الآداب السلطانية - ابن المقفع
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> الفلسفة السياسية
إن معظم الآداب السلطانية في الفكر العربي خلال العصر العباسي منقولة عن الثقافة الفارسية وذلك لسببين:
• أولهما أن العصر العباسي شهد انفتاحاً أكبر على الثقافات الأخرى، ولاسيما أن المجتمع الفارسي ودولته اندمجا في المجتمع العربي.
• وثانياً أن المجتمع العربي كان يتطور بالاتجاه نفسه الذي تطور نحوه من قبل المجتمع الفارسي: من دولة الدعوة إلى دولة السلطان. مع الإشارة إلى أن الدولة في التراث الساساني الفارسي هي دولة الفرد السلطان.
فجاء هذا النمط من الأدب ليعكس هذا التطور الجديد وليتم توظيفه كأداة إيديولوجية. فالتحديات السياسية التي واجهت الحكم الأموي ثم العباسي والمتمثلة في اتساع رقعة الخارجين على السلطة ثم جهود النظام العباسي في ترسيخ السلطة، فرضت الاستعانة بنوعية من الكتاب المثقفين ثقافة سياسية واسعة، وكان من أبرزهم ابن المقفع الذي استطاع أن يثبت حضوراً سياسياً متميزاً وكان من أهم أدواته توظيف التراث الفارسي ووضعه في خدمة الحكم، ومن أشهر مؤلفاته السلطانية رسالة الصحابة أو رسالة في الصحابة، والمقصود بالصحابة: صحابة السلطان أي تتناول بطانته ومن يستعين بهم في حكمه. وجاءت على شكل تقرير وجهه إلى الخليفة المنصور عن الأوضاع العامة في الدولة، ونصائح له في كيفية تسيير شؤون الحكم.
فمن هو ابن المقفع؟ هذا ما سنورده في الجزء الثاني.
------ يتبع
المراجع:
- تاريخ الأدب العربي،العصر العباسي الأول، شوقي الضيف، الطبعة السادسة عشرة، دار المعارف
2- قراءات ومراجعات نقدية في التاريخ الإسلامي، فاروق عمر فوزي، 2007
3- نقد العقل العربي (3)، العقل السياسي العربي، محدداته وتجلياته، محمد عابد الجابري مركز دراسات الوحدة العربية،
4- الطاعة السياسية في الفكر الإسلامي، هاني عبادي محمد سيف، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، الولايات المتحدة الأمريكية، الطبعة الأولى، 2014