الرضاعة الطبيعية وأهميتها للأم
الغذاء والتغذية >>>> تغذية الأطفال
ولكن هناكَ سبباً علمياً وراءَ هذا الشعور الذي يتولّد أثناء قيام الأم بإرضاع طفلها، وهو زيادةً إفرازِ هرمونين هما البرولاكتين الذي يعزز الشعور بالأمان ويزيد من تعلّق الأم بمولودِها، والأوكسيتوسين الذي يعطي الأمَ شعوراً قوياً بالحبِ والارتباطِ برضيعِها. ويعدّ هذا الإفراز الهرمونيّ السبب وراءَ رغبةِ الأمهات اللواتي أرضعْن أطفالَهنّ بتكرارِ تلك التجربةِ مع أطفالهنّ الجدد.
فهل من فوائدَ صحية للإرضاع على الأم؟ أم أن فوائدَه تنحصرِ في جسمِ الرضيع وصحّته كما قرأنا سابقاً هنا.
يعودُ الإرضاع الطبيعي على الأم بالراحة العاطفية والفوائد الجسدية على حدّ سواء، إذ تستعيد الأم المرضعة نشاطَها بعد الولادة بسرعةٍ وسهولة إن بدأت بإرضاعِ طفلِها طبيعياً. كما يعمل هرمون الأوكسيتوسين الذي يتحرّر خلال الإرضاع على إعادةِ الرحم إلى حجمِهِ الطبيعي بسرعةٍ، ويُقلل من النزيف ما بعد الولادة.
كما أظهرت الدراسات أنّ ممارسةَ الأم للإرضاع الطبيعي تقلّلُ من احتمالِ إصابتِها بسرطانِ الرحم والثدي مستقبلاً. كما تقلّلُ من الإصابةِ بالنمطِ الثاني من داء السكري، والتهاب المفاصل الروماتيزمي، والأمراض القلبية الوعائية التي تتضمن ارتفاعَ ضغط الدم، وارتفاعَ مستوى الكوليسترول.
من جهةٍ أخرى، يعمل الارضاع الطبيعيي المُطلَق (التام) على تأخيرِ استئنافِ العادةِ الشهرية لدى الأم، مما يعمل كمانعِ حملٍ طبيعيّ يُساعد في إطالةِ الفترةِ الزمنية بين الحملين المتتالين عند الأم، وذلك كما ذكرنا إنّ كان الإرضاع الطبيعي تامّاً، بمعنى أن الطفلَ يرضعُ صباحاً ومساًء وعمره دون الـ 6 أشهر.
أمّا الفوائد الأخرى التي تتعلق بالأسرة ككل، فمنها تخفيض العبء الماديّ الناتج عن شراء الحليب الصناعي للطفل، كما يوفّر على الأم عناءَ تحضير زجاجة الحليب أو تسخينِها في الليل عند الحاجة لإرضاع طفلِها. ولا ننسَ التجربة الحسية الفريدة التي ستتمتع بها الأم عند إرضاع وليدها وإشباعِ شعور الأمومة لديها.
يُذكر أن الأم تحتاج خلالَ فترةِ الإرضاع إلى طاقةٍ إضافيةٍ تتراوح بين 400 و500 كيلو كالوي يومياً كي يتمكن الجسم من اصطناع الحليب الكافي لتغذية الطفل بالشكل الأمثل.
المصدر:
هنا