لماذا قد يخشى مرضى الجهاز التنفسي ركوبَ الطائرة؟
الطب >>>> معلومة سريعة
نعلم أنّ ضغط الهواء ينخفض بازدياد الارتفاع، ولنفهم سبب ظهور بعض الأعراض التنفسية لدى بعض المرضى يجب علينا أن نكون على دراية ببعض الثوابت:
تكون نسبة الأكسجين في الهواء عند مستوى سطح البحر نحو 21%، أما الضغط الجوي فيعادل قرابة 760mmHg، وتتغير هذه الثوابت كليًّا عندما نكون على ارتفاع 8000 قدم؛ إذ ينخفض الضغط الجوي ليصبح 565mmHg الذي بدوره يؤثر في مستوى الضغط الجزئي للأكسجين في الدم (PO2) ويخفضه؛ أي كأننا نستنشق هواءً يحوي نسبة 15% من الأكسجين فقط.
إن التأثيرات المرتبطة بزيادة الارتفاع وتغيرات الضغط الجوي قد تؤدي إلى حدوث نقص أكسجة لدى بعض المرضى. ولحسن الحظ، يملك الأفراد الأصحاء آليات تعويضية؛ إذ يزداد معدل التهوية في الدقيقة، ويزداد معدل ضربات القلب والنتاج القلبي، في حين تكون هذه الآليات أقل فعالية لدى المرضى الذين يعانون مشكلات رئوية أو قلبية؛ مما يعرضهم لخطر حدوث نقص أكسجة مهم.
وفي إحدى الدراسات، قِيسَ مدى انخفاض كل من نسبة إشباع الأكسجين في الدم (SaO2) والضغط الجزئي للأكسجين في الدم (PO2) لدى مجموعتين من المرضى؛ 15 مريضًا مصابًا بداء الرئة الخلالي (IDL) و10 مرضى انسداد رئوي مزمن (COPD).
وقد أظهرت النتائج انخفاضًا بنسب كل من القيمتين السابقتين لدى المجموعتين على حدٍ سواء بعد استنشاقهم هواءً يحوي 15% من الأكسجين مدة 20 دقيقة.
وفي دراسة أخرى أُجريت في النرويج، بيّنت أن قرابة 25% من مرضى COPD يبدون أعراضًا مرتبطة بنقص الأكسجة في أثناء الرحلة الجوية.
إذًا؛ هل هناك مرضى ممنوعون من ركوب الطائرة؟
نعم، إنّ من يعانون ريحًا صدرية، وارتفاعَ ضغط رئوي شديد، والمصابين بكيسة قصبية المنشأ؛ جميعهم ممنوعون من السفر عبر الطيران الجوي.
عمومًا؛ توصي المنظمات الصحية مرضى الجهاز التنفسي بإجراء اختبار "الملاءمة للطيران fitness to fly test" قبل سفرهم، والاختبار قائمٌ على إجراء محاكاة لنقص الأكسجة في الارتفاعات العالية، وتأتي أهميته من إمكانية الاستدلال على المرضى الذين قد يحتاجون إلى أكسجين (supplemental oxygen) وهم على متن الطائرة في أثناء الرحلة.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا
6- هنا