أربع طرائق تؤثر من خلالها الروائح فينا.
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
تُتجاهَلُ أهميةُ حاسة الشم باستمرار على الرغم من أثرها في الإدراك والمشاعر، وفي الحواس الأخرى أيضاً، يعود مردُّ هذا إلى سببين رئيسيين وفقاً لعالم النفس جوهان لوندستروم (Johan Lundström)، والعاملُ الأول قلّةُ الكلماتِ التي تمكّننا من وصف الروائح دون الاضطرار إلى تشبيهها بأخرى نعرفها مسبقاً، والعاملُ الثاني يُلامُ دماغُنا عليه؛ إذ أن جميع الحواس تتصل مباشرةً بالمهادِ الذي يكوّن نواةَ ومركزَ الدماغ الذي يوزع المعلومات الواردة من الحواس إلى القشر الدماغي، باستثناء حاسة الشمّ التي تسلك عدة طرائقٍ مختلفة إلى مناطق أخرى في الدماغ كمركز الذاكرة والعاطفة، قبل أن تصل إلى المهاد.
ازداد الوعي والمعرفة عن أهمية حاسة الشمّ مؤخراً، وفي هذا المقال نودُّ أن نعرّفكم ببعض الطرائق التي تؤثّر بها الروائحُ فينا:
1. تمكّنك من السفر عبر الزمن:
ربما تكون حاسةُ الشمّ أكثرَ الحواس ارتباطاً بالذاكرة؛ فهؤلاء الذين يملكون حاسة شمٍّ سليمة، يستطيعون بفضلِ رائحةٍ ما استدعاءَ ذكرياتٍ خاصةٍ بهم، فيشعرون وكأنهم عادوا بالزمن إلى الوراء.
يمكنك الآن إخبار كلَّ من قال لك إن السفر عبر الزمن مستحيل أنه مخطئٌ تماماً.
2. تؤثّر في مشاعرك ومزاجك:
تعتمد صناعة العطور كلياً على أثر الروائح في عواطفنا؛ إذ يعمل المطورون على تركيب روائحَ تثير بنا طيفاً واسعاً من المشاعر؛ كالرغبة والقوة وربما تُحسّنُ مزاجنا بجعلِنا نشعر بالحيوية والاسترخاء.
وتؤدي الروائح أيضاً دوراً مهماً في الانجذاب بين شخصين؛ فقد أظهرت دراسةٌ أن رائحة جسد الشريك المحتمل -لسببٍ ما- تساعدنا لا شعورياً في اتخاذ القرار عما إذا كان الشريكُ مناسباً لنا أم لا.
3. إحدى وسائل التواصل الاجتماعي:
يمكنُ لأدمغتِنا استشعار الخوف والاشمئزاز ومشاعر أخرى لدى شخصٍ ما من خلال شم رائحته الطبيعية فقط، بسبب وجود إشاراتٍ كيميائية (chemosignals) في العَرَق والدموع البشريين؛ إذ تنشّطُ كلُّ واحدةٍ منها جزءاً مختلفاً من الدماغ، ما يمكّننا من اختبار نفس مشاعرهم واتخاذ موقفٍ نفسيّ وفقها دون أن ندرك حتى أن السبب يكمنُ بشمِّ رائحة شخصٍ ما.
4. تدفعك إلى أن تشتري أكثر:
يدعو التجّارُ هذه العملية بتعطيرِ الجو؛ لكنّها في الحقيقة غسيل دماغٍ عبر الأنف!
تدسُّ بعضُ المتاجر العطرَ عند المدخل تماماً لنتّبع الرائحة ونبتاع، وتتقصّدُ المخابزُ والمقاهي إيصال رائحة منتجاتها إلى أنوفنا.
إنهم يعلمون تماماً أن الرائحة ستقنع عقولنا باشتهاء الكعك أو القهوة.
عُرفَتْ أهميةُ الروائح كالعطور ومعطرات الغرف منذ القدم، لكنّ العلم بدأ بفهم حاسة الشمِّ والبحث فيها واكتشافِ القليل من أسرارها حديثاً فقط، وتَبين أن الأنفَ أهمُّ بكثيرٍ ممّا يدركه الناس، ونظراً إلى الأثرِ القوي لهذه الحاسة، يلقى البحث في مجالها رواجاً كبيراً، ويُظَنُّ مستقبلاً أن تصبح السلاح الجديد في عالم الطب، ولكن لا يزال لدينا الكثير لنعرفه عن هذه الحاسةِ الأكثرِ غموضاً بين أخواتها، ولا يزال البحث مستمراً؛ لأنه من الواضح أننا لم ندرك من المعرفة عنها إلا نفحاتٍ زكيّةٍ بعد.
المصدر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا