ماذا يحدث لجلد المرأة عند الحمل؟
الطب >>>> مقالات طبية
وتقسم تغيُّرات الجلد الشائعة عمومًا إلى: تغيرات متعلقة بالهرمونات، وتغيرات خاصة بالحمل، وتأثيرات الحمل على الأمراض الجلدية الموجودة مسبقًا، وسنتحدث في مقالنا هذا عن بعض هذه التغيرات.
حَبُّ الشباب:
تُعَدُّ الزيادة في تدفق الدم وإنتاج الزيوت عواملَ تساعد على تألق البشرة الحملي، ولكنْ قد يوجد ثمنٌ لهذا التألق في بعض الأحيان، فتزيد احتمالية تطوُّر حَب الشباب مع زيادة إنتاج الزيوت، ويساعد تنظيف البشرة وإبقائها خالية من الدهون على تجنب هذه المشكلة، ولكنْ يجب الحذر قبل وضع أي دواء لعلاج حب الشباب؛ إذ لِكثيرٍ من أدوية العلاج -التي يستخدمها المراهقون بوصفات طبية- تأثيراتٌ مُشوِّهة للأجنة، ولذلك من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء بأي علاج.
التشققات الحملية:
تصيب 50_90% من النساء الحوامل وتبدو كأنها أشرطة أو خطوط ضامرة وردية أو بنفسجية، ومع أنَّ معظم النساء تتوقع حدوث هذه التشققات في البطن؛ فقد تتفاجأ بعضهنَّ بحدوثها في أماكن أُخرى كالثدي، أو المؤخرة، أو الفخذ.
وقد تحدث -حقيقةً- في أيِّ منطقة من الجسم تنمو بسرعة ويكون فيها شَدٌّ على الجلد، وللأسف لا يمكننا تصديق المراهم والكريمات التي تَعِدُ بمنع هذه العلامات أو تقليلها، فما زال أطباء الجلد يدرسون كيفية حدوث التشققات وأسبابها، ففي دراسة حديثة تحرَّى فيها فريق طبي الأسباب التي تؤدي إلى تشققات على المستوى الجزيئي؛ قال الطبيب القائد للبحث ( dr.frank wang): "لا تعتمد أغلب المنتجات الموجودة على أدلة علمية، فلا يعمل منها سوى عدد قليل جدًّا أو حتى من الممكن ألَّا يعمل شيءٌ من هذه المواد".
ولا يلقى هذا المجال كثيرًا من الاهتمام على مستوى الأبحاث، لأنَّه يُعرَض بوصفه حالةً طبيةً غير خطيرة، ويقول دكتور وانغ: "من المهم أن نعلم أكثرَ عن التشققات الحملية، لأنَّ علامات التشقق قد تزيد الضغط النفسي على الأمهات، فتشعر بعض النساء أن الثقة بالنفس وأن نوعية الحياة والقدرة على تأدية نشاطات معينة تتأثر بظهور هذه العلامات.
وتضم عوامل خطورة ظهور هذه التشققات وجود سوابق عائلية، وكمية الوزن الزائد المكتسب في فترة الحمل، وحدوث تشقُّقاتٍ سابقًا؛ لأسباب أخرى كالسمنة.
وتصبح معظم هذه التشققات شاحبةً، وتتقلص مع مرور الوقت، لكنّها لا تختفي نهائيًّا عادةً.
تغيرات صباغية:
فرط التصبغ هو عَرض أكثر شيوعًا في الحمل بسبب ازدياد مستويات الهرمونات كالأستروجين والبروجسترون في الدم، إذ يزيد الأستروجين إفرازَ الميلانين (الصباغ الذي يعطي اللون للجلد)، ويبدأ فرط التصبغ في الثلث الأول للحمل، ويحدث في المناطق المصطبغة أصلًا، وخصوصًا حلمات الثدي والمناطق التناسلية، وإضافة إلى أن النمش والوحمات والندبات الجديدة تصبح أغمق، وحتى قد تكبر في خلال الحمل.
تغيرات الشعر:
يمكن أن نشاهد في الحمل كثافة وفرط أشعار خفيف أو متوسط، ويختفي عادةً بعد الولادة، فتلاحظ معظمُ النساء أنَّ الشعر قد أصبح أسمك وأكثر صحة، ولكنْ قد ينمو الشعر في مناطق أخرى أيضًا كالوجه والرقبة.
وتحدث زيادة في طور نمو الشعرة بسبب تحفيز الأستروجين والأندروجين في النصف الثاني من الحمل، وتدخل بصلة الشعرة بعد نهاية الحمل -التي كانت في طور النمو ونمت بسرعة وازداد طولها- طورَ التراجع، ويلحقه الطور النهائي (طور تساقط الأشعار)، ويستغرق التعافي العفوي من الشعر قرابة ثلاثة أشهر إلى اثني عشر.
ويكون التساقط واضحًا في المناطق الأمامية والصدغية من الرأس وقد يكون مُعمَّمًا.
الأظافر:
تنمو الأظافر على نحو أسرع في أثناء الحمل، وتصبح غالبًا هشة، وقد يحدث الفِطار الظفري أيضًا، وتعد آفات الظفر آفاتٍ حميدة.
تغيرات وعائية:
تسبب التغيرات الطبيعية في إنتاج الأستروجين في أثناء الحمل توسُّعًا واحتقانًا في الأوعية الدموية، ويحدث توسع الأوردة العنكبوتية بداية في الوجه والعنق واليدين، وتكون الحالة أكثر شيوعًا في الثلثين الأول والثاني للحمل، وتبدو كأوردة صغيرة حمراء يساعد على حدوثها زيادةُ حجم الدم في أثناء الحمل إضافة إلى التغيرات الهرمونية.
ويمكن أن تسبب زيادة حجم الدم مع التغيرات الوعائية حدوث ما يشبه التسريب، مما قد يقود إلى وذمة على الوجه أو الجفنين أو الأطراف عند نصف النساء الحوامل تقريبًا.
وتشمل تغيرات الأوعية أيضًا التهاب الأوردة الباسورية والفرجية والوريد الصافن عند 40% من النساء.
ويسبب تورد الجلد أيضًا عدم استقرار قطر الوعاء، كتوبية الجلد، والإحساس المفرط بالحرارة والبرودة والبشرة الرخامية؛ حالة تظهر فيها البشرة زرقاء من رد الفعل المبالَغ فيه تجاه البرد.
وتحدث الدوالي الوريدية بسبب الوزن والضغط الذي يطبقه الرحم على الأوردة، مما ينتج منه توسعًا وازرقاقًا في أوردة الطرف السفلي.
أخيرًا؛ يجب التركيز على نقطة عدم أخذ أيّ دواء لعلاج أيّ حالة من الحالات السابقة دون مراجعة الطبيب أولًا؛ حرصًا على سلامة جنينك.
المصادر:
1-هنا
2-هنا
3-هنا
4-هنا