تعرف على المشي أثناء النوم
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
الباراسومينيا أو السيرُ أثناء النوم مظهرٌ شائع من مظاهر اضطراب النوم. ووفقاً لدراسةٍ قام بها باحثون من جامعة Stanford University School of Medicine فإنّ ما يقارب 8.4 مليون نسمة أو ما يعادل نسبة 3.6% من إجماليِّ السكانِ معرضون لتجربة السير أثناء النوم (السرنمة)، وتحدث هذه الحالة بعد بضع ساعاتٍ من النوم وتدومُ لفترة قصيرة لا تتجاوز بضع دقائق. وعلى الرغم من حدوثها عند البالغين إلاّ أنها شائعةُ الحدوث عند الأطفال، ولكنها لا تدلُّ عندهم على وجود مشاكلَ نفسيّة، وتختفي الظاهرة غالباً في مرحلة المراهقة.
متى يحدث؟
يمرّ النومُ بعدة مراحلَ تُمثِّل دوراتٍ متتابعةٍ من نوم non-REM ونوم REM (مرحلةٌ من النوم تتميز بحركة الأعينِ السريعة). ويبدو أنّ من يسيرون في نومهم يقومون بذلك في مرحلة النوم التي تتوسط تلك الدورتين وهي المرحلةُ التي تُمثِّلُ بداية النوم العميق ويُنتِجُ فيها الدماغ موجاتِ دلتا البطيئة؛ وفي هذه الفترة يكون الاستيقاظ صعباً.
الأسباب:
قد تكونُ أسبابُ السرنمةِ جينيةً، فهي تنتقلُ عبر العائلات. أو قد تكون عَرَضاً ثانوياً للحالاتِ والأمراضِ النفسية الأُخرى كالوسواسِ القهري والاكتئابِ أو الحرمان من النوم والقلق أو حتى بعض الأمراض الجسديّة.
الأعراض:
أبرزُ أعراضه النهوضُ من الفراش أثناء النوم والسيرُ بالإضافة إلى:
- التكلُّمِ أثناءَ النوم.
- التصرُّفِ بغرابةٍ وبصورةٍ مشوَّشةٍ عقب الاستيقاظ.
- النظرة الضبابية.
- عدم التواصل أو الاستجابة مع من يحادثه أو يحاول إيقاظه.
- التصرف بحماقة.
التشخيص:
يتم تشخيص الحالة بالاعتماد على أفراد العائلة أو الأصدقاء من المرافقين. ويتوجب على الطبيب استبعادُ وجودِ أمراضٍ نفسيةٍ أُخرى قد تكون مرتبطةً بحدوثه.
وفي حال الاشتباهِ باضطراب النوم، يتوجبُ على الطبيب دراسةُ النوم ومراحله لدى المريض.
العلاج:
لا يوجد علاجٌ محدَّدٌ له وخاصةً لدى الأطفال. ويكتفي الطبيبُ في هذه الحالة بتوجيه الأهل إلى تأمين بيئةِ نومٍ آمنةٍ للطفل حتى لا يتأذى أثناء سيره، وذلك بإزالة كافة العوائق والعراقيل من طريقه. ولكن إذا لم يتخلص الطفل من هذه الحالة في فترة المراهقة أو كان هناك أيُّ احتمالٍ لتعرُّضِهِ للأذى فينبغي مراجعة الطبيب المختص لاتخاذ التدابير اللازمة ولكن بعيداً عن المعالجة الدوائية، كتنظيم ساعات النوم والاستيقاظ مثلاً، وذلك لإعادة ضبط ساعته البيولوجية.
أما عند البالغين فلا يحتاج الأمر إلى علاجٍ طالما أنّ الحالة لم تؤدِّ إلى تصرُّفٍ غيرِ عادي أو سلبي كمغادرة المنزل أو قيادة السيارة! فعندها قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الدوائي للتقليل من النوبات، فيستخدمُ مضاداتِ الاكتئاب أو الأدوية المستخدمة في علاج القلق.
ويؤدي اضطراب النوم إلى التعب والسيرِ أثناء النوم، إذاً فإنّ تحسين نوعية النوم وتجنب الحرمان منه يؤدي إلى تقليل نوبات السير أثناء النوم ويحسن النوم والصحة بشكل عام. وتستطيع فعل ذلك باتخاذ بعض الخطوات والإجراءات كممارسةِ تمارينِ الاسترخاء قبل الخلود للنوم للتقليل من التوتر، أو أن تقلِّلَ من شرب الكحول والمنبهات.
وأخيراً؛ ليست السرنمة مرضاً خطيراً فهو مرضٌ يزول لوحده بتحسينِ عادات النوم.
أسئلةٌ متكررةٌ عن خطل النوم:
1- هل صحيحٌ أنّ إيقاظي لمن يسير في نومه قد يتسببُ له بنوبةٍ قلبية؟
للأسف هذه خرافةٌ شائعة. لا ضير في أن ترافقه إلى السرير ولكن ضع في حسبانك أنك إذا أيقظته في هذه الحالة سيبدو مشوشاً لبعض الوقت فلا تقلق.
2- كيف أمنع حدوث السرنمة؟
لا تستطيع منعه بحد ذاته ولكن تستطيع تحسين نوعية النوم وتجنب الإجهاد فتقلل من نوباته. ولتحسينِ نوعية النوم يمكنك أن تقلل فترة القيلولة أثناء ذلك إلى 30 دقيقة، وأن تتعرض لأشعة الشمس بشكلٍ كافٍ خلال النهار وأن تتجنب شرب الكحول والمنبهات قبل ساعاتٍ من النوم وأن تنظم ساعات النوم والاستيقاظ لتحافظ على ساعتك البيولوجية.
3-هل السرنمة خطرة؟
لا تشكل السرنمة خطراً بحد ذاتها ولكنّ المريض قد يؤذي نفسه إذا تعثَّر بشيءٍ في طريقه. وأنَّ هذه الحالة تؤدي إلى تقطيع فترة النوم مما يؤدي إلى الإعياء والنوم خلال النهار.
4- كيف أحمي أطفالي في هذه الحالة؟
تستطيعُ ذلك بتأمين بيئةِ نومٍ آمنةٍ، وذلك بإزالةِ جميع العوائق والعراقيل من طريقهم و إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ، ووضع أبوابٍ على السلالم ومنعهم من النوم في الطوابق العليا من الأَسِرَّة ذات الطوابق.
وأخيراً، سَرنِموا بأمان..
المصدر: هنا