الإرضاع الطبيعي والتّصلب اللويحي المتعدّد.. هل يوجد رابط بينهما؟؟
الطب >>>> مقالات طبية
كنا قد تحدّثنا عن التّصلب اللويحي المتعدّد في مقال سابق لنا تجدونه في موقعنا على الرابط:
هنا
تقول الطبيبة آنيت Annette Langer-Gould أنّ الأمهات اللواتي أرضعن 15 شهراً أو أكثر على مدار حمل واحد أو أكثر كان احتمال حدوث التّصلب اللويحي لديهنّ أقلّ من الأمهات اللواتي لم يُرضعن أبداً أو أرضعن لمدة لا تتجاوز الأربعة أشهر؛ وكذلك فالنّساء المصابات بالتّصلب اللويحي المتعدّد كنّ أقلّ تعرضاً للانتكاسات أو الهجمات أثناء الحمل وأثناء الإرضاع خاصّةً.
أُجريَتِ الدراسة على عدد من النّساء اللواتي قُسِّمْنَ إلى مجموعتين؛ وتضمنّت الأولى 397 امرأة جرى تشخصيهنَّ حديثاً بالتّصلب اللويحي أو لديهن بداية أعراض للمرض وهو ما يسمى متلازمة العزل السريري clinically isolated syndrome بمتوسط عمر بلغ 37 سنة، وتضمنّت المجموعة الثانية 433 امرأة بالمواصفات نفسها ومتوسط العمر السابق ذاته. وسُبِرَ استبيان بين هؤلاء النّسوة شخصيّاً، سُئلنَ فيه عن الحمل والإرضاع واستعمال حبوب منع الحمل وعوامل أخرى.
وكانت إحدى نتائج هذه الدراسة أنّ نسبة حدوث التّصلب اللويحي عند النّساء اللواتي قمن بالإرضاع الطبيعي على نحو تراكمي لطفل أو أكثر ولمدة 15 شهراً فما فوق؛ كانت أقل بـ 53% من النساء اللواتي لم يُرضعن أبداً أو اللواتي أرضعن لمدة لا تتجاوز 4 أشهر. وكان عدد النساء اللواتي أرضعن 15 شهراً أو أكثر 85 امرأة سليمة صحياًّ، مقابل 44 امرأة مصابة بالتّصلب اللويحي. بينما كان عدد النّساء اللواتي أرضعن أقلّ من 4 أشهر أو لم يرضعن أبداً 110 امرأة سليمة مقابل 118 امرأة مصابة بالتّصلب اللويحي.
ومن النتائج الأخرى التي أوضحتها الدراسة أنّ النساء اللواتي ابتدأن بالدورة الشهرية بعمر 15 سنة أو أكبر كانت نسبة حدوث التّصلب اللويحي لديهن وتطوّره أقل بنسبة 44% من اللواتي ابتدأنها بعمر 11 سنة أو أصغر بأرقام وصلت إلى 44 امرأة سليمة ابتدأت بالدورة الشهرية بعمر أكبر من 15 سنة، مقابل 27 امرأة مصابة بالـ MS. وكانت الأرقام على الجهة الأخرى هي 120 امرأة سليمة مقابل 131 امرأة مصابة بالـ MS ابتدأن الدورة الشهرية بعمر 11 عاماً أو أقل.
"اعتقد كثير من الباحثين بوجود دورٍ للهرمونات الجنسيّة في هذا الأمر، ولكنّنا افترضنا أن نقصاً في عملية الإباضة قد يكون له دور مهم، لذا أردنا معرفة إن كان لإطالة زمن الإرضاع أو لنقص عدد سنين الإباضة لدى الأنثى دورٌ في حدوث التّصلب اللويحي"، هذا ما أعربت عنه الطبيبة آنيت إحدى القائمين على هذه الدراسة؛ لتتوصل مع الفريق المشارك إلى أن عدد سنين الإباضة أو العوامل التي تؤثر بهذا الأمر كعدد مرات الحمل أو استعمال مانعات الحمل الهرمونية لم يكن لها أي تأثير في تطور التّصلب اللويحي. كما أشارت د. آنيت إلى أن هذه الدراسة لا تثبت أنّ الإرضاع الطبيعي مسؤول على نحوٍ رئيس عن تناقص خطورة الإصابة بالتصلب اللويحي، وإنما له دور في ذلك، كما أشارت إلى أهمية هذه الدراسة التي تُظهر فائدة أخرى للإرضاع الطبيعي تضاف إلى فوائد ودراسات سابقة أشارت إلى أهميته في تقليل خطورة الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض والسكري من النمط الثاني؛ بالإضافة إلى تقليل خطورة الإصابة بالنوبات القلبية.
وإحدى النقاط التي تُعدُّ نقطة ضعف في هذه الدراسة أنّ النساء سُئِلن عن أمور حدثت منذ مدة طويلة، الأمر الذي يجب التوقف عنده لأنهن قد لا يتذكرن هذه المعلومات بدقة، وخصوصاً الأمور التي تتعلق بمدة الإرضاع وفتراتها القصيرة.
وفي النهاية تؤكد د. آنيت أن هذه الدراسة تقدم دليلاً جديداً على ضرورة دعم الأمهات القادرات على إرضاع أطفالهن بصورة طبيعية، ممّا له فوائد كثيرة للأم والطفل معاً، وتقليل حدوث التصلب اللويحي هو أحد هذه الأمور.
تعد هذه الدراسة مبدئية ولا تزال بحاجة للمزيد من التأكيد قبل اعتماد نتائجها من قبل المجتمع العلمي؛ ولكنها تعد خطوة إلى الأمام لفهم آلية هذا المرض، وربما علاجه مستقبلاً.
المصادر:
1 - هنا
2 - هنا