علاج السرطان باستخدام كريات الدم البيض!
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
أصبح العلاج المناعي للسرطان الذي يقوم على تفعيل الجهاز المناعي وإثارته ضد مستضدات الخلايا الورمية من أهم المجالات العلاجية في تدبير انتشار الورم ومحاربته، حتى أن كثيرًا من شركات الأدوية العالمية باتت تستثمر مبالغ طائلة من المال في هذا المجال. ولعل آخر التطورات في هذه الفئة العلاجية وأحدثها هو العلاج بالخلايا التائية المعدلة بإضافة مستقبل المستضد أو ما يسمى Chimeric Antigen Receptor T Cells (CAR-T Cells) (Fernandez، 2017)
تقوم هذه التقنية الحديثة على مراحل عدة تتضمن (National Cancer Institute، 2017) :
1- عزل عدد محدد من الخلايا المناعية التائية للمريض أو عينة منها.
2- تعديل هذه الخلايا وراثيًا بإدخال جينات محددة مرمزة لمستقبلات قادرة على الارتباط، ارتباطًا نوعيًّا، بمستضدات ورمية ما يساعد في زيادة تعريضها لهجمات الجهاز المناعي.
3- إكثار هذه الخلايا في الزجاج للحصول على جرعة بتعداد خلوي ذي أهمية سريرية.
4- إعادة حقن هذه الخلايا في دوران المريض.
هذه الخطوات موضحة بالشكل الآتي:
شكلت هذه التقنية ثورة في مجال العلاج المناعي للسرطان نظرًا إلى التنوع الكبير الذي يمكن أن تقدمه في علاج أنواع عدة من الأورام اعتمادًا على تغيير نوع المستقبل المعبر عنه على سطح الخلايا التائية (National Cancer Institute، 2017). ونظرًا إلى النتائج المذهلة التي حققتها هذه التقنية العلاجية، تسارع الاستثمار في تطوير علاجات جديدة قائمة على هذه التقنية واختبارها، إذ وصل عدد الدراسات السريرية في آذار 2017 لتقويم مدى فاعلية هذا العلاج وأمانه إلى نحو 300 دراسة (Fernandez، 2017). هذا الاهتمام الحثيث من البحث العلمي والشركات الدوائية أدى إلى حصول أول منتج من هذا النوع على الموافقة المبدئية من وكالة الغذاء والدواء الأميركية FDA من تصنيع شركة نوفارتس لتدبير مرضى اللوكيميا اللمفاوية الارتكاسية الحادة (Novartis، 2017).
على الرغم من النجاح الواعد الذي أظهرته نتائج الدراسات السريرية من حيث إطالة مدة الهدنة أو السكون (Remission) وإبطاء انتشار الورم، الذي وصل إلى حد الـ80 في المئة في حال منتج نوفارتس (National Cancer Institute)، فقد صرحت الدراسات أن المرضى نصفهم قد عانوا آثارًا جانبية خطرة وشديدة (Fernandez، 2017) . إضافة إلى ذلك، قد يكون استخدام هذا النوع من العلاج غير ممكن في الأورام الصلبة (أي غير الدموية) نظرًا إلى قلة المستضدات الورمية النوعية المكتشفة لهذا النوع من الأورام(National Cancer Institute، 2017). على الرغم من ذلك، فإن البحث العلمي قد يكشف في المستقبل استراتيجيات جديدة لتفادي هذه العقبات وجعل العلاج بالـ CAR-T Cells أمرًا أكثر فاعلية في عدد أكبر من الأورام (National Cancer Institute، 2017).
المصادر:
هنا
هنا
هنا