العدلات Neutrophil هو نوعٌ معيّنٌ من خلايا الدّمِ البيضاءِ (خلية مناعية) التي تلعبُ دوراً مهماً كخطِّ الدّفاع الأوّلِ للجسمِ، تمتازُ هذه الخلايا بنواةٍ مفصصة (3-5 فصوص)، العدلاتُ عادةً ما تشكّلُ حواليَ نصفِ إلى ثلثي جميعِ خلايا الدّمِ البيضاءِ الموجودةِ بالدّمِ حيثُ تدورُ هذه الخلايا بالدّمِ لمدةٍ لا تتجاوزُ اليومَ الواحدَ ثم تدخلُ للأنسجةِ المجاورةِ وتبقى فيها من يومٍ إلى يومين، الشيءُ المميّزُ بهذه الخلايا الذي يجعُلها من أهمِّ مكوناتِ الجهازِ المناعيِّ الطّبيعيّ هو قدرتُها على بلع الباكتريا في الأنسجةِ بعمليةٍ تُدعى البلعمة والقضاءُ على البكتريا باستخدام حبيباتِها التي تحتوي على مختلف المواد المؤكسجة والأنزيمات التي تدمر الباكتريا.
ماهو نقص العدلات Neutropenia ؟
=< إن الحد الأدنى من العدلات عند البالغين هو 1500 من العدلات لكل ميكروليتر من الدم ويعتبر أيّ انخفاض تحت هذه القيمة قلة عدلات.
مرض قلة العدلات Neutropenia غالباً ما يصيبُ مرضى السرطان الذين يتلقونَ العلاجَ الكيميائيّ أو غيره من العلاجات التي يمكن أن تؤدي مباشرةً لانخفاضٍ مؤقتٍ في أعداد خلايا الدم البيضاء.
ماهي "حمّى نقص العدلات" ؟
يشيرُ هذا المصطلحُ إلى ظهور الحمّى عند مريضٍ يعاني من نقصٍ شديدٍ في العدلاتِ وإنّ انخفاضَ عددِ هذه الخلايا يحمل خطرَ اختراقِ البَكتريا للجسمِ والتي قد تدخلُ على سبيل المثال من خلالِ الأغشية المخاطيةِ، حيث لا يتمُّ الدّفاعُ عن الجسم على نحوٍ مناسبٍ، وبالتّالي تتوفرُ ظروفٌ أكثرُ ملائمةً لتكاثرها داخلَ الجسمِ، بجميعِ الأحوالِ يمكننا القولُ إنّ انخفاضَ عدد العدلاتِ ينطوي على زيادةِ خطرِ الإصابة بالعدوى، كما قد تكونُ شدةُ عدوىً معينةٍ أعلى من المعتادِ أيضاً لذلك يكون من أكثرِ الأشياءِ أهميةً للمرضى الذينَ يخضعونَ للعلاجِ الكيميائيّ في حالِ ظهورِ حمّى هو أخذُ الأمر على محملِ الجدِّ حيث ينبغي النظرُ للموضوعِ على أنه حالةٌ طبيةٌ مستعجلةٌ وإخبارُ الطبيبِ بذلك فوراً، والسببُ هو أنّ العدوى المرتبطةَ بقلةِ العدلاتِ يمكنُ أن تكونَ خطيرةً للغاية، وأن تتطورَ بسرعةٍ مؤديةٍ إلى مضاعفاتِ قد تكون خطيرةً.

أعراض المرض:
انخفاضُ عددِ العدلاتِ بالدّمِ بحدّ ذاتِه لا يسبّبُ أيةَ أعراضٍ، ففي بعضِ الحالات، يعلمُ النّاسُ بمرضهم بعدَ إجراءِ فحصِ دَمٍ لسببٍ آخرَ، ولذلك تكونُ الأعراضُ هي أعراضُ العدوى النّاتجةُ عن قلةِ العدلاتِ وأهمها الحمّى أو أعراضٌ متعلقةٌ بمُسبّب قلةِ العدلاتِ نفسِه.
يمكن أن تحدثَ الالتهاباتُ كمضاعفاتٍ للمرضِ حيثُ تحدثُ في معظمِ الأحيانِ في الأغشيةِ المُخاطيةِ (داخلَ الفمِ والجلدِ).
يمكنُ أن تظهرَ هذه الإلتهاباتُ على شكلِ قرحة معدةِ، خراجاتٍ، طفحٍ جلديٍّ، أو جروحٍ تستغرقُ وقتا طويلا للشفاء، كما تعتبر الحُمّى أحدَ الأعراضِ الشائعة للعدوى.
أسباب المرض
غالباً ما تنطوي قلة العدلات على أحد الأسباب الآتية:
مشكلةٌ في إنتاجِ العدلاتِ في نقي العظم (قد يكون خللاً ولاديّاً، أو بسبب اللوكيميا، أو حتى بسببِ التعرض للأشعة)
تدمير العدلات خارج نقي العظام
عدوى
نقص التغذية
كما يمكن لبعضِ الأمراض الالتهابية أو أمراضِ المناعةِ الذاتية أن تسببَ قلةَ العدلاتِ (مثلاً مرض كرون Crohn's disease أو التهابَ المفاصلِ الرثياني Rheumatoid arthritis)، وعندَ بعضِ الأشخاصِ قد تسببُ بعضُ الأدوية انخفاضَ عدد العدلات. (المضادات الحيوية، أدوية ضغط الدم، أدوية الصرع، وأدوية الأمراض النفسية على سبيل المثال)
علاج قلة العدلات
تشمل مقاربات العلاج ما يأتي:
المضادات الحيوية للعدوى البكتيرية
إعطاء علاج يدعى بالعامل المحفز لمستعمرات الخلايا الحبيبية granulocyte colony-stimulating factor (G-CSF) فهو يحفز نقي العظام لإنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء، ويتمُّ استخدامه لعدة أنواع من قلة العدلات بما فيها الأنواع الخلقية (منذ الولادة)، هذا العلاج يكون في هذه الحالاتِ منقذاً للحياة.
تغيير الأدوية في حال كان سبب المرض دوائيّاً
نقل الخلايا المحببة (خلايا الدم البيضاء) من شخصٍ لآخر
قد تكون عمليات زرع الخلايا الجذعية مفيدةً في علاجِ بعضِ أنواع قلة العدلات الشديدة، بما في ذلك تلك الناجمة عن مشاكل في نقي العظام.
الوقاية من العدوى:
يحتاج مرضى قلة العدلات غالباً إلى اتخاذ خطوات معينة لمنع حصول أيةِ عدوىً، تشملُ هذه الاحتياطاتُ ما يأتي:
النظافة الشخصية الجيدة، بما في ذلك غسل اليدين المتكرر والرعاية الجيدة للأسنان.
تجنب الاتصال مع الناس المرضى
ارتداءُ الأحذية دائما
تطهير الخدوش والجروح، وتغطيتها بضمادات
استخدام ماكينة الحلاقة الكهربائية بدلاً من الشفرة
تجنب فضلات الحيوانات بالإضافة لتجنب تغيير حفاضات الأطفال من قبل المريض
عدم تناول الأطعمة غير المطبوخة جيّداً (الألبان الغير مبسترة، اللحوم الغير مطبوخة، الفواكه والخضار النيئة، الحبوب والمكسرات والعسل)
البقاء بعيداً عن أحواض المياه الساخنة والبرك والأنهار

المصادر:

Taschenlehrbuch Histologie Renate Lüllmann-Rauch (2009) Page. 272
هنا
هنا
هنا