اضطراب سوء استخدام المواد المخدِّرة (SUD)
علم النفس >>>> القاعدة المعرفية
وتقع اضطرابات هذه المواد المخدرة في عدة فئات حسب نوع المادة المُساء استخدامها، ومنها:
1- اضطرابات تعاطي الكحول.
2- اضطراب استخدام المسكِّنات.
3- اضطراب استخدام المهلوسات.
4- اضطراب استخدام التبغ.
5- اضطراب استخدام المواد الأفيونية.
6- اضطراب استخدام الماريجوانا.
7 - اضطراب استخدام المنشطات (3).
وقدَّر مكتب الأمم المتحدة المَعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) أنَّه ما بين 172-250 مليون شخص تترواح أعمارهم بين 15 و64 سنة، قد استخدموا المخدرات بطريقة غير مشروعة مرةً واحدة على الأقل في عام 2010، وأنَّ استخدام المواد المخدرة كان أكثر شيوعًا في أمريكا الشمالية وأوروبا وأوقيانوسيا (1).
وفي ورقة بحثية أمريكية -تناولت خطرَ المواد المخدرة- كشفت عن أنَّ أضرار اضطرابات استخدام المواد قد كلَّف أكثر من 420 دولار سنويًّا، وأنَّ تكاليف الرعاية الصحية قد تجاوزت 120 مليار دولار سنويًّا، ولكن هذه الاضطرابات ليست مجردَ أعباء مالية بل هي خطر يهدِّد منظومةَ الصحة والتعليم والثقافة والمجتمع برمته، وأكثر المتضررين من هذه الاضطرابات هم الصغار؛ بسبب الآثار السلبية الناتجة من استخدام هذه المواد المخدرة كالعنف مثلًا (2).
ولنفهم اضطرابَ سوء استخدام المواد أكثر؛ يجب أن نعرف معانيَ المفاهيم المرتبطة به:
المادة: هي مركب ذو تأثير نفسي له القدرة على التسبب في مشكلات صحية واجتماعية ومنها الإدمان، وقد تكون هذه المواد قانونية (مثل التبغ والكحول) وغير قانونية (مثل الهيروين والكوكايين) أو موصوفة الأغراض الطبية (مثل الأوكسيوكودون) (2).
وتُصنَّف هذه المواد في سبع فئات بناءً على آثارها الدوائية والسلوكية (والتي ذكرناها في تصنيف الاضطرابات في بداية المقال).
وتشترك المواد المخدرة باختلاف أنواعها في ثلاث ميزات:
1- يُساء استخدامها على نطاق واسع جدًّا؛ إذ اعترف 61 مليون شخص في الولايات المتحدة بالإفراط في شرب الكحول عام 2017.
2- استخدام أية مادة من المواد المخدرة المذكورة سابقًا بجرعات عالية أو في مواقف غير مناسبة يمكن أن يتسبب بمشكلات صحية واجتماعية على الفور أو مع مرور الوقت، وقد تكون هذه المشكلات بسيطة كالتوتر العابر، وقد تكون خطيرة مثل الاعتقال بسبب قيادة سيارة تحت تأثير المواد المخدرة، وإساءة معاملة الأطفال، والعنف الجنسي والجسدي، ومحاولة الانتحار والسكتات الدماغية.
3- حدة الأمراض ونوعها التي قد تنتج من إساءة هذه المواد المخدرة وصوًلا إلى الإدمان (2).
وحتى وقت قريب، كان هناك خلطٌ واضح في النظر إلى مفهوم اضطراب استخدام المواد المخدرة وتشابكه مع عدد من المفاهيم كالإدمان، إلى أن شُخِّصت هذه الاضطرابات بالتفصيل في الدليل التشخيصي والإحصائي (DSM) الصادر عن جمعية الطب النفسي الأمريكية (APA)، وقد حدد الدليل في طبعته الخامسة (DSM-5) المعاييرَ التشخيصية لاضطراب استخدام المواد بحسب كل مادة يُساء استخدامها، وتحدِّد هذه المعايير درجةَ وحدةِ كل اضطراب وفقًا لأعراض معينة توجد لدى الشخص الذي يعاني هذه الاضطرابات.
وعن أسباب هذا الاضطراب؛ فقد أشارت أغلب الدراسات إلى أنَّ السبب غير معروف، ومع ذلك يمكننا أن نذكر عدةَ أسباب تساهم في سوء استخدام المواد كالأسباب الجينية وتأثير بعض الأدوية والاكتئاب والقلق والإجهاد. كذلك، أشارت الدراسات إلى أنَّ كثيرًا من الأشخاص الذين يعانون اضطرابَ سوء استخدام المواد كانوا يعانون اضطرابَ ما بعد الصدمة (الشدة)، ونقص الانتباه والاكتئاب، ويمكن أن يكون كلٌّ من تدني تقدير الذات وأسلوب معاملة الشخص ونمط حياته أسبابًا لهذه الاضطرابات.
وقد يواجه الأطفال -الذين يكبرون وهم يرون والديهم يتعاطون الموادَ المخدرة- مخاطرَ عالية للإصابة بهذا الاضطراب، فالأسباب الكامنة وراء اضطراب استخدام المواد قد تكون بيئية وجينية (3).
أما التدخلات العلاجية، فقد تنوعت بتنوع حدة الاضطرابات ما بين دوائية وسلوكية ونفسية، وأظهرت دراسة استقصائية أن 23 مليون شخص من البالغين الذين شُخِّصوا سابقًا باضطراب سوء استخدام المواد، يُعِدُّون أنفسهم في حالة مستقرة (2).
وقد تناول الباحثون السوريون في مقالة سابقة خطورةَ عدم جدوى العلاج التقليدي لاضطرابات سوء استخدام المواد متناولين بأملٍ علاجًا جديدًا؛ وهو التأمل.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا