هل نستطيع تصنيع مواد تُعالج السرطان؟
الكيمياء والصيدلة >>>> علاجات صيدلانية جديدة
واليوم، تحصد كبرى الشركات الكيميائية والدوائية كميات ضخمة من النباتات والبذور لاستخراج مواد ذات قيمة علاجية.
وقد ازداد الاهتمام بإيجاد طرائق صناعية جديدة وأكثر استدامة مؤخرًا؛ ولا سيما بعد تبنِّي منظمة الصحة العالمية لقوانين جديدة لحماية التنوع البيولوجي والمواد الخام في بلدان العالم الثالث، ويعود ذلك لكون طرائق الاصطناع المعتمدة على الخلاصات النباتية ضارة بالبيئة ومخلِّفة لكميات كبيرة من النفايات الكيميائية، بالإضافة إلى أنَّ هذه النباتات النادرة قد تنقرض بسبب استخدامها المكثف.
ومع هذه القوانين الجديدة، وُلِدت الحاجة إلى بديل حقيقي إذا كنا نرغب في أن نكون قادرين على إنتاج علاجات لمرضى السرطان أو الأشخاص الذين يعانون أمراضًا عقلية في المستقبل، ومن هذه الحاجة بدأ أحد المشاريع بالعمل وهو مشروع MIAMI.
فمشروع MIAMI هو مشروع ضخم وجديد في الاتحاد الأوروبي، حصل على منحة 6 ملايين يورو لإيجاد طرائق جديدة في التصنيع الحيوي، وهو يهدف إلى تزويد الصناعة الصيدلانية بطرائق إنتاج بديلة ترتكز على جزيئات خميرة الخبز.
وكان على الباحثين -بدايةً- رسم خريطة مسارات التصنيع الحيوي للنبات النادر (Rauvolfia serpentina) المعروف باسم (Indian snakeroot)؛ الذي اشتهر في الطب الصيني القديم باحتوائه على مركبات علاجية للسرطان، ولكنَّ تصنيع هذه المركبات خارج النبات غير قابل للتطبيق؛ بسبب عدم معرفة مسارات التصنيع الحيوي.
ماذا يفيدنا معرفة مسار التصنيع الحيوي؟
إنَّ مسار التصنيع الحيوي يعني الجينات المحددة التي تُرمز الأنزيمات وتكون مسؤولة عن تصنيع الجزيئات داخل الخلية، لذلك فإنَّ معرفتنا بهذه المسارات يجعل نقل هذه الجينات أو إدخالها إلى خميرة الخبز أمرًا ممكنًا، لتصبح الخميرة بعد هذا النقل مصنعًا بيولوجيًّا قادرًا على تصنيع كميات ضخمة من هذه المواد العلاجية.
إذًا، قد يقدم نبات جذر الثعبان الهندي أو Indian snakeroot الحل، ولكن؛ يمكن تصنيع هذه المواد الكيميائية المعقدة مثل المواد الطبيعية ذات الخواص الصيدلانية في كثير من الأحيان؛ لأنها تحتاج عمليات حيوية محفِّزة ببساطة، وهذا ما يأمل العلم ومشروع MIAMI في الوصول إليه.
المصادر:
هنا