لمسِ ممتلكاتِ شخصٍ مصابٍ أو تمّ استعمالُها من قبل شخصٍ مصابٍ مثل الهواتفِ المحمولةِ أو لوحةِ مفاتيحِ الحاسوب.
ما أعراضُ الإنفلونزا؟
تنجم عنها عدةُ أعراضٍ أهمُّها:
- ارتفاعُ حرارة
- آلامٌ عضلية
- قشعريرة
- تعرّق
- صداع
- سعالٌ جاف
- تعبٌ عامٌّ وإرهاق
- احتقانٌ أنفي
- ألمٌ في البُلعوم
ما هي عواملُ الخطورةِ للإصابة بالإنفلونزا؟
- التقدمُ بالسن
- ضعفُ المناعة
- الحمل
- ظروفُ الحياةِ، كالعيشِ في أماكنَ مكتظّةٍ بالسكان أو تعددِ سكانِ المنزلِ الواحدِ مما يزيد احتمالَ انتقالِ الإنفلونزا بين عدةِ أشخاص.
- الأمراضُ المزمنةُ كالربوِ أو السكّريِّ أو المشاكلِ القلبيةِ تزيد احتمالَ الإصابةِ بالإنفلونزا.
- السمنةُ، وبالأخصّ المفرطةُ (مُشعِرُ كتلةِ الجسمBMI أكبر من ٤٠).
كيف يمكنُ الوقايةُ من الإصابة بالإنفلونزا بشكلٍ عام؟
- غسلُ الأيدي: الغسلُ المتقَنُ والمتكررُ للأيدي هو سبيلٌ فعالةٌ للوقايةِ من الإصابةِ بالعديد من العداوى الشائعة. ويمكن الاستعانةُ بمطهّراتِ الأيدي التي تحوي كحولاً للتعقيم.
- تغطيةُ الفمِ والأنفِ عند السعالِ والعطاسِ: المفضّلُ الاستعانةُ بمحارمَ ورقيةٍ أو داخلَ الكوعِ لإبقاءِ الأيدي عقيمة.
- تجنّبُ التجمعاتِ الكبيرةِ للناس: حيث تكثر التجمّعاتُ تكثر احتمالاتُ الإصابةِ بالعدوى. هذه التوصيةُ تنطبق على موسمِ الإنفلونزا فقط.
يوجد العديدُ من السلالات الفيروسيةِ للإنفلونزا كإنفلونزا الخنازيرِ وإنفلونزا الطيورِ وغيرِها، جميعُها تندرج تحت النمطِA من فيروس الإنفلونزا (A هو النمطُ الأكثرُ شيوعاً، النمطان الآخران هما B و C، لكنهما غيرُ شائعَين).
كيف تظهر السلالاتُ الجديدةُ من الفيروس وكيف تتمُّ تسميتُها؟
فيروسُ الإنفلونزا دائمُ التغيّرِ، وينجُم ظهورُ أصنافٍ جديدةٍ عن طفراتٍ mutations بالمورّثات الفيروسيةِ تعطي خصائصَ مختلفةً للسلالاتِ الناتجةِ، غالباً ما تكون مقاومةً للأضداد الموجودةِ في اللقاحات أو لبعضِ الخصائصِ الدوائيةِ مما يتسبب بجوائح.
تتم تسميةُ السلالاتِ بإدراج المعلوماتِ التالية:
- نمطُ المستضِدِّ الفيروسيِّ (A ، B أوC ): المُسْتَضِدُّ هو جزءٌ من الفيروس يتعرف عليه الجهازُ المناعيُّ ويهاجمه ويقوم بتكوين أضدادٍ خاصةٍ له لتواجهَه في حال عودةِ التقائهِما.
- الحاضنُ الأولُ غيرُ البشريِّ للفيروس (الخنازير- الطيور- الدجاج، في حال كان الإنسانُ هو الحاضنَ الأولَ للفيروس فلا يُسمّى بإنفلونزا الإنسان).
- الموقعُ الجغرافيُّ لأولِ ظهورٍ للفيروس (لندن- دمشق- بيجين… الخ).
- رقمُ السلالةِ (٥- ١٧- ٣… الخ).
- السنةُ التي عُزِلَت فيها أولُ سلالةٍ من الفيروس.
- لفيروسات الإنفلونزا من النمطA يتم إدراجُ مستضِدَّين من مُستَضِدات الفيروس هما الهيماغلوتينين Hemagluttanin (مستضدٌّ بروتينيٌّ على سطح الفيروسِ يسمح له بدخول خلايا الجسمِ، وأيةُ طفراتٍ تطرأ عليه تتيح للفيروس الهروبَ من تعرّفِ الجهازِ المناعيِّ عليه)، والنورامينيدازNeuraminidase (مستضدٌّ بروتينيٌّ على سطح الفيروس يسمح له بالخروج من الخلايا والانتقالِ من مكانٍ لمكان). يوجد للهيماغلوتينين ١٦ صنفاً، وللنورامينيداز ٩ أصناف وتتمُّ تسميةُ الفيروس بحسب صنفِ كلٍّ من المستضدَّين (مثلاً: H1N1- H5N1).
مثال:
A/duck/Damascus/35/H1N1: يكون فيروساً من النمطA ، عُزِل لأول مرةٍ من البط في دمشق ورقمُ سلالتِه ٣٥ والمستضداتُ من الأصناف ١.
إنفلونزا الخنازير:
ما هي إنفلونزا الخنازيرِ وما الفرقُ بينها وبين الإنفلونزا الشائعة؟
هي إنفلونزا ناجمةٌ عن فيروس من النمطِ A تم عزلُه لأول مرةٍ من الخنازير حيث أنه عادةً ما يصيب الخنازيرَ بعدوى تنفسية. تَسبّبَ الفيروسُ بجائحة عالميةٍ في العام ٢٠٠٩ ومُذّلك الوقت أصبح الفيروسُ مسبباً موسمياً للإنفلونزا.
للتنويه:
فيروس إنفلونزا الخنازيرِ (الذي يصيب الخنازيرَ) ليس مطابقاً لفيروس إنفلونزا الخنازيرِ الذي يصيب الإنسانَ، فهو فيروسٌ طافرٌ من فيروس الخنازير.
إنفلونزا الخنازيرِ شبيهةٌ بالإنفلونزا الشائعةِ (الكريب)، ويكمن الفرقُ في نوع وشدة الأعراض:
الفرقُ الرئيسُ هو أنّ إنفلونزا الخنازيرِ تترافق بشكلٍ أكبرَ مع الغثيانِ والإقياءِ والإسهالِ، أي أعراضٍ هضميّةٍ، إلى جانب الأعراضِ التنفسيةِ والعامةِ التي ذكرناها مسبقاً التي عادةً ما يسببُها فيروسُ الإنفلونزا.
نوّهتْ عدةُ تقاريرَ حديثةٍ إلى أنّ فيروس إنفلونزا الخنازيرِ يصيب أجزاءً أعمقَ من السبيل التنفسيِّ من تلك التي يصل إليها فيروسُ الإنفلونزا الشائعُ، كالرئتين.
ما هو سببُ الضجةِ والتخوّفِ الذي يحيط بفيروس إنفلونزا الخنازيرِ إن كانت الإنفلونزا الشائعةُ تتسبب بوفاة ٣٥ ألفَ شخصٍ سنوياً؟
السبب هو أنّ هذه السلالةَ من فيروس الإنفلونزا هي سلالةٌ حديثةٌ لم تتعرض لها أجسامُنا من قبل. كذلك فإن فيروسَ الإنفلونزا الشائعةِ عادةً ما يسبب أضراراً جسميةً ووفَيَاتٍ بين فئاتٍ معينةٍ من المرضى ككبار السنِّ والأطفالِ والمصابين بأمراضٍ مزمنة، في حين تسبَّبَ فيروسُ إنفلونزا الخنازيرِ بإصابات شديدةٍ ووفَيَاتٍ بين فئاتِ الشبابِ الأصحّاء. وقد تبدّى أن هذا الفيروسَ مُعدٍ بشدة.
كيف يمكنني معرفةُ إن كنتُ مصاباً بإنفلونزا الخنازير أم لا؟
لا أحدَ، حتى الأطباء، يستطيع معرفةَ نمطِ الإنفلونزا إلا بإجراءِ زرعٍ للفيروس من خلال مسحةٍ من المفرَزاتِ التنفسيةِ في الأيام الأربعةِ أو الخمسةِ الأولى من الإصابة.
ما هي المدةُ التي يكون فيها المصابُ مُعدياً؟
يكون المصابُ معدياً خلال فترةِ الأعراضِ، أي حوالي ٥-٧ أيام. أما الأطفالُ فيكونون معْدِين لمدة أطولَ، حوالي١٠ أيام.
كيف تتم الوقايةُ من الإصابة؟
النصائحُ العامةُ التي يمكن تطبيقُها بسهولة والتي ذكرناها مسبقاً إلى جانب أخذِ لقاحِ الإنفلونزا الموسميِّ، ومن المهم جداً الحصولُ على لقاح الانفلونزا لأهميتِه الكبيرةِ بالوقاية من الإصابة التي ينجم عنها أضرارٌ كبيرةٌ يمكن تجنبُها باللقاح. لا يمكن ضمانُ الوقايةِ من الإصابة إلا أنّ الحصولَ على اللقاح الحديثِ الموجّهِ ضد السلالاتِ الجديدةِ للفيروس يغطّي قسماً كبيراً من الاحتمالات.
ما هي الأعراضُ التي تدلّ على خطورةِ الإصابةِ وتستوجب التوجّهَ إلى المشفى؟
تتضمّن بعضُ الأعراضِ التي تدل على خطورة الإصابةِ وتهديدِها للحياة وتسترعي الحصولَ على عنايةٍ طبيةٍ إسعافية:
عند الأطفال:
- التوترُ وسرعةُ الغضب.
- تلوّنُ الجلدِ بلونٍ أزرقَ أو مشابهٍ للزرقة.
- التنفسُ السريعُ أو صعوبةُ التنفس.
- حمى مترافقةٌ مع طَفَحٍ جلدي.
- عدمُ شربِ سوائلَ كافية.
- انخفاضُ نشاطِ الطفلِ وتفاعلِه مع المحيط.
عند البالغين:
- التشتّتُ الذهني.
- صعوبةُ التنفسِ أو التنفسُ السريع.
- ظهورُ آلامٍ أو حسٌّ ضاغطٌ في الصدر أو البطن.
- إقياءٌ شديدٌ أو مستمر.
- الشعورُ بالدُّوارِ أو الدوخةِ بشكل مفاجئ.
كيف تتم معالجةُ إنفلونزا الخنازير؟
إنفلونزا الخنازير، كغيرِها من أنواع الإنفلونزا تحتاجُ لمعالجةٍ عرَضِيّةٍ فقط. يوجد دواءان اسمُهما العلميُّ هوOseltamivir (اسمه التجاري غالباً Tamiflu) و Zanamivir.
في حال ظهورِ الأعراضِ يجب تناولُ الدواءِ خلال ٤٨ ساعةً من بداية ظهورِها لكي تحصلَ على نتيجةٍ، حيث يقوم الدواءُ بتخفيف شدةِ الأعراضِ وتخفيضِ مدّتِها.
كيفيةُ تناولِ التاميفلو؟
يجب تناولُ التاميفلو كما وصفَهُ الطبيبُ. اتّبِعِ التعليماتِ المكتوبةَ على الوصفة. لا تأخذْ جرعاتٍ أكبرَ أو أصغرَ أو لمدةٍ أطولَ من المنصوحِ به من قِبل الطبيب. يجب البدءُ بتناول التاميفلو بسرعةٍ بعد ظهورِ أعراضِ الانفلونزا، كالحمّى و القشعريرةِ و الآلامِ العضليةِ و ألمِ البُلعومِ وسيلانِ الأنف.
تناولْ كلَّ كبسولةٍ مع كوبٍ كبيرٍ من الماء.
إن كان الدواءُ بشكلِ معلّقٍ (سائل)، يُنصَح بخضِّ المحتوياتِ جيداً قبل قياسِ الجرعةِ التي سيتم تناولُها، يُفضَّل استخدامُ الملاعقِ أو الأكوابِ المدرّجةِ المخصَّصةِ لقياس الجرعاتِ للقيام بذلك.
في حالِ مواجهةِ صعوبةٍ بابتلاعِ الكبسولات، من الممكن فكُّ الكبسولةِ و نثرُ حُبيباتِ الدواءِ على سائلٍ لزجٍ كسائل الشوكولا أو المربّى و من ثَمَّ يُحَلُّ المزيجُ بالماء و يُشرب. يُنصح باستشارة الصيدلانيِّ قبل القيامِ بذلك في حال كان المريضُ أصغرَ من سنِّ ١٣ عاماً أو يزن أقلَّ من ٤٠ كيلوغراماً.
يمكن تناولُ التاميفلو مع الطعامِ أو الحليبِ في حال تسبَّبَ سابقًا بإزعاج أو آلامٍ مَعِدِيّة.
لعلاج أعراضِ الإنفلونزا: تناولْ دواءَ التاميفلو كلَّ ١٢ ساعةً لمدةِ ٥ أيام.
للوقايةِ من أعراضِ الإنفلونزا: تناولْ دواءَ التاميفلو كلَّ ٢٤ ساعةً لمدة ١٠ أيام.
و يجب التأكيدُ على الالتزامِ بتناول الدواءِ للمدةِ التي وصفَها الطبيبُ، حيث أنّ تحسّنَ الأعراضِ أو زوالَها لا يعني الشفاءَ، و يجب الاستمرارُ بتناول الدواءِ طوالَ المدّةِ الموصوفة.
في حالِ عدمِ تحسنِ الأعراضِ يجب مراجعةُ الطبيب.
احفظْ كبسولاتِ الدواءِ بحرارة الغرفةِ بعيداً عن الحرِّ و الرطوبة.
احفظْ معلّقَ الدواءِ السائلِ في البراد وليس الثلاجة (مجمّدة الطعام/الفريزر).
يمكن حفظُه أيضًا في غرفةٍ باردةٍ لمدة ١٠ أيام.
تخلّصْ من المعلّقِ السائلِ في حال عدمِ الاستعمالِ لـ١٧ يوماً أو أكثر.
كيفية تناولِ التاميفلو حسب دليلِ الأدويةِ السوري:
لمعالجةِ الإنفلونزا لدى البالغين: الجرعةُ المطلوبةُ هي كبسولةٌ واحدةٌ فئة 75 ملغ من دواء تاميفلو، مرتين في اليوم لمدة 5 أيام متتالية.
ليس من الضروريِّ تناولُه مع الطعام، لكن في بعض الحالاتِ، صرّح المصابون أنّ تناولَه مع بعض الخبزِ أو طعامٍ مماثلٍ أنسبُ لهم.
يجب بدءُ العلاجِ خلال يومين اثنين من ظهور أعراضِ الإنفلونزا، لكن تذكّرْ، كلما أسرعتَ في تناولِ الدواءِ، حصلْتَ على نتائجَ أفضل.
للوقاية أو لتفادي الإصابةِ بالإنفلونزا لدى البالغين (أي إذا كنت تعيش أو تعمل مع زملاءٍ يعانون من الإنفلونزا، وتزيد لديك بالتالي نسبةُ الإصابة بهذا المرض شديدِ العدوى، من أفراد العائلة الذين تعيش معهم، إلى محيطِ المكتب، خلال أداءِ فريضةِ الحج، الخ…) تناولْ كبسولةً واحدةً من دواء تاميفلو فئة 75 ملغ مرةً واحدةً في اليوم طالما أنك على اتصالٍ قريبٍ من المصابين بالإنفلونزا.
مقالات ذات صلة:
هنا
هنا
هنا
هنا
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا