مع المعلومات المتجددة عن الفيروس وطرائق انتشاره (3)، ومع بدء حديث الدول عن ضرورة رفع الحظر تدريجيًّا لإعادة عجلة الاقتصاد؛ تبرز مخاوف من عودة انتشار الفيروس في المجتمعات، وهو ما سيترتب عليه نتائج كارثية (2). وقد أوصى مركز الوقاية من الأمراض والتحكم بها CDC الأمريكي بتغطية الوجه بقطعة قماش في الأماكن العامة، وذلك حين تصعب المحافظة على مسافة الأمان المطلوبة -أي في البقاليات والصيدليات على سبيل المثال- وخاصةً في الأماكن التي أُثبِت فيها انتقال مجتمعي مهم للفيروس، مع التأكيد على أهمية وضرورة الحفاظ على مسافة الأمان التي يقدّرها المركز بقرابة مترين (1)، إضافةً إلى إجراءات الوقاية الأخرى كالحفاظ على نظافة اليدين وغسلهما المتكرر والابتعاد عن لمس الوجه (4)، وذلك لتبطيء تفشّي فيروس كورونا المستجد COVID-19.  

نبّه المركز إلى أنّ أقنعة الوجه القماشية يمكن أن تُصنَع من أي نوع قماش، كذلك يمكن صنعها منزليًّا على نحو منخفض التكاليف، ويمكن استعمالها طوعيًّا لتكون طريقة إضافية للوقاية من انتشار الفيروس (1).   

كذلك أوصت الأكاديمية الطبية الوطنية الفرنسية (Académie nationale de médecine) باستخدام قناع الوجه البديل للعامة بهدف احتواء الفيروس، وأن يكون استعمال هذا القناع إلزاميًّا في أثناء أوقات الخروج من المنزل التي تكون عند الضرورة فقط (2). وقد أكد كلٌّ من الأكاديمية الطبية الوطنية والـCDC على ضرورة الإبقاء على الأقنعة الجراحية وأقنعة FFP2 للكادر الطبي والمختصين الأكثر عرضة للتماس مع الفيروس، خاصةً في ظل النقص الحاصل في هذه الأقنعة (1,2).

أتت هذه التوصيات بناءً على الدراسات التي بيّنت أن كلًّا من الأشخاص الحاملين لفيروس COVID-19 غير العرضيين والمرضى الذين ما زالوا في فترة الحضانة قد يساهمون في نقل الفيروس دون أن تظهر عليهم الأعراض (1,2).

نعود ونؤكد على أن تغطية الوجه بقطعة قماش لا تعني أبدًا استعمال أقنعة الوجه الجراحية أو أقنعة N95، بل يجب الحفاظ على هذه المستلزمات المهمة للطاقم الطبي ومقدّمي الرعاية الصحية والمرضى فقط (1).

المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا