ماذا يحدث حين يصب الآباء جام غضبهم على أبنائهم بغاية " التأديب" ؟
علم النفس >>>> الأطفال والمراهقين
وجدت دراسة جديدة في جامعة بطرسبيرغ أن استخدام الآباء للألفاظ القاسية مع أطفالهم في عمر 13 مرتبط بزيادة المشاكل السلوكية وظهور أعراض الاكتئاب لديهم في عمر 13 و 14، وكلما تكررت هذه الأساليب، تزيد معاناة الأبناء من هذه المشاكل. الأكثر من ذلك هو أن الآباء يزيدون من استخدام هذه الأساليب عندما يلاحظون ظهور المشاكل السلوكية لدى الأبناء، مما يضع الطرفين في حلقة مفرغة.
تشرح نتائج هذه الدراسة السبب وراء عدم إنصات الأبناء لآبائهم مهما قاموا بتوبيخهم، فبالإضافة إلى كون هذه الأساليب غير فعالة في معالجة مشاكل السلوك؛ فهي تزيدها أيضا. لذا فإن على الآباء الراغبين بالتأثير على سلوك أبنائهم أن يتحدثوا إليهم بما يتناسب مع مستوى تفكيرهم وأن يشرحوا لهم المخاوف والأسباب.
حلّلت هذه الدراسة المعلومات حول 976 عائلة أمريكية، وسُئل الآباء حول مدى تكرار استخدامهم للألفاظ القاسية مع أبنائهم في السنة الفائتة، وتضمن ذلك استخدام التوبيخ والصراخ والتهديد واللعن والشتائم، ومنادتهم بأسماء كـ"أحمق" أو "كسول"، وأقرّ ما يقارب من نصف الآباء أنهم لجؤوا إلى هذه الأساليب في العام المنصرم. كما وبقيت هذه العلاقة بين السلوك والتوبيخ قائمة حتى بعد أن أخذ الباحثون الوضع الاقتصادي والاجتماعي وأساليب العقاب البدني بعين الاعتبار. وحتى إن كان الأبوين يظهران الدعم العاطفي والاهتمام تجاه أبنائهم؛ فإن استخدام أسلوب الألفاظ القاسية معهم يبقى ذو أثر ضار على سلوكهم.
يفسر المراهق استخدام أبويه للألفاظ القاسية على أنه دلالة على الرفض أو الاحتقار، وتفسير كهذا سيولد لدى الأبناء نظرة عدوانية لعلاقتهم بآبائهم، ونظرة سلبية لأنفسهم، وقدرة منخفضة على التحكم بالنفس.
يرى Dr. Jefry Biehler من مشفى ميامي للأطفال أن النتائج تؤيد أن استخدام لغة مهينة ومؤذية للطفل ليست أسلوبا تأديبيا مفضلا، ويرى أن النتائج مثيرة للاهتمام ويجب دراستها على مدى أبعد.
يقول القائمون على هذه الدراسة أنها اعتمدت على تقارير ذاتية من الآباء على استخدامهم الأساليب اللفظية القاسية، وعلى تقارير ذاتية من الأبناء على مشاكلهم السلوكية، مما يعني أن إجابات الطرفين قد لا تكون دقيقة تماما بسبب رغبتهم في إعطاء إجابات " مقبولة اجتماعيا"، ولكنهم يرون أيضا أن النتائج ستدعم العلاقة المستنتجة بشكل أقوى إن كانت الإجابات أكثر صدقا.
المصدر:
هنا