الصداقة تحت مجهر علم النفس
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
الصديق
هو الشخص الذي تثق به، ومن تشاركه أعمق معاني الفهم والارتباط. يهتمُّ حقاً بما تفكّر وتقول وتشعر، ويعرف قِيَمك واهتماماتك، وأهدافَك وصراعاتك. يقبَلُك كما أنت، ويستمع إليك دون الحكم عليك. يشعر بالراحة بقربك، ويقاسمك أفراحك وأحزانك. وأنت في المقابل تقبَلُه وتدعمه وتبادله الثقة والولاء.
يتساءل كثيرون عن عدد الأصدقاء المثالي، إلا أن الأمر يعتمد على نوعية تلك العلاقات وجودتها، فلا شكّ في أن إنشاء شبكةٍ متنوّعةٍ من الأصدقاء والمعارف أمرٌ جيّد، إلا أن امتلاك عددٍ قليلٍ من الأصدقاء المقرّبين قد يفضي لنتائج أفضل.
ركّز في المشاعر التي تمنحك إياها الصداقة، لا ما تبدو عليه، فالسرُّ لا يكمن في عدد الأشياء المشتركة بينكما. واسأل نفسك:
هل قضاء الوقت مع هذا الشخص يُشعرني بتحسّن؟
هل أتصرّف على سجيّتي حين أكون بجانبه؟
هل أشعر بالأمان والراحة أم أنني أضطرُّ إلى مراقبة أقوالي وأفعالي؟
أهو شخصٌ داعمٌ ويعاملني باحترام؟
هل يمكنني الوثوق به؟
في حال كنت شخصاً غير نشطٍ اجتماعياً، لا تهتمُّ بتوسيع دائرة علاقاتك، ومع ذلك تشعر بأنك على ما يرام، فلا داعي إذن للقلق. وعلى العكس قد تأتي محاولةُ تغيير ذلك بنتائج عكسية!
عدا عن أن لكثرة العلاقات الاجتماعية ما يكفي من جوانب سلبية، فقد وُجد أيضاً أن الأشخاص الذين يمتلكون شبكة علاقاتٍ واسعةً يميلون إلى أن يكونوا أكثر قلقاً ممن لديهم اتصالاتٌ أقلّ. ويعود ذلك إلى التزامهم بمسؤوليةٍ أكبر.
سواءً كنت راضياً عن امتلاك صديقين مقرَّبَين، أم أنك تفضّل إحاطة نفسك بعشرين من العلاقات السطحية (المعارف)، فما يهمُّ حقاً هو شعورك بالانتماء إلى كيانٍ أكبر من ذاتك.
إن لامتلاكك أصدقاء جيّدين انعكاسات نفسية إيجابية؛ إذ إنه:
علاوةً على ذلك يؤدي الأصدقاء دوراً مهماً في الحدّ من التوتّر وتحسين المستوى العامِّ للصحة عن طريق تعزيز جهاز المناعة، ما يؤدّي إلى تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب وأمراض القلب وارتفاع التوتر الشرياني، إضافة إلى تخفيف مستوى الإجهاد الذي يؤثر سلباً في الشرايين الإكليلية، ووظيفةِ الأمعاء، وتنظيمِ مستويات الإنسولين، وسلامةِ الجهاز المناعي.
عزّز صداقاتك الحالية:
عند الأزمات يمكنك اللجوء إلى شبكات الدعم. إلا أن تطوير شبكة الدعم الاجتماعي -التي تتضمّن عائلتك وأصدقاءك- لا يقتصر على الأوقات العصيبة، ومما يبعث على الراحة معرفةُ أن أصدقاءك يقفون إلى جانبك عند الحاجة.
كن لطيف المعشر، وأنصت إلى أصدقائك، ودَعهُم يشعرون باهتمامك. صارحهم وشاركهم أسرارك.
قف بجانبهم في نجاحهم قبل فشلهم، وفي لحظات قوّتهم وضعفهم، وربّت على أكتافهم وشاركهم الحماس.
اهتمَّ بأفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم وآرائهم، وأظهر شغفك بهم بدلاً من محاولة جذب اهتمامهم.
خذ وقتاً كافياً للتعبير عن شكرك وامتنانك لهم، وصارِحهم بأهمّيتهم لديك.
كوّن صداقاتٍ جديدة
اسعَ للتعرّف إلى الآخرين. وجّه الدعوات واقبلها. فعندما يدعوك شخصٌ ما، ردُّ إليه الدعوة.
انضمَّ إلى المجموعات التي تشاركك اهتماماتك، كمجموعات القراءة أو روابط تشجيع الأندية الرياضية.
أمنح بعضاً من وقتك ومهاراتك للمراكز المجتمعية والأماكن التطوعية.
يمكنك أيضاً تكوين علاقاتٍ جديدةٍ مع الأشخاص الذين تقابلهم يومياً؛ كالجيران أو زملاء العمل والدراسة.
وأخيراً، إن كنت من أولئك الذين قد مرّوا بتجارب اجتماعيةٍ سيئة، فإياك أن تسمح للمشاعر السلبية بأن تُحكِم سيطرتها عليك.
الوحدة تجربةٌ ذاتيةٌ يمكن أن تكون في كثيرٍ من الأحيان نبوءةً تحقّق ذاتها. فعندما يشعر الناس بالعزلة، يدخل الدماغ في وضع الحفاظ على الذات. وعلى الرغم من أن هذه الاستجابةَ فطريةُ المنشأ وتهدف إلى حمايتنا من التهديدات، فإنها مع مرور الوقت تضرُّ بالصحة البدنية والعقلية والرفاه، وتجعلنا أكثر عرضةً لرؤية كلِّ شيءٍ بصورةٍ سلبية. ويمكن أن تجعلنا نبدو باردين وغير ودّيين اجتماعياً. ولكن لحسن الحظ، إدراكك لما يدور في رأسك يمكن أن يساعدك على التغلّب عليه.
تحدَّ أفكارك السلبية، وحاول الالتقاء بالناس، فإن لم تحظَ بصديق، فستحظى حتماً بالخبرة.
لا مجال للخسارة هنا!
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا
6- هنا