أول مرة؛ حلقة مهبلية مانعة للحمل
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلانيات وصيدلة صناعية
وهناك أيضاً غروسات البروجيسترون التي تُزرَعُ تحت الجلد في الذراعِ وتمتازُ بأنّها تمنَحُ فعاليةً طويلة الأمد، كذلك الرُّقعاتُ المحتويةُ على البروجيسترون والأستروجين التي تُثبَّت على الجلد مباشرةً.
وأيضًا استُخدِمَت الوسائل الحاجزيّةِ كالواقياتِ الذكريّة. ولجأَ مَن لم يَعُد يرغب في الإنجابِ مطلقاً إلى جراحةِ التعقيم.
وقد أُضيفَ إلى ما سبقَ وسيلةٌ جديدةٌ بعد حصولها على موافقة الـ FDA في العاشر من شهر آب (أغسطس) المنصرم، وهي عبارة عن حلقةٍ مهبليّةٍ تحتوي في تركيبها مزيجاً من أسيتات السيجيسترون والإثينيل إستراديول، وتُعدُّ الأولى من نوعها في كونها تُستخدَم سنة كاملة، وقد أُطلِق عليها "أنوفيرا".
تكون هذه الحلقة مَرِنةً وغير دروكة حيويّاً، أي إنَّها لا تتخَرَّبُ داخل الجسم، وبمبدأ عملٍ مشابهٍ لعمل مضغوطات منع الحمل الفموية، فهي توضع في المهبل ثلاثة أسابيع تتحرَّرُ فيها الهرمونات داخل الجسم وتُمتصُّ عن طريق مُخاطية المهبل؛ وبهذا تُشابه المرحلةَ الأولى في المضغوطات التي تتضمن إفراز الهرمونات لمنع حدوث الإباضة، يليها أسبوعٌ خارجَه. وتُشابه المرحلةَ الثانية في المضغوطات التي يؤخذ فيها مضغوطات غير فعَّالة، يحدثُ نتيجةً لذلك الطمثُ . وتُكرَّرُ هذه العمليّة كل 4 أسابيعٍ مدة سنة.
تُغسلُ الأنوفيرا في هذا الأسبوع وتوضَعُ في عبوةٍ مضغوطة، تحتملُ الحرارةَ حتى 30 درجة مئوية (أي ما يُعادِلُ 86 درجة فهرنهايت)، ولا تحتاجُ إلى تبريد.
وقد دُرِست فعاليتُها ومأمونيتُها لدى نساءٍ تراوحَت أعمارُهنَّ ما بين 18-40 سنة. وأَظهرَت النتائجُ أنَّ قرابة 2-4 امرأة من كل مئةٍ قد يحملنَ في أثناء السنة الأولى منَ الاستخدام.
أمّا فيما يخصُّ تأثيراتها الجانبية؛ فهي كغيرها من موانع الحمل الهرمونية المُختلَطة قد تُسبّبُ صُداعاً، وغثياناً أو إقياءً، وعداوى فطريةً، وألماً في منطقةِ البطنِ وفي الثدي، ونزوفاتٍ غير منتظمة.. إلخ ، ولكنَّ هذه الأعراض قد تختفي بعدَ الشهر الثالث من الاستخدام.
وأيضاً يُمنعُ استخدامُها لدى النساء المُدخِّنات اللواتي تجاوزنَ الخامسةَ والثلاثين من العُمر، واللواتي يمتَلكن خطورةً عاليةً للإصابةِ بالخُثار الوريدي أو الشرياني. ومنهنَّ المصابات أو من امتلَكنَ تاريخَ إصابةٍ سابقةٍ بسرطانِ الثدي، أو أي سرطانٍ آخرَ يرتبطُ بالأستروجين أو البروجيسترون (كسرطان بطانةِ الرَّحم)، ومَن لديهنَّ نزفٌ غير طبيعيّ وغير مُشخّص بعد، إضافةً إلى بعضِ حالاتِ التهابِ الكبدِ منَ النّمط C المعالجة بأدويةٍ معيّنة تُحدث تداخلاً دوائياً مع الأنوفيرا على مستوى الأنزيمات الكبديّةِ، وبالطّبعِ لمن لديهن أيّ تحسُّسٍ لأية من مُكوّناتِ الأنوفيرا.
بالمُقابل؛ فإنَّ مانعاتِ الحملِ الفمويّةِ قد تحمي من الإصابةِ بأنواعٍ أخرى من السّرطانات، وتُساعدُ على منعِ ظُهورِ حبّ الشبابِ (العد) أو التقليل منه.
على أية حال تُشيرُ الدراساتُ إلى أنَّ أكثرَ وسائلِ منعِ الحملِ فعاليّةً هي الأجهزةُ البلاستيكيةُ والغروسات التي تحدثنا عنها؛ إذ إنَّها ثابتة في الجسم وبهذا لا تخضعُ لخطأ الاستخدام أو سوئه.
وعلى هذا يُمكن القولُ أنَّ الأنوفيرا قد تكون خياراً مُفضَّلاً لدى العديد منَ النّساءِ غير الرّاغباتِ في الإنجاب، لطول فترةِ فعاليتها وسهولةِ استخدامِها لكونها لا تضمنُ أي إجراء زرعيّ، ولا تزال الـ FDA تنتظرُ الدراساتِ التالية لتسويق المُنتج لمعرفة ما إذا كانت ستطورُ حدوثَ خُثارٍ وريديّ، وما تداخلاتها الاستقلابية مع غيرها على مستوى الكبد، إضافةً إلى أية تأثيراتٍ داخليةٍ أخرى.
مصادر المقال:
1-هنا
2-هنا
3-هنا