بالأرقام.. العلاقة بين الصحة النفسية والتوجُّه الجنسي
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
أظهرت الدراسات أن 0.17% إلى 1.3% من المراهقين يُشخَّصون بمغايري الهوية الجنسية، ويعاني الأشخاص المصابون بهذه الانزعاجات ضيقًا ناتجًا من الجنس المُحدَّد لهم وعدم الارتياح مع أجسامهم (ولا سيما التطورات في أثناء البلوغ) أو من الأدوار المجتمعية التي يفرضها جنسُهم عليهم، ويعانون أيضًا توترًا شديدًا ومشكلاتٍ وظيفية فيزيولوجية جنسية، ونزاعًا حادًّا بين ما يشعرون به وبين جنسهم المُحدَّد لهم. ولا يُعدُّ عدم التوافق بين الجسد والشعور الجنسي الداخلي "الهوية الجنسية" مرضًا أو مشكلةً نفسية، وما يجب معالجته في مثل هذه الحالات هو التوتر والقلق والاكتئاب الذي قد ينجم عنها.
قدَّر بعضهم أنَّ نسبة 71% من المصابين بهذه الانزعاجات (Gender Dysphoria) معرضون بشدة للإصابة بالاكتئاب والإيذاء الجسدي والسلوكيات الانتحارية. وقد يعاني الأطفال المصابون بهذا الانزعاج مشكلاتٍ اجتماعية عدة؛ منها التعرض للتنمر من قبل أقرانهم والشعور بالوحدة، وهذا قد يؤدي إلى مشكلات أكبر في أثناء النمو والبلوغ. كذلك، سُجِّل تزايدٌ في نسبة المصابين باضطرابات طيف التوحد بين 6% إلى أكثر من 20% في بعض حالات الانزعاج من النوع الجنسي المسجَّلة.
وأظهرت دراسة في المجتمع الكندي -للمراهقين الذين صرَّحوا عن هويتهم الجنسية لوالديهم (34% منهم داعمون لأبنائهم بشدة، و25% داعمون لهم جزئيًّا، و40% منهم لم يدعموهم على الإطلاق)- ارتباطَ نقص الدعم من الوالدين بالوحدة والتشرد عند الأبناء وازدياد السلوكيات النفسية الخطرة كالمخاطر الجنسية وغيرها..
قد تؤثر اضطرابات الانزعاج من النوع الجنسي في الأشخاص بطرائق مختلفة؛ فمنهم من يلجأ إلى تغيير مظهره الخارجي من خلال ارتداء ألبسة معينة تخصُّ الجنسَ الذي يشعر بالانتماء النفسي إليه، والذي يختلف عن جنسه البيولوجي. في حين يلجأ بعضهم الآخر إلى تغيير المفردات المُستخدمة من هو إلى هي أو العكس (كأن يقول الذكر: أنا جميلة! أو أن تقول الأنثى: أنا جائع!)، ويلجأ البعض الآخر إلى تغيير الجنس؛ إما عن طريقة تناول الأدوية وإما من خلال الخضوع لعمليات جراحية.
إنَّ "الانزعاج من النوع الجنسي" يختلف تمامًا عن "عدم التأكد من الهوية الجنسية" الذي يتجلى بتصرفاتٍ معينة؛ كلجوء الفتيات إلى ارتداء الملابس الخاصة بالفتيان أو الرجال. وهو كذلك ليسَ مرضًا نفسيًّا، وغالبًا ما يكون حالةً مؤقتة وعابرة في حياة الطفل أو الطفلة.
كيف تُشخَّص مثل هذه الاضطرابات؟
تختلف معايير التشخيص عند الأطفال منه عند المراهقين والبالغين.
أشارت إحدى الدراسات -المُجراة على عدد من المراكز المتخصصة بمشكلات الهوية الجنسية في أوروبا وأمريكا الشمالية- إلى أنَّ نسبةً تتراوح بين 40-45% من المراهقين المراجعين بمشكلات متعلقة بالصحة النفسية الجنسية يعانون اضطراباتٍ نفسيةً واضحة ومهمة.
ويظهر الانزعاج من النوع الجنسي عند المراهقين من خلال: تناقض بين نوع الجنس المُعبَّر عنه ونوع الجنس المحدَّد فيزولوجيًّا، ويتضمن رغبةً شديدة في التخلص من النوع الجنس الأولي، ورغبةً كبيرة في أن يكونوا من الجنس الآخر (الجنس الذي يشعرون بالانتماء إليه).
أما عند الأطفال، تكون المعايير ظاهرةً على نحو أكبر:
كالرغبة والإصرار على كونهم من نوع الجنس الآخر، وميلهم إلى تكوين علاقات مع أصدقاء من الجنس الآخر (المخالف لجنسهم البيولوجي، والمشابه لشعورهم الداخلي)، ورغبة شديدة في ارتداء الملابس المخصصة للجنس الآخر، ورفض شديد للأنشطة والألعاب المخصَّصة لجنس معين، وتظهر عند بعض الأطفال من خلال كرههم أجسادَهم.
ختامًا، نشير إلى أنَّه أظهرت الدراسات أيضًا أنَّ معظم الأطفال الذين أكدوا على نوع جنس معين واستخدموا عباراتٍ صريحة مثل "أنا فتاة أو أنا فتى"، قد أصبحوا مغايري الهوية الجنسية عند الكِبر.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا