ما هو مصدر أخطر أنواع البكتريا؟
الطب >>>> مقالات طبية
هنا يجب طرح سؤال، من أين تأتي هذه البَكتريا التي تزيد المريض مرضاً بعد أن يدخل المستشفى؟
البحث عن مصدر هذه البَكتريا في المستشفياتِ التي تعج بالبَكتريا ويزورها مئاتُ المرضى المحملون أيضاً بالبَكتريا أمرٌ صعبٌ للغاية؛ لذلك قرّر الباحثون دراسةَ البكتريا في مستشفىً مبنيٍّ حديثاً، أي دراسة البكتريا فيه قبل أن يدخله أي مريضٍ على الإطلاق ومن ثم أخذ عيناتٍ من المرضى القادمين، فوقع الاختيارُ على مسشتفىً جديدٍ تابعٍ لجامعة إليونز، حيث تمّ تنظيفه وتعقيمه كاملاً قبلَ دخول أي مريضٍ إليه، وحددت كذلك أماكن تواجد الأطباء والممارضات وباقي الكادر الطبي والخدمي، فضلاً عن المرضى وزوارهم؛ وبالطبع لم تكن العملية سهلةً بتاتا بل احتاجت إلى جهدٍ كبير ومتواصل.
رغم كل هذا، لم يبقَ المستشفى على حاله؛ فمنذ اليوم الأول ارتفعت أعداد البكتريا على الطاولات والحواسيب وغيرها (العقديات والعنقوديات والوتديات) وهذه الأنواع مسؤولةٌ عن أمراض مختلفة كالدفتيريا وذات الرئة (التهاب الرئة) وكذلك البكتريا المقاومة للميتيسلين Methicillin (وهو صادٌّ حيويٌّ نستعمله لعلاج بعض الانتانات، والبكتريا المقاومة له صعبة العلاج) وهذا يضع المرضى ضَعِيفِيْ المناعةِ في موقفٍ لا يحسدون عليه.
أخذ الباحثون ما يزيد على 6500 عينةً من جلد وملابس الأطباء والممرضات وباقي الكادر الطبي فضلاً عن المرضى ، وذلك خلال 365 يوماً، ثم تمتْ مقارنةُ البكتريا التي كان المريضُ يحملها عند دخوله المشفى بتلك عند تخريجه، فتبين لهم أنّ حوافَّ الأسرّةِ شكلت المأوى للبكتريا التي يحملها المريض عند دخوله المشفى، والتي تنتقل إلى المريض التالي الذي يستعملُ هذا السّرير –إلا إذا عُقّم بشكلٍ كامل-، وبحسب مركز مكافحة الأمراض CDC من بين كل 25 مريض يدخلُ المشفى يصابُ مريضٌ واحد بأحدِ الإنتانات المشفوية (المكتسبة في المشفى).
ومن ضمن 252 مريض تمتْ دراستهم، وُجِد أن 25 مريضاً أصيبوا بالإنتانات المشفوية، والبكتريا التي سببت ذلك لا تشابهُ تلك الموجودة على ملابس الأطباء والطّاقم العاملُ بالمستشفى، مما يدفع إلى الظن أن سببها هو البَكتريا التي جلبها المريض معه.
هذه النتيجة ستغيّرُ على نحوٍ كبيرٍ من طريقةِ تفكير الأطباء والجهات الطبية حول العالم؛ فعوضاً عن النظر إلى البكتريا الموجودة في المستشفى على أنها الأخطر، فقد تكون البكتريا الموجودة خارج المشفى وبين الناس تشكل التحدي نفسه.
وفي حال كان هذا صحيحاً، فيجب علينا أن نحول مواردنا إلى جهةٍ أخرى، فبدلاً من بذل جهودٍ كبيرةً في زيادة التعقيم داخل المشافي (وهو ما تقوم به الكثير من المشافي بشكلٍ جيد) فعلينا معالجة المرضى من البَكتريا قبل أن يبدؤوا إقامتهم في المستشفى.
المصدر:
هنا