صانع القنابل الذي أصبح داعيًا للسلام
الفيزياء والفلك >>>> فيزياء
وبعد أن انتقل إلى بريطانيا، ترأَّس في ثلاثينيات القرن العشرين فريقًا من جامعة برمنغهام؛ وهو فريق يبحث سرًّا عن مذبذبات عالية القدرة Oscillator؛ لتحسين قدرات أجهزة الرادار.
وقد أدَّى فريقه دورًا حاسمًا فعلًا في الفوز بالحرب العالمية الثانية جويًّا؛ عن طريق جَعْل أمواج الرادار أقصر ما يُمكن.
وساهم ماركوس عام 1950 في تأسيس الجامعة الوطنية الأسترالية، وشَغَلَ منصب المدير الأوَّل لمدرسة (البحث في العلوم الفيزيائية والهندسية)، وأسَّس عام 1954 أكاديمية العلوم الأسترالية، وكان أول رئيس لها حتى عام 1956.
وقد عُيِّن حاكمًا لجنوب أستراليا فيما بعد، وساهم في تشكيل حزب سياسيٍّ جديد سُمِّي "حزب الديمقراطيين الأستراليين".
تحدث ماركوس في أثناء فترة حكمه التي استمرَّت خمس سنوات عن القضايا التي تثير قلقه؛ منها قضايا البيئة والعنصرية وأهمية الأسرة. ومع ذلك كله؛ فما يزال ماركوس معروفًا معرفةً أساسية لمُساهمته في تطوير القنبلة الذرية.
ووفقًا لموسوعة السيرة الذاتية العالمية، كان ماركوس وزملاؤه أوَّل من قسَّم الذرة عام 1932 في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، واكتشف عناصر الهيليوم -3 والتريتيوم، ووجد أيضًا أنَّه يمكن إجبار نوى الهيدروجين الثقيل على التفاعل بعضها مع بعض والاندماج معًا.
وكان اكتشاف عملية الاندماج هذه، هو بداية الطريق إلى القنبلة الهيدروجينية.
عَلِمَ ماركوس أوليفينت في أثناء بحثه عن الرادار في جامعة برمنجهام عام 1940 أنَّ العالِمَين الألمانيين "أوتو فريش" و"رودولف بييرلز" توصَّلا إلى أنَّ الحصول على قنبلة ذرية من اليورانيوم 235 هو أمرٌ ممكن.
وأدرك ماركوس على الفور أنَّ سلاحًا كهذا السلاح يُمكن أن يحوِّل مجريات الحرب؛ فأخَذَ النتائج التي توصَّلوا إليها إلى مسؤولين حكوميين بريطانيين.
فتشكَّلتْ لجنة من الفيزيائيين النوويين في بريطاني أُطلِقَ عليها اسم مود أو MAUD. وقد كُلِّفوا بالتحقيق في كمية اليورانيوم 235 المطلوبة لإنتاج قنبلة، وتوصَّلوا عام 1941 إلى أنَّ الكتلة الحَرِجة البالغة 10 كيلوجرامات كافية لإحداث انفجار عملاق.
عرف أعضاء مود لاحقًا أنَّ بريطانيا لا تملك الموارد اللازمة لبناء مثل هذه القنبلة؛ لذا سلَّموا أبحاثهم إلى عالم الفيزياء الأمريكيِّ "تشارلز لوريتسين"؛ الذي نقلها إلى رئيس لجنة اليورانيوم الأمريكية "ليمان بريجز".
ولكن لم ينشر بريجز تقريرَ مود؛ بل كان متشككًا وقلقًا من إهمال بريطانيا لعمل كهذا؛ لذلك أرسلت اللجنة ماركوس أوليفانت إلى الولايات المتحدة للضغط من أجل مشروع مشترك للقنبلة الذرية بين الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقد كان ماركوس لحوحًا ومتحمِّسًا، فتجاوز بريجز، وتحدَّث عن القنبلة الذرية مع كبار المسؤولين الحكوميين؛ وأصبحت لجنة اليورانيوم نتيجةً لذلك مشروع S-1؛ التابع لمكتب البحث والتطوير العلمي. وغُيِّرَ اسم المشروع في ديسمبر 1941، عقب الهجوم على ميناء بيرل هاربور، ليصبح "مشروع مانهاتن".
وأصبح أوليفانت -في وقت لاحق من حياته- داعيًا مشهورًا للسلام، لكنَّه أبدى أسفه وقلقه كثيرًا، نظرًا إلى نواياه ومقارنتها بنوايا زملائه فيما يخصُّ القنبلة الذرية.
ونُقِلَ عنه قوله: "لقد تعلَّمتُ في أثناء الحرب أنَّك إذا دفعتَ للناس مالًا جيدًا، وكان العمل مثيرًا، فسيعملون على أيِّ شيء". وقوله: "من السهل أن تدفع الأطباء إلى العمل على حرب بيولوجية، والكيميائيين إلى العمل على حرب كيميائية، والفيزيائيين إلى العمل على حرب نووية".
المصدر
هنا
هنا