عيناكِ قد تكونان النافذة لكشف السرطان!
الطب >>>> السرطان
يُعدُّ سرطان الثدي من أكثر الأمراض الخبيثة شيوعًا؛ إذ يبلغ خطر الإصابة به في أثناء حياة الأنثى قرابة 10٪، إضافة إلى أنَّه من الأسباب الرئيسة للوفيات المرتبطة بالسرطان بين النساء في أنحاء العالم جميعه.
فالورم ينتقل إلى العظام والكبد والرئة والجلد والدماغ والعينين عادةً، ويُعدُّ سرطان الثدي الورمَ الأكثر شيوعًا، والذي ينتقل إلى العين، ويليه سرطان الرئة، في حين تنتقل سرطانات الجهاز الهضمي والكلى والبروستات والجلد في بعض الأحيان إلى العين، ولكن؛ بنسبة مئوية أقل.
وتقترح الدراسات أنَّ ما نسبته 10-37% من حالات سرطان الثدي يمتلك نقائل عينية أو حجاجية قابلة للكشف.
أعراض النقائل العينية:
تعاني المصابات من اضطرابات في الرؤية عادةً؛ كفقدان البصر أوتشوُّه في المرئيات metamorphopsia أو تغيُّر في المجال البصري، ومن الشائع الشكوى من رؤية أجسام عائمة (طافية) أو ومضات، وبعض المصابات ليست لديهنَّ أعراض على الإطلاق.
لماذا العين؟
أحصت دراسة إسبانية ٢٤٠ حالة إصابة بالميلانوما المشيمية (ورم خبيث داخل العين وهو يُعدَّ الورم العيني الأكثر انتشارًا بين البالغين) سنويًّا، وأكدت أنَّ نسبة ١٠٪ من السرطانات المتشكِّلة في أماكن أخرى من الجسم تنتهي مُسببة نقائل (أورام ثانوية) سرطانية في العين.
ويعزى ذلك إلى غزارة الأوعية الدموية في هذا العضو، وخاصةً في البقعة (اللطخة الصفراء) macula والعصب البصري.
وبحسب طبيب العيون الدكتور (خوسيه غارثيا)؛ المُختص في شبكية العين في معهد الجراحة الدقيقة للعيون في برشلونة، فإنَّ أهم السرطانات الأولية التي تظهر لها نقائل في العين هي سرطان الثدي عند النساء، وسرطان الرئة عند الرجال، وفي عديد من الحالات يكتشف طبيب العيون وجودَ ورم أولي غير مُشخص من قبل وذلك بعد فحص قعر العين؛ لذا، فمن المهم إجراء الفحص الروتيني للعين بعد سنِّ الخمسين سنويًّا.
الأعراض العينية تكشف السرطان:
راجعت سيدة أمريكية من أصل فريقي تبلغ من العمر 58 عامًا عيادةَ طب العيون بشكوى كتلة حجاجية أمامية، وشملت الأعراض ألمًا متزايدًا في العين مع صداعٍ ضاغط وضعف بصر، إضافة إلى وهن مستمر منذ عام تقريبًا.
ولم يكن التاريخ الطبي للمريضة ذا أهمية تذكر لعدم وجود أية أمراض مصاحبة، ولكنَّ تاريخ عائلتها كان مهمًّا نظرًا إلى وجود قصة مرضية لسرطان الثدي.
وبعد قرابة 5 أشهر من التقييم الأولي كان التشخيص المرضي النهائي: ارتشاح لكارسينوما نقائلية مع إيجابية المستقبلات الهرمونية التي تشير إلى احتمال عالٍ لوجود ورم بدئي في الثدي.
وبعد إجراء التصوير الشعاعي بالماموغرام للثدي والمسح المقطعي (CT) للصدر والتصوير بالأمواج فوق الصوتية للثدي، حُدِّدَت الآفة الأولية في الثدي الأيمن مع نقائل عدَّة إلى العظام والعقد اللمفية، وأظهرت الخزعة أنَّها كارسينوما فصيَّة غازية من الدرجة الثانية لتتلقى السيدة العلاج المناسب بعدها.
وقد ذكر المركز الوطني الأمريكي للتكنولوجيا الحيوية تقارير مشابهة عن المرضى الذين لديهم تاريخ سابق من سرطان الثدي، والذين يشكون من أعراض خفيفة؛ مثل الألم الموضعي في العين، ووذمة ماحول الحجاج periorbital edema، وأكد المركز على أهمية التفكير في النقائل داخل العينية والمشيمية -أشيع مكان للنقائل داخل العين- والبقعة وما حول البقعة على وجه الخصوص، فعلى الرغم من أنَّ الأورام يمكن أن تنتقل إلى محيط العين؛ كالأجفان والملتحمة أو محجر العين؛ ولكنَّ أجزاء كرة العين الداخلية تبقى أكثر المواقع عرضةً، ونادرًا ما تصيب النقائل قزحيةَ العين أو شبكية العين أو القرص البصري.
الإحالة إلى الطبيب المختص:
يجب أن يؤدي اكتشاف ورم خبيث في العين إلى إحالة فورية إلى طبيب أورام بصري أو أخصائي بأمراض الشبكية، سواءً حملت الأعراض والموجودات إنذارًا بوجود سرطان ثدي غير مُكتشف أو أنَّ العلاج طُبِّق فعلًا.
خطر الإصابة الثنائية !
لاحظت (كارول شيلدز)؛ المديرة المساعدة للجراحين في قسم الأورام في مستشفى ويلز للعيون في فيلادلفيا أنَّ عديدًا من المرضى الذين يعانون من ورم خبيث في العين لا يزورون طبيب العيون أبدًا، وتضيف أنَّ تشوش الرؤية قليلًا لا يبدو مهمًّا للمرضى عندما يكون لديهم كثيرمن المشكلات الأخرى!
ولكنَّها تنبه إلى أنَّ اكتشاف نقائل عينية لسرطان الثدي قد يرفع إنذار الخطر بكون سرطان الثدي ثنائيًّا ومتعددًا، إضافةً إلى خطر وجود نقائل دماغي؛ إذ إنَّه في حال إجراء مسح للدماغ سيتبين أنَّ قرابة 40 % من هؤلاء المريضات لديهنَّ نقائل في الدماغ أيضًا.
ويقول (تيموثي موراي)؛ أستاذ أمراض العيون وعلاج الأورام الإشعاعي في مستشفى جامعة ميامي: "بالنسبة إلى الناجيات من سرطان الثدي على المدى الطويل؛ فإنَّنا نرصد حالات لنقائل عينية يعشن مدة 10 سنوات بعدها، وبذلك، فإنَّ الإصابة العينية تُشخص بتواتر أكبر، وأصبح من الأهمية بمكان رعاية هؤلاء المصابات حتى يتمكنَّ من الحفاظ على رؤية جيدة".
سيداتي .. لكي ترَين هذا اللون الزهري الجميل الذي يذكركنَّ بالوقاية والكشف المبكر عن سرطان الثدي لا بُدَّ من الفحص الدوري للعيون ولا سيما بعد سنِّ الخمسين؛ كونه جزءًا من متابعتك الدورية في أثناء علاج سرطان الثدي في حال الإصابة به.
المصادر: