أحافير مغربية ودليل على الظهور الأول للإنسان العاقل
البيولوجيا والتطوّر >>>> التطور
ويُعرَفُ موقعُ جبل إيغود الأثريِّ منذ ستينياتِ القرن الماضي باحتوائه على أحافير بشرية وأدوات من صنع إنسان العصر الحجري المتوسط، ولكن العمر الجيولوجي لتلك الآثار لم يُحَدَّد من قبل.
وأدت عمليات التنقيب الحالية - التي يقودها (جان جاك يوبلان) من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في مدينة لايبزغ-ألمانيا وعبد الواحد بن ناصر من المعهد الوطني للآثار والتراث في الرباط-المغرب - إلى العثور على 16 أحفورةٍ للنوع Homo Sapiens مع ادوات حجرية وعظام حيوانات، وتتألف الأحافير هذه من جماجم وأسنان وعظام طويلة لخمسة أفراد على الأقل.
وأدت عملية الكشف بواسطة تقنية التألق الحراري (Thermoluminescence)* إلى تقدير عمر الأحافير بحوالي 300،000 سنة، وهو تاريخ أبعد بمئة ألف سنة من أقدم أحافير للإنسان العاقل التي عُثر عليها سابقاً.
الغزلان مصدر لغذاء الأسلاف:
عملت (ستيل) على غَربلة مئات العظام التي عُثر عليها لمعرفة أي حيوانات كان الإنسان يتغذى عليها، فوجدت أنَّ معظم العظام الحيوانية كانت للغزلان، وما تبقى يعود لحيوانات أخرى مثل الثَيْتَل الأفريقي (جنس برّي من فصيلة البقريات) وحمار الوحش والجاموس والشَيْهَم (حيوان قارض شائك) والأرانب البرية والسلاحف ورخويات المياه العذبة والثعابين وبيوض النعام. إذ أنَّ أسلافنا كانوا "مغرمين بصيد الطرائد" كما تقول (ستيل). وتدل الشقوق والكسور على العظام الطويلة على أن البشر كانوا يكسرون العظام ربما ليتغذوا على نخاعها، حسب رأي (ستيل).
Image: Teresa Steele/UC Davis photo
عظم فك غزال من بين الأحافير المكتشفة في جبل إيغود في المغرب
وتقول (ستيل) أن هذه الأحافير تدعم الفكرة القائلة بأن العصر الحجري الوسيط بدأ قبل 300،000 سنة مضت، وإنَّ تغيرات هامة في بيولوجية وسلوك الإنسان الحديث في معظم أفريقيا منذ ذلك الحين، إذ تشير إلى أنَّ ما وجدوه في موقع جبل إيغود يؤكد على أن لشمال أفريقيا دور في تطور الإنسان الحديث.
* تقنية تحديد العمر بواسطة التألق الحراري (Thermoluminescence): تقنية تعتمد على تحليل الضوء المتحرر من العينات البلورية (كالعينات المعدنية والخزفية) عند تسخينها، وتستخدم هذه التقنية عادةً في الجيولوجيا والتعدين، ولكن استخدمت مؤخراً بشكل متزايد في تحديد عمر العينات الأنثروبولوجية والآثارية أيضاً.
المصادر:
1 - هنا
2 - هنا