رحلة زرع الجلد
الطب >>>> مقالات طبية
/1-2/
يجب تفريق الطعوم عن الشرائح الجلدية؛ إذ إن الطعم هو قطعة من النسيج تُفصل عن مكانها الأصلي وعن مصدر ترويتها الدموية، وتُنقل إلى مكان آخر؛ إذ تعتمد على التروية الدموية الموضعية فيه وبذلك تعتمد عيوشيتها على كون السرير المتلقي صحياً وموعّى جيداً. والشريحة هي قطعة نسيجية لها تزويدها الدمويّ الكامل، ويُمكن استخدامها في حال كون السرير المتلقّي المُراد تغطيته غيرَ موعّى جيداً. /3/
*تاريخياً:
تقنية قطف الجلد وزرعه ليست جديدة بل تمتد جذورها إلى قرابة 2500_3000 سنة مضت عندما وُصفت على نحو بدئي لدى مجموعة هندية صانعة للقرميد، وهي التي استخدمت تطعيم الجلد لترميم الأنوف التي كانت تُبتَر بوصفها طريقة للعقاب القضائي.
وفي زمن أقرب؛ وُصِفت المزيد من الاستخدامات الحديثة لزرع الجلد في أواسط إلى أواخر القرن التاسع عشر، متضمنة استعمال Reverdin للطعم الخرميّ (طعم جلدي مصغّر) وتطبيقه زرع الجلد الذاتي عام 1869، واستخدامات Ollier وThiersch للطعوم الجزئية السماكة عام 1872 و1886 على التوالي، واستخدام Wolfe وKrause للطعم الكامل السماكة عام 1875 و1893 على التوالي. وفي عام 1929 نشر Brown والآخرون تقنيّتهم لتطعيم الجلد الجزئي السماكة، وميّزوا بين الطعوم الكاملة السماكة والمتوسطة السماكة، والبشرويّة (طعم تيرش Thiersch) مشيرين إلى ميزات كلٍّ منها وسلبياتها، وهذه المبادئ الجوهريّة لا تزال قائمة إلى يومنا هذا؛ إذ يحتلّ تطعيم الجلد مكانة مهمة في مجال الجراحة الجلديّة. /1-2/
*أنواع الطعوم واستطباباتها:
تصنَّف الطعوم عمومًا إلى جزئيّة السماكة تتضمّن جزءًا من الأدمة، وكاملة السماكة تتضمّن الأدمة بكاملها. /1/ وعمومًا نلجأ إلى تطعيم الجلد في الحالات التي تكون فيها الطرائقُ الأخرى لإعادة الترميم كالإغلاق الأولي، والشفاء بالمقصد الثاني، أو الشرائح الجلدية الموضعية غير مناسبة وغيرَ متوافرة، أو أنّ استخدامَها لن يعطي النتيجة المُثلى المَرجوَّة. /2/ في حين نتجنّب استعمالها عمومًا في تدبير الجروح الأكثر تعقيداً، فالحالات التي تشتمل على مساحات عميقة وعظام مكشوفة تتطلب عادة اللجوء إلى الشرائح الجلدية أو العضلية. /1/
وقد طُوِّرَت تقنيات لزرع الخلايا الجلدية المُستَنبتة في الزجاج (سواء كانت من مصدر ذاتي أم خَيفي وهو الذي قد يُعَدّ منتَجاً جاهزاً للاستعمال) في الحروق الواسعة والشديدة لدى المرضى الذين يفتقرون إلى مواقع المعطي لأخذ طعوم حرة، أو عندما تكون الحالةُ الطبية للمريض وخيمةً تُستبعد إمكانية خضوعه لعمل جراحي تحت التخدير العام. /4/
ويجب مراعاة كون الموقع المعطي (مكان أخذ الطعم) مماثلاً للموقع الآخذ (مكان تطبيق الطعم) في الثخانة، واللون، والنوع النسيجي، والتجانس؛ وذلك لتحقيق النتائج الجماليّة المرجوّة. /1/
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا