أظهر الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني(يناير) من عام 2020 مدى السرعة التي يستطيع بها فيروس كورونا الانتشار، ونظرًا إلى أهميّة هذه الأحداث -وكما هو الحال مع الأمراض الجديدة دائمًا- فهي عادةّ ما تترافق مع انفجار في الأبحاث والمعلومات السّريريّة والوبائيّة، واستجابةً لذلك؛ وفَّر العديد من دور النشر جميعَ المقالات والأبحاث المتعلّقة بفيروس كورونا مجانًا بهدف تأمين المعلومات والمصادر الممكنة لمساعدة السلطات الصحّية والباحثين والأطباء على احتواء هذا المرض وعلاجه (1).

ومن هنا أعلن مركز معلومات فيروس كورونا الجديد (2019-nCoV) في دار نشر إلسيفيه (Elsevier) عن تقديم الأبحاث والمواضيع المتعلقة بهذا الفيروس مجانًا أو بأسعار مخفضة، مع تحديث مستمر على الموقع الخاص به، وتشمل هذه المصادر المجلّات والكتيّبات الطبّية والعلميّة والمنتجات التّعليميّة ومجموعة متنوّعة من المصادر الأخرى مثل إرشادات السفر واحتياطاته من مراكز السّيطرة على الأمراض والوقاية منها (1).

كذلك وفَّرت دارُ نشر (Wiley) استجابةً لتفشّي المرض في الصّين وصولًا مجانيًّا لجميع المقالات المنشورة المتعلّقة بالفيروس مشيرةً إلى أنّها ستبقى مفتوحة حتى شهر نيسان (إبريل) 2020 وستُمدّد المدّة حسب الحاجة (2).

من جهتها أطلقت المجلة العريقة (The Lancet) مركزًا خاصًّا بفيروس كورونا الجديد، ويهدف المركز إلى تقديم جميع منشورات المجلات التابعة لـ (The Lancet) المتعلقة بالأبحاث الوبائية والجينية وغيرها عن الفيروس مجانًا ضمن قائمة واحدة موجودة في صفحة المركز على الإنترنت (3).

وانضمت مجلّة (The New England JOURNAL of MEDICINE) كذلك إلى هذه الحركة العلميّة بتوفيرها لمقالاتها وأبحاثها المنشورة مجانًا على موقعها على الإنترنت، وتشمل هذه الأبحاث أبحاثًا وبائية وتقريرَ حالات ومراسلات وغيرها، إضافةً إلى خريطة لعرض الحالات المؤكّدة والمشتبهَة مع انتشارها مقدّمةً من مستشفى بوسطن للأطفال (4).

إنّ هذه الجهود وغيرها تصبُّ جميعها في إطار توحيد الجهود العلميّة العالمية وجهود الباحثين في كل البلدان لإيجاد علاج ناجح في أسرع وقتٍ ممكن لهذا الفيروس، وبعيدًا عن الصراعات؛ يبقى العلم هو الكلمة التي توحد الإنسانية.

المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا