سموم الأفاعي
الكيمياء والصيدلة >>>> سموم
ولكن هل كل عضّة أفعى هي عضّة سامّة؟
هناك ما يعرف باسم العضّة الجافّة؛ إذ إن إفراز السم هو أمر اختياري -تضغط الثعابين على مناطق إفراز السم بالعضلات لإفرازه-، ويمكن لجميع الثعابين السامة أن تعضَّ عضّات جافة، وتشير التقديرات إلى أن 20 – 25% من عضّات صنف الأفعويات السام و50% من لدغات الأفعى المرجانيّة هي لدغات جافة، وفي بعض الأحيان قد يحدث إفراز السم من الأنياب قبل لحظات ثقب الجلد؛ مما قد يؤدي أيضًا إلى حدوث عضة جافة على الرغم من إفراز الأفعى للسم.
ينتشر سم الأفعى الحاوي على سموم عصبيّة بعد مشبكيّة في مجرى الدّم بسرعة في حال العض مسببًا فشلًا في الجهاز التنفسي والموت؛ فهو من المواد الحاجبة لمستقبلات الناقل العصبي الأستيل كولين. ترتبط هذه الجزيئات على مواقع مستقبلات الأستيل كولين على عضلة الحجاب الحاجز مانعةً هذا الناقل العصبي من الارتباط والتفاعل. والأسوأ من ذلك أن ارتباط هذه الحاجبات على المستقبلات هو ارتباط قوي لا يتخلى عن موقعه على الفور؛ مما يحجب عمل المستقبل فعليًّا، وفي حال حُجب 75% إلى 80% فقط من المستقبلات على الحجاب الحاجز بالسم؛ ستتوقف عمليّة التنفس، وتستغرق هذه العملية أقل من 30 دقيقة.
الطريقة الوحيدة للتصدي لآثار سم أفعى الكوبرا -أو معظم سموم الثعابين السامّة الأخرى- هي حقن الترياقات المناسبة المضادة لسموم الأفاعي (Anti-venom) بعد فترة قصيرة من العض وريديًّا.
تعمل هذه الترياقات المضادة لسموم الأفاعي على تحرير السم من أماكن ارتباطه على المستقبلات لتصبح حرّة للارتباط بالأستيل كولين والتفاعل معه فتُستأنف عمليّة التنفس.
ولكن الإعطاء الصحيح لهذا الترياق المضاد لسم الأفعى ضروريٌّ جدًّا لتجنب أية مضاعفات قد تنجم عن الإعطاء الخاطئ، ويجب أيضًا دراسة الجرعة بدقّة فإذا لم تكن كمية الترياق كافية لفصل كل الحاجبات؛ فسيظل جزء من المستقبلات محجوبًا وسيحتاج الشخص إلى استخدام آلات التنفس الصناعي والنبضات الكهربائية للحصول على التنفس الكامل. ثم إن إعطاءه بكميّات أكبر من اللازم قد يعمل على حجز المستقبلات من التفاعل مع جزيء الأستيل كولين نفسه -نظرًا إلى حجم جزيء الترياق الكبير- ليعاني الشخص أعراضًا مماثلة لتلك الناتجة عن عض الأفعى، إلّا أنّها تزول في نهاية المطاف بتحرر ارتباط جزيئات الترياق عن المستقبلات، ولكن معدل هذا التحرر بطيء جدًّا.
وفي حال عدم توفر الترياق؛ يوضع جهاز تنفس صناعي ليساعد على عمليّة التنفس إلى حين اختفاء أعراض شلل عضلات الحجاب الحاجز.
أمّا فمويًّا؛ فتشير الدراسات إلى أن سم الكوبرا فعّال حتى عندما يدخل عن طريق الفم؛ إذ لا يتعرّض لإزالة السميّة في الكبد. ولدراسة تأثيره بالتسمم الفموي؛ أُجريت دراسة على فئران حديثة الولادة بهدف معرفة تأثير التسمم الفموي بسم أفعى الكوبرا على استقلاب البروتينات في الكبد.
كشفت الدراسات التشريحية للفئران التي أُعطيت جرعات من سم الكوبرا عن تلف في الكبد، وأشارت إلى تغيّر كبير في التمثيل الغذائي للبروتين في الكبد؛ فقد بيّنت النتائج عددًا من التغيرات مثل:
- انخفاض في مستوى البروتين الكلي، ويمكن أن يُعزى إلى تدمير أو تنخّر في الخلايا وما يترتب على ذلك من خلل في اصطناع البروتين. ثم إن الاضطراب في وظائف الكلى بسبب السم والنزف المرتبط عادة مع اللدغات يعد من العوامل المسبّبة أيضًا لنقص بروتين الدم الملاحظ، وكذلك زيادة نفوذيّة الأوعية الدموية تسهم في فقدان البروتين في الأنسجة.
- ارتفاع في مستوى الحموض الأمينية الحرة التي تعدُّ إشارة واضحة إلى زيادة تحلل البروتينات وتثبيت الأمونيا؛ مما يؤدي إلى اصطناع الحموض الأمينية.
- ارتفاع في فعاليّة البروتياز الحمضي؛ والسبب ربّما زيادة في عدد وحجم الليزوزومات.
- زيادة فعاليّة كل من ناقلة الحمض الأميني الآلانين والأسبارتات ALT) و AST).
- زيادة فعاليّة الغلوتامات ديهيدروجيناز (GDH).
- ارتفاع الأمونيا واليوريا.
المصادر:
هنا
هنا
هنا