مرحباً أمي... أنا هنا 3>
الطب >>>> مقالات طبية
تبدأ الأم بالشعور بحركات الجنين كما لو كانت تشنجاتٍ أو ارتعاشاتٍ عضليةٍ خفيفةٍ بين الأسبوعين 16-25 من الحمل، أما في الحمول التالية فقد تشعر بها في وقتٍ أقربَ من ذلك (في الأسبوع 13 في بعض الأحيان)، وقد تجد الأم نفسَها تشعرُ بهذه الحركات في أوضاعٍ معينةٍ دون الأخرى كالجلوس أو الاستلقاء في السرير.
يَصعبُ في البداية تمييزُ حركة الجنين عن غازات البطن أو آلام البطن بسبب الجوع أو أي شيءٍ في نفس المنطقة، ولكن في المرّات التالية التي يتحرك فيها الجنين يصبحُ بإمكان الأمِّ تمييزُ حركة الجنين عن غيرها، وعند دخول الأم في الثلث الثاني والثالث من الحمل يصبحُ بإمكانها أن تميّز بوضوحٍ ركلاتِ جنينها ولكماتِه وحركاتِه الأخرى التي يقوم بها.
تتساءل الكثيرُ من الأمهات خاصةً اللواتي يحملن للمرة الأولى عن مدى شعورهنَّ بحركاتِ الجنين وعن عدد مرّات حركته. يجب أن تعلمي عزيزتي الأم أنه في بداية فترة الحمل ستشعرين بتشنجاتٍ بسيطةٍ ولكنها غيرُ كافيةٍ لتمييز حركة الجنين. مع نمو جنينك داخلك ومع اقترابك من نهاية الثلث الثاني من الحمل تصبح ركلاتُ الجنين وضرباتُه أقوى وأكثرَ حدوثاً، حيث تشير الدراسات أنَّ الجنينَ يتحرك خلالَ الأشهر الثلاثِ الأخيرةِ من الحمل بمعدّل 30 حركةً في الساعة الواحدة.
يميلُ الجنين عادةً للتحرك في أوقاتٍ معينةٍ تختلفُ من أمٍّ لأخرى وتختلفُ بين فتراتِ الراحة والجهد، ولكنَّ معظمَ الأجنّة يتحركون بين الساعة التاسعة مساءً والواحدةِ بعدَ منتصف الليل عند اقتراب موعد النوم. هذه الحركةُ في هذا الوقت بالتحديد قد تكون بسبب انخفاضِ تركيزِ السكر في الدم عندَ نهاية اليوم. يميل الجنينُ أيضاً للاستجابة للأصوات أو اللمسات من قبل الوالدين، وقد يشعرُ زوجُك بهذه الركلات في الفراش أثناءَ الليل إن كنتِ قريبةً منهُ كفايةً.
كما ذكرنا سابقاً فإنَّ حركةَ الجنين قد تُدخل الطمأنينة في نفس الأم بأن جنينها بصحةٍ وينمو يوماً بعد آخر، وبالرغم من عدم وجود أيِّ دليلٍ علميٍّ يدعمُ هذا الكلام، إلا أنَّ بعض الأطباء ينصحون الأمَّ الحاملَ بمراقبة حركة جنينها للتأكد من أنها حركاتٌ للطفل وليست شيئاً آخرَ (عادةً ما يتمُّ التأكدُ أنَّ ما تشعر به الأم هو حركة الجنين في الأسبوع 28)، لذا كان من الضروري مراجعة طبيبك الخاص للفحص وأخذ النصيحة بشكلٍ دوريٍّ.
إن كنتِ تبغين عدَّ حركاتِ جنينك فقد تجدين أنه من المفيد إجراءُ مخططٍ لهذه الحركات، مما يساعدك ويساعد طبيبك في تتبّعِ حركةِ الجنين خلال هذه الفترة. وللبدء بذلك اختاري الوقتَ الذي يكون فيه طفلك نشيطاً وعادةً ما يكون هذا الوقت بعد تناول الطعام، ثمَّ خذي وضعيةً تشعرك بالراحة سواءً بالجلوس أو الاستلقاء على جنبك وابدئي بالعدِّ لمدة ساعتين. يجب عليك أن تشعري بما يقارب العشرَ حركاتٍ لجنينك خلال هاتين الساعتين*. إن لم تشعري بأنَّ جنينك قد تحرك 10 مرات خلال هذه المدة فحاولي مرةً أخرى في وقت آخر، وإن لم تشعري بالحركات العشر لاحقاً خلال ساعتين من الزمن أو شعرت بأنَّ جنينك أقلُّ نشاطاً من المعتاد فيجب عليك مراجعة طبيبك على الفور لكي يقوم بفحصك وفحص جنينك بشكلٍ كاملٍ.
ولا داعي للذعر إن كنت قد وصلت للأسبوع الخامس والعشرين ولم تشعري بعدُ بحركاتِ جنينك أو إذا كنت غيرَ متأكّدةٍ مما تشعرين به، فبعضُ الأطفال يتحرّكون بشكلٍ أقلَّ من الآخرين. مع مرور الوقت ستبدئين بتمييز حركات طفلك جيداً ومعرفتها. كما أن قلّةَ حركات الجنين قد يكون لها عدّةُ أسبابٍ منها وبشكلٍ بسيطٍ هو نوم جنينك كما أنك قد تشعرين بنقصانِ تلك الحركات بعد الأسبوع 32 من الحمل بسبب عدمِ توفّر مساحةٍ كافيةٍ للتحرك، فجسدُه قد نما حتى شغلَ معظمَ المساحة داخلَ رحمك، ولكنَّ هذا لا يمنعُ من مراجعتك طبيبك في أيِّ مرحلةٍ مما ذُكِر للتأكد من أنَّ كلَ شيءٍ على ما يرام.
ما يهمك الآن وما تتساءلين عنه هو حركةُ الجنين في كلِّ أسبوعٍ وما ستشعرين به، لذا سنقدم لك جدولاً زمنياً قد يساعدك على تتبّع جنينك والاقتراب منه أكثر:
عادة ما يبدأ الجنين بالحركة في الأسبوع 12 ولكنك لن تشعري بأيِّ شيءٍ؛ لأنه مازال صغيراً جداً.
بحلول الأسبوع 16 تبدأ بعض الأمهات بالشعور ببعض التشنجات الخفيفة التي قد تكون نتيجةً لحركةِ الجنين أو قد تكون بسبب الغازات في البطن.
بحلول الأسبوع 20 من الحمل تبدئين بتمييز ركلات جنينك بشكلٍ أكبرَ من السابق.
في الأسبوع 24 تبدأ حركات جنينك بأخذِ طابعٍ ثابتٍ في أوقاتَ معينةٍ من اليوم، وفي هذه المرحلة قد تشعرين ببعض التشنجات الخفيفة عندما يصاب جنينك بالفواق (الحازوقة).
في الأسبوع 28 ستجدين أنَّ جنينك يتحرك كثيراً وفي كثيرٍ من الأوقات. بعض هذه الركلات والتحركات قد تدفعك لحبس أنفاسك.
بحلول الأسبوع 36 سيكون رحمك قد امتلأ تقريباً بسبب نموِّ جنينك، عندها ستشعرين أنَّ حركاتِه قد أصبحت أقلَّ بشكلٍ بسيطٍ. ومع ذلك يجب عليك مراجعة طبيبك الخاص عند شعورك بأيِّ تغيرٍ في عادات جنينك أو نمطِ تحرّكاته اليوميِّ المعتادِ.
الحاشية:
تختلف الطرق في مراقبة تحركات الجنين ولكنَّ ما توصي به الكلّية الأمريكية لطبِّ النساء والتوليد هو عدُّ حركاتِ الجنين خلالَ مدةٍّ زمنيةٍ هي ساعتان بعد أخذ وضعيةٍ مريحةٍ.
المصدر:
هنا