الوزن الصحي والوزن السعيد
الغذاء والتغذية >>>> الوزن واللياقة
لنبدأ مع سؤال آخر أولاً، هل تُعتَبَرُ زيادةُ الوزنِ أمراً غيرَ صحّي دائماً؟
من الطبيعي أن نكون مقتنعينَ بأن زيادةَ الوزنِ أمرٌ غيرُ صّحّي، فاكتساب وزنٍ يُعادل 30 باونداً (أي ما يُعادل 13.5 كغ) عن الوزن الأصلي لأي شخص تؤدي إلى زيادةِ احتمال وفاتِهِ المبكّرِة مقارنةً بالأشخاص ذوي الوزنِ الطّبيعيّ، فضلاً عن زيادةِ احتمال الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم والخرف وبعض أنواعِ السرطانات. لكن بعض الدراسات قد قدّمت طروحاتٍ مختلفة عمّا سبق، "فالوزنَ السّعيد" ليسَ بالضّرورةِ "وزناً صحياًّ".. إذ لا يكفي أن تكون سعيداً بوزنك كي تعتبره صحياً فعلاً.
ما هو الحلُّ إذاً؟
عليكَ بالخطواتِ الثّلاثِ التالية الّتي ستؤدّي إلى تغييرِ مسارِ اللّعبة:
1.معرفةُ مؤشّرِ كتلةِ الجسمِ الخاصّ بك Body mass index أو الـ BMI، وقياسِ محيطِ الخصر:
يستندُ مؤشّرُ كتلةِ الجسمِ على الطّولِ والوزن، وهو وسيلةٌ جيّدةٌ لتقديرِ كمّيّةِ الدّهونِ الموجودةِ في الجسم، وقياسِ احتمالاتِ الإصابةِ بالأمراض، لكنّها ليست وسيلةً مضمونة. فإذا كانتِ الكتلةُ العضليّةُ لديكَ كبيرة، لن يكون مؤشر كتلةِ الجسم دليلاً على الدهون التي تمتلكها، وينطبق الأمر ذاتُهُ على كبار السن ذوي الكتلةِ العضليةِ القليلة. وبالتّالي، فإنَّ مؤشّرَ كتلةِ الجسمِ هو مجرّدُ مقياسٍ تقريبيٍّ للرّبطِ بين الوزنِ والصّحّة.
من ناحيةٍ أخرى، يمكنُ أن يعطيَ محيطُ الخصرَ تصوّراً أفضلَ عن حالتكَ الصّحّية، وخاصّةً في حالِ وجودِ كتلةٍ عضليّةٍ كبيرة، فيمكنُ ببساطةٍ قياسُ محيطِ الخصرِ باستخدامِ شريطٍ للقياس، وفي حالِ كانَ حجمُ الخصرِ أكثرَ من 35 بوصة (73.5 سم) للمرأةِ أو 40 بوصة (98 سم) للرّجل، فهذا يعني أنّ الوقت قدْ حانَ لاتّخاذِ بعضِ الإجراءات.
2. انسَ أمرَ الوزنِ المثاليّ:
الوزن المثالي.. كلمتان تثيران الكثير من القلب، إذ يصعبُ في كثيرٍ منَ الأحيان الوصول إلى هذا الوزن. وفي الحقيقة، يعتبر فقدانُ الوزنِ بحدِّ ذاتِه، وَلو كانَ بكمّياتً صغيرة، أمراً صحّيّاً ويعود بفوائد كثيرةٍ على الجسم. وبدل التّركيزِ على موضوعِ الوزنِ المثاليّ، يجبُ أن يكونَ تخفيضُ الوزنِ لأهداف صحي هوَ الغاية الأساسيّة، خاصةً وأن 7-10% فقط من الوزن المفقود تُحدِثُ أثراً كبيراً في عمليّةِ الاستقلاب، ومع زيادة معدّلاتِهِ تصبحُ خسارةُ المزيد من الوزن أسهلَ بكثير، فضلاً عن الآثار طويلةِ الأمد لهذه التغييرات.
3. لم يَفُتِ الأوانُ بعد..
كلما تقدّمَ الإنسانُ في العمر، تقلّصت الكتلةُ العضليّةُ لديه بشكلٍ أكبر، لكنّ زيادةَ كتلةِ العضلاتِ الهزيلةِ والحفاظِ على نسبةٍ منخفضةٍ منَ الدّهونِ في الجسمِ ليست أمراً مستحيلاً حتّى عندَ بلوغِ الثّمانيناتِ من العمر، ومن شأن ذلك أن يزيد من التوازنِ والاستقرارِ ويحسّن الحالة الصّحّيةَ العامّة، ويخفّضِ خطرَ الإصابةِ بالكسورِ العظميّة.
المصدر:
هنا