العلاج النفسي لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
علم النفس >>>> الصحة النفسية
اضطراب نقص الانتباه و فرط النشاط (Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder (ADHD:
هو صعوبةُ بقاء الشخص ساكناً؛ إذ يسبّب مشقّةً في تحكّمه في سلوكه وانتباهه.
تبدأ هذه الصعوبات عادةً قبل بلوغ الشخص عمر سبع سنوات. وقد تُلاحظ هذه السلوكيات في عمرٍ أصغر، أو أكبر.
ويُعدُّ هذا الاضطراب الأشيع من بين الاضطرابات المشخّصة لدى الأطفال؛ إذ يصيب 5 أطفالٍ من بين كلِّ 100 طفلٍ في المدرسة. والأطفال الذكور أكثر عرضةً للإصابة من الإناث بثلاث مرات.
لا يُعدُ اضطراب فرط الحركة ونقص النشاط اضطراباً متعلقاً بالطفولة فحسب، وإن كانت أعراضه تبدأ في سنِّ الطفولة، إلا أنه قد يستمرُّ طوال فترة المراهقة وسنِّ الرشد.
يتّسم اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بثلاث علاماتٍ أو أعراض رئيسية؛ وهي:
وبناءً على هذه الأعراض؛ يُوجد ثلاثة أنواع من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط :
النوع الشارد Inattentive Type:
يبدو فيه الشخص غير قادر على التركيز أو الاستمرار فيه خلال مهمة أو نشاط ما .
النوع مفرط النشاط المندفع Hyperactive-Impulsive Type:
يكون فيه الشخص نشط جدا وغالبا ما يتصرف دون تفكير
النوع المُشترك Combined Type:
يكون الشخص شاردا؛ مندفعاً؛ ونشطاً للغاية
علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط:
يمكن أن يساعد العلاج في تخفيف الأعراض وتقليل المشاكل التي تعترض الحياة اليومية. حيث قد تقدم العلاجات المتاحة حاليا المساعدة في تقليل الأعراض وتحسين التركيز.
من الممكن معالجة اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط باستخدام الأدوية أو العلاج النفسي؛ ولكن غالباً ما تكون مشاركة كليهما معا هي الأفضل .
العلاج الدوائي:
الأدوية المسماة بالمنشطات Stimulants:
قد تساعد على التحكم في فرط النشاط والسلوك المندفع وتزيد من فترة الانتباه. قد لا تفيد الأدوية المنشطة جميع مصابي اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
الأدوية غير المنشطة Nonstimulant medications:
قد توصف للمصابين الأكبر من عمر ست سنوات
يوجد العديد من الأنواع المختلفة لهذه الأدوية؛ تمتلك جميعها فوائد وآثار جانبية محتملة. كما يجب مراقبة أي شخص يتناول الأدوية عن كثب وبعناية من قبل الطبيب المعالج.
العلاج النفسي Therapy:
يعد العلاج النفسي وسيلة ناجحة في علاج المشاكل الإضافية؛ كاضطرابات السلوك والقلق؛ التي قد تظهر مع اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
قد تساعد إضافة المعالجة إلى الخطة العلاجية لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط كلّ من المرضى وعائلاتهم على مواجهة التحديات اليومية بشكل أفضل.
يوجد العديد من الأنواع المختلفة من المعالجة التي جُربت مع اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
العلاج السلوكي Behavior Therapy:
تعتبر المعالجة السلوكية علاج فعال لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط يمكنه أن يحسن من سلوك الطفل؛ التحكم بالذات؛ وتقدير النفس. كما يعد الأكثر فعالية عند الأطفال الصغار عندما يُدار من قبل الوالدين.
يوصي الخبراء بأن يقوم الأطباء بإحالة آباء الأطفال المصابين دون عمر الست سنوات للتدرب على العلاج السلوكي قبل وصف أدوية علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. عندما يتلقى الآباء التدريب على العلاج السلوكي فإنهم يتعلمون مهارات وطرق لمساعدة أطفالهم على النجاح في المدرسة؛ المنزل؛ وفي العلاقات.
العلاج السلوكي؛ المُقدم من قبل الآباء بالتزامن مع دعم مقدمي الرعاية الطبية؛ يُعلّم الأطفال التحكم بصورة أفضل في سلوكهم؛ مما يؤدي إلى تحسين الأداء في المدرسة؛ المنزل؛ وفي العلاقات.
تعلم وممارسة العلاج السلوكي يتطلب كل من الجهد والوقت ولكنه يقود إلى تحقيق فوائد دائمة بالنسبة للطفل.
سواء كان ابنك المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صغيرًا أو مراهقًا، بإمكانك أن تُظهر له بأنك حازم ولكن عادل (ومُرح) من خلال بندين رئيسين:
يُعتمد المنهج المعتمد بناء على المرحلة العمرية للطفل:
مرحلة ما قبل المدرسة: (عمر 5 سنوات وأصغر):
نظّم اليوم: ابنِ روتيناً؛ أعلم طفلك فيما إذا كان سيتغير أو سيطرأ شيء ما غير اعتيادي؛ كزيارة قريب أو عطلة.
ضع قواعداً واستثناءات: من الأفضل القيام بذلك مباشرة قبل البدء بنشاط أو موقف ما.
استخدم المكافآت: في حال قيام طفلك بسلوك حسن أعطه نجمة ذهبية؛ أو وقتاً لممارسة هوايته المفضلة؛ حاول ألا تستخدم المال؛ الطعام؛ أو الحلويات كمكافآت.
اجذب طفلك: لأنشطة البناء العقلي كالقراءة واللعب والألغاز. سيكون من الرائع أيضاً لو انضممت إليه!
استخدم مؤقتاً: على سبيل المثال؛ ضع حداً زمنياً معقولاً لوقت اللعب؛ سيساعد ذلك على تدريب طفلك ليتقبل النظام.
الأطفال بين عمر 6-12 سنة:
إشرح وأرشد: اعطِ إرشادات واضحة للمهام. إذا كان العمل شاقًا أو طويلًا ، فقسمه إلى خطوات يمكن القيام بها واحدة تلو الأخرى.
تماشى مع كلامك: كُن قدوة حسنة لطفلك. الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بحاجة إلى قدوة في السلوك الجيد.
أشرك طفلك: عندما ينضج طفلك؛ دعه يساعد في وضع الاستثناءات؛ المكافآت؛ والعواقب. يساعد هذا على تقويتهم وبالتالي قد يُحسّن من تقييمهم الذاتي ويعزز فكرة مسؤوليتهم عن سلوكهم الخاص.
الخصوصية في التأنيب: غالباً ما يكون المراهقون حساسين فيما يخص كيف يظهرون للآخرين. لذلك فقد يبالغون في رد فعلهم أو يشعرون بالخجل إذا ما تم تأنيبهم علانية.
كن متوقعاً: كن عادلاً وثابتاً بكيفية تصرفك. وبهذه الطريقة سيعلم ابنك ماذا عليه أن يتوقع منك.
تحدّث مع مدرّسي ابنك: عندما تطرأ مشكلة ما في صفه؛ حافظ على تواصل منتظم مع مدرّسيه؛ تحدّث مع ابنك أيضاً لوضع خطة حلّ لأيّ مشكلة معاً. قد تكون سنين المراهقة صعبة بالنسبة لأي طفل؛ لذلك كن لطيفاً ومتفهماً معهم في التحدث معهم عن أيّ مشكلة تواجههم.
اتخذ قدوة حسنة: لا يظهر المراهقين ذلك دائما؛ ولكن البالغين مؤثرين جداً في حياتهم ومهمين جداً بالنسبة لهم.
كافئ ابنك: على السلوك الجيد وإنجاز المهمات.
ضع مخططاّ للتأنيب: اتخذ عواقب محددة لبعض أنواع سوء السلوك.
التثقيف النفسي Psychoeducation:
يعني التثقيف النفسي أنك أنت أو طفلك ستُشجعون على مناقشة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وآثاره. بإمكانه أن يساعد الأطفال والمراهقين والبالغين على فهم ما معنى تشخيص إصابتهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، وبإمكانه أيضا أن يساعد على التعايش والتغلب على هذه الحالة.
برامج تثقيف وتعليم الوالدين:
بإمكان مهني الصحة العقلية تثقيف والدي الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حول هذه الحالة وكيفية تأثيرها على الأسرة. يمكنهم أيضًا مساعدة الطفل ووالديه على تطوير مهارات وسلوكيات وطرق جديدة للاتصال فيما بينهم.
ومن الأمثلة:
التدريب على المهارات الأبوية: تعليم الوالدين المهارات التي يحتاجونها لتشجيع ومكافأة السلوكيات الإيجابية لدى أطفالهم.
تقنيات إدارة التوتر: يمكنه أن يفيد والدي الطفل المصاب من خلال زيادة قدرتهم على التعامل مع الإحباط لكي يتمكنوا من الاستجابة بهدوء لسلوك طفلهم.
مجموعات الدعم: بإمكانها مساعدة الآباء والعائلات على التواصل مع آخرين لديهم مشاكل واهتمامات متماثلة.
وفي الختام يبقى لنا أن نؤكد بأهمية الطرق العديدة العلمية الصحيحة لتساعد طفلك بالتغلب على اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والوصول إلى حياة أفضل يستحقها بالتأكيد.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا