معتقداتٌ خاطئةٌ حول أدمغتِنا
منوعات علمية >>>> ألـــبـــومــات
١-هناك شخصٌ ذو دماغٍ أيمنٍ وآخر ذو دماغٍ أيسرٍ ٢- نحن نستخدم فقط ١٠٪ من قدرات أدمغتنا ٣- لكلِّ شخصٍ أسلوبٌ معيّنٌ للتعلّمِ ٤- كُلُّ القدراتِ تُصبح أسوأ بعد سنِّ الأربعين ٥- يملك الرجل قدرة على التعلّمٍ تختلف عن المرأة ٦- لدينا فقط خمسُ حواسٍّ ٧- يدمّر شربُ الكحولياتِ خلايا الدماغِ ٨- يعدُّ تدميرُ الدماغِ دائمٌ ٩- نحن نعرف ما قد يسعدنا أو يحزننا ١٠- الاستماعُ للموسيقى الكلاسيكية -ككلاسيكيات موزارت - يجعلنا أذكى إعداد: Mhmd Alhamzi المصادر: 1 - هنا 2 - هنا 3 - هنا
كثيراً ما نسمع عن أناسٍ يبرعون بالفنِ لأنّهم يستخدمون الجزءَ الأيمنَ من الدماغِ، ونسمع أيضاً أنَّ البشرَ يستخدمون فقط عشرة بالمئة من قدرةِ أدمغتِهم، ولو أنّهم استطاعوا استخدامَ قدراتِ أدمغتِهم كاملةً لأصبحوا خارقين كما في فيلم limitless على سبيل المثال. لكن هل هذا صحيحٌ فعلاً؟
إليكم أكثر عشرِ معلوماتٍ نتداولها باستمرار كما لو أنّها مسلّمات، ولكنّها غيرُ صحيحةٍ.
Image: https://medium.com/@jamiegamblin/is-programming-left-brain-or-right-brain-a9214b1d866f
يبرع ذو الدماغِ الأيمن بالفن، أمّا ذو الدماغِ الأيسرِ فإنّه أقدر على التحليلِ المنطقيّ، فهل هذا صحيح؟
في الواقع، هذا غيرُ صحيحٍ، ففي دراسةٍٍ أجريت عام 2013، درس باحثون من جامعةِ يوتا أدمغةَ أكثر من 1000 شخص، ووجدوا أنّه لا يوجد فرقٌ كبيرٌ بين الناس من حيث هيمنةِ الدماغِ. بالنظرِ إلى صور الرنين المغناطيسيّ لنشاطِ الدماغِ، كان كِلا جانبي الدماغ متساويين بدرجةٍ أو بأخرى في شبكاتِهم العصبيّةِ.
Image: https://arstechnica.com/gadgets/2018/05/microsoft-continues-its-quest-to-bring-machine-learning-to-every-application/
لو كان ذلك صحيحاً، لكان خبراً سيّئاً أنّنا لا نستطيع أن نستفيد من أدمغتنا الكبيرةِ مقارنةً بغيرنا من الكائناتِ الحيّةِ. ولكنَّ الحقيقةَ هي أنّنا كبشرٌ نتميّز عن غيرنا من الكائناتِ بامتلاكنا أدمغةً أكثرَ تعقيداً تخدمنا بكلِّ طاقتِها. على الرغم من الحقيقة التي تقول أنّه إذا خسرنا جزءاً من دماغنا فإنّنا نستطيع العيشَ بشكلٍ طبيعيّ، وذلك لقدرةِ الدماغِ المعقّدةِ على توظيفِ أجزائِه جيّداً.
Image: http://acadtech.cit.cornell.edu/2016/01/19/learning-online-course-design/
ربما مرّ عليك أشخاصٌ يعتقدون أنّهم ذوو قدرةٍ سمعيّةٍ أو بصريّةٍ خاصّةٍ تساعدهم على التعلّمِ، لكن وفقاً لبعض الأبحاثِ الّتي قام بها الباحثان بولي هوسمان وفاليري أوليوخلين، فهذا يُعتبر غيرَ دقيقٍ، حيث وجد الباحثان أنَّ الطلّاب الّذين التزموا بأساليبِ تعليمٍ معيّنةٍ لم تُثمر جهودُهم في النتائجِ النهائيّةِ ولم يتقدمّوا على غيرهم.
Image: https://www.viastral.com.br/materia/a-sintonia-entre-duas-pessoas-pode-ser-explicada-usando-a-astrologia/
قد يكون صحيحًا أنّ بعض قدراتِ التعلّمِ (كتعلّمِ لغةٍ جديدةٍ) تنخفض مع التقدّمِ بالسنِّ، حيث يتعلّم صغارِ السنِّ اللغةَ بسرعةٍ أكبرَ لأنَّ أدمغتهم مازالت في طورِ النموِ. ولكن هذا لا يعني أنَّ كبارَ السنِّ قد فقدوا قدرتَهم على التعلّمِ كُليّاً بل على العكس، حيث أنّهم أسرعُ في تعلّمِ الكلماتِ والمصطلحاتِ، وقدرتُهم على تمييز الفروقِ الدقيقةِ في اللغةِ أكبر، وهُم أفضلُ في التعاملِ مع المواقفِ أو ما يُعرف بالحكمةِ.
Image: http://hawkcollege.com.pk/
كان يُعتقد أنَّ كُبرَ حجمِ دماغِ الرجلِ يعتبر خاصيّةَ تميّزهُ عن المرأةِ التي تمتلك دماغاً أصغرَ، ولكنَّ الحقيقةَ هي أنَّ هذا الاختلافَ النسبيّ في الحجمِ يعود للاختلافِ في حجمِ الجسمِ فقط، ولا يوجد فروقٌ تُذكر في طريقةِ اتّصالِ العصبوناتِ مع بعضها البعض. لكنَّ هذا لا ينفي وجودَ بعضِ الفروقِ بين الجنسين، حيث وُجد أنَّ الرجلَ أفضلُ في المهامِ الحركيّةِ، بينما تكون المرأةُ أسرعَ في تعلّمِ اللغاتِ.
Image: https://blog.healthalliance.org/national-alcohol-awareness-month/
تعلّمنا في صِغرنا أّنَّ لدينا خمسُ حواسٍّ، ولكنَّ هذا جزءٌ صغيرٌ فقط من الحقيقةِ المعقّدةِ، حيث أنّ اللمس مثلًا يتكوّن من أكثرِ من حاسّةٍ كالضغطِ واستشعارِ الحرارةِ والألمِ. كما توجد حواسٌّ أخرى غيرُ مباشرة كالإدراكِ والقدرةِ على التوازنِ. حيث قدّرَ العلماءُ أن لدينا ما يصل إلى ٢١ طريقةٍ مختلفةٍ لتحسّس الأشياءِ.
Image: https://twitter.com/darkcowboy69420
يؤدّي شربُ الكحولِ إلى فقدانِ القدرةِ على التحكّمِ بالدماغِ وبالتالي خللَ الحركةِ أو السقوطِ، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّ خلايا الدماغِ دُمّرت. يتطلّب تدميرُ خلايا الدماغِ شربَ كميّةٍ كبيرةٍ جدًا من الكحولِ تؤدّي إلى تسميمِ الجسمِ قبل أن تدمّر خلايا الدماغ. هذا لايعني أنَّ الكحولَ لا يُؤثّر على عملِ الخلايا، حيث أنّه يتلفُ نهاياتِ العصبوناتِ التي يطلق عليها dendrites والتي ترسل البياناتِ بين الخلايا.
Image: http://sorozatmania.com/art-craft-problem-solving
يتحكّم الدماغُ بكلِّ الجسدِ، وأيُّ ضررٍ عليه هو أمرٌ خطيرٌ جدًا. أعتُقِد قديمًا أنّ في الدماغِ عددٌ محدودٌ لا نهائيٌ من الخلايا التي لا تستبدل ولاتتجدّد. ولكنّ بحوثًا جديدةً أثبتت أنَّ الدماغَ قادرٌ على نسخِ وتجديدِ الخلايا التالفةِ، حيث أنَّ أدمغتنا مرنةٌ وقادرةٌ على الحفاظِ على نفسها. ولكن قدرتَها على تجديدِ نفسها تبقى محدودةً.
Image: https://www.quickanddirtytips.com/education/grammar/why-its-hard-to-talk-about-substituting-one-thing-for-another
نملك فكرةً جيّدةً عن الأشياءِ الّتي تسبّب المتعةَ، ولكنّنا نبقى عاجزين عن معرفةِ السيناريوهاتِ والتجاربِ الّتي تسبّب السعادةَ أو الحزنَ في ُكلِّ لحظةٍ. أظهرت الدراساتُ أنّنا نميل إلى المبالغةِ في تقديرِ ما يسعدنا أو يحزننا، فمثلًا عند موتِ شخصٍ مقرّبٍ منّا، فإنّنا لا نستطيع تقديرَ الحزنِ الذي سيصيبنا إلّا وقتَها.
Image: http://awakenedmanifestors.com/2016/02/06/music-and-our-mind/
في التسعينيات، وجد باحثون في جامعةِ كاليفورنيا أنَّ الطلابَ الّذين استمعوا لإحدى مقطوعاتِ موزارت لمدّةِ عشرِ دقائقَ قبل القيامِ باختبارِ الذكاءِ IQ سبّب ارتفاعَ نقاطِهم بمقدارِ ثمانِ نقاطٍ، وأصبح ما يعرف بتأثيرِ موزارت. ولكنَّ باحثين آخرين شكّكوا في هذا التأثيرِ أو الخاصيّةِ، حيث قد يكون مجرّد تحسينٍ للمزاجِ أو تحسينٍ لبعضِ القدراتِ، ولكن لا يعني زيادةً في الذكاءِ.